ثمار كوسة خضراء لامعة، وباذنجان بنفسجي غامق ،وخس ممتلئ ، وفلفل حلو، وخيار نضر المنظر، وغيرها من ثمار الخضروات والفواكه الطازجة المعروضة على أرفف المحلات المختلفة بمناسبة اقتراب موعد عيد الجوسوك لهذا العام.



يبدأ عيد الجوسوك لهذا العام يوم السبت القادم وجميع المحلات والأسواق مكتظة بالزبائن والعملاء والمتسوقين الراغبين في ابتياع حاجاتهم من السلع والبضائع الخاصة بهذا العيد وهي حاجيات كثيرة ومتنوعة لتلبية متطلبات المناسبات التي تقام احتفالا بهذا العيد والمآدب التي تجهز من أجل الزائرين والضيوف من الأهل والأقارب والأصدقاء.

الجو العام مفعم بالسعادة والراحة والتشوق للقاءات عائلية حميمة. لكن كل ذلك لم يمنع قلق وربما غضب الكثيرين من ارتفاع الأسعار والتكلفة المتزايدة لمثل هذه المناسبات التي صارت تمثل لدى البعض أحيانا عبئا ثقيلا بدلا من مناسبة اجتماعية مفرحة وممتعة.
الجوسوك هو أكبر المناسبات الكورية التقليدية وهو الوقت الوحيد الذي لا تبخل فيه الأسرة الكورية في الصرف والإنفاق على متطلباته مهما كبرت وارتفعت. الجوسوك هو عيد تتوفر فيه الخيرات من مأكل ومشرب ويتبارى فيه الجميع على الجود والكرم، وتسمو خلاله العواطف والمشاعر والأحاسيس النقية، وتنسجم العلاقات والروابط، وتنقشع فيه كل مظاهر الخلافات والنزاعات.
يتلقى متجر فخم طلبات من زبائنه لشراء الهدايا التي يتم تبادلها بمناسبة عيد الجوسوك. الهدايا تختلف وتتراوح ما بين سلال الفاكهة والأسماك والمأكولات البحرية والمعلبات المختلفة. كلما ارتفعت قيمة الأشياء المطلوبة كلما تلقى الزبائن تخفيضات كبيرة ولهذا فمثل هذه المتاجر تكون في ذروة انشغالها خلال مثل هذه المناسبات. رنين التليفونات لا ينقطع والمواقع الإلكترونية الخاصة بها مكدسة بالرسائل والطلبات. ولأن العيد يجئ هذه المرة وسط موجة حر عارم فأصحاب المتاجر قلقون على سلامة سلعهم وبضائعهم من لحوم وأسماك وفاكهة وخضروات ويحرصون على حمايتها من التلف بكل الأشكال الممكنة. كل المحلات منهمكة تماما في عملية توزيع الطلبات الكثيرة.

أشارت الساعة إلى السابعة صباحا عندما وصلت هذه الشاحنة إلى أنيانغ وأفرغت شحنتها. وبمجرد انتهاء مهمة الإفراغ بدأت عملية التوزيع حسب الطلبات العديدة المسجلة.
مظاهر التعب والإرهاق الشديد تبدو على ملامح وجوههم المنهكة بسبب تواصل العمل على مدار اليوم وبسبب المجهود الذي تتطلبه عمليات الشحن والتفريغ والتوصيل وقيادة الدراجات النارية في الأزقة والشوارع الخلفية.
أيام العطلات هي اشد الأيام إرهاقا وأكثرها ازدحاما بالطلبات حيث يمكن أن تصل الشحنات المطلوبة إلى ضعفيّ أو ثلاثة أضعاف الأيام العادية.
والشحنات كثيرا ما تحتوي على مواد ثقيلة وأخرى تحتاج لعناية خاصة وحذر شديد خاصة الهدايا القيمة.



والأسواق التقليدية هي أيضا في حالة زحام وتكدس بالمتسوقين والباعة والمشترين. الكوريون يقيمون خلال عيد الجوسوك مآدب ومناسبات وشعائر وطقوس خاصة بالأسلاف والآباء والأجداد تماما كما كان الحال في الماضي تعبيرا عن الشكر من أجل وفرة الحصاد. مثل هذه المناسبات تقتضي الحصول على أفضل أنواع الثمار والمكونات الطيبة. المواد المطلوبة هذه المرة وللمرة الأولى خلال 38 عاما لا تخلو من ندرة وارتفاع شديد في الأسعار.
لكن البشارة التي فرح بها الكثيرون هي محافظة أسعار اللحوم على أسعارها ولو بشكل نسبي ويبدو الأمر جليا في شدة التدافع على محلات اللحوم.
وفطائر الأرز التي تعرف باسم "دوك" هي أشياء لا يمكن الاستغناء عنها خلال أعياد الجوسوك. لهذا فإن صناع هذا النوع من الفطائر منهمكون في عملها وتشكيلها بمختلف الأشكال من أقمار وأهلّة وخلافها وبمختلف الألوان ومنها الوردي والأخضر والياقوتي والأصفر وليس باللون الأبيض وحده كما في الماضي.
وهناك شركات متخصصة تمثل حلقات تواصل بين المزارعين والمستهلكين الراغبين في الحصول على منتجات ذات جودة عالية ونوعية متميزة فوق العادة.
رغم أن عيد الجوسوك هو عيد للمأكولات والولائم المجهزة منزليا إلا أن البعض بسبب انشغالهم وظروفهم الخاصة وارتباطاتهم العديدة قد لا يجدون الفرصة لإعداد مثل هذه الموائد منزليا ولكن هناك دائما من هم على استعداد للمساعدة المتخصصة مثل السيد جو شانغ يون مدير شركة هوليداي فود .



والعاملون في مثل هذه الشركات هم أول من لاحظوا اختلاف العادات والمتغيرات المتعلقة بمثل هذه المناسبات حيث صارت الطلبات أكثر بساطة من حيث النوعية والكمية والرمزية.
وفي كل عيد جوسوك تمتلئ قلوب الكوريين بالمحبة والأمنيات الطيبة للأهل والأصدقاء والأقارب خلال لقاءات عائلية ودية في أمسيات بديعة وسعيدة وهم يتبادلون التهاني "كل جوسوك وأنتم في سعادة وفرح".