الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

فيلم الكرتون "زهرة الحِنطة ويوم سعيد والربيع".

2014-09-09

فيلم الكرتون "زهرة الحِنطة ويوم سعيد والربيع" وهو فيلم كرتوني سينمائي مقتبس من ثلاث قصص قصيرة.
مؤتمر صحفي صغير لكنه مهم، يتم تنظيمه في مسرح صغير للسينما المستقلة في وسط سيول في السادس من أغسطس الماضي.



الفيلم مقتبس من ثلاث قصص قصيرة كانت جزءا من المناهج المدرسية القديمة وعندما جرى إزالتها من تلك المناهج ما عادت معروفة للتلاميذ الصغار رغم إنها تمثل جزءا هاما من ذكريات الكبار والتلاميذ القدامى. لهذا قصدت إعداد فيلم مرتكز على تلك القصص لمشاهدته بواسطة الصغار والكبار في نفس الوقت قبل أن تتحول هذه القصص إلى عالم النسيان. أردت للكبار ممن هم في خمسينات وأربعينات العمر مشاهدة هذه القصص التي كانت جزءا من تراثهم الثقافي المدرسي القديم بعيون جديدة وبشكل جديد.
الفيلم هو الأول من نوعه المرتكز على ثلاث حكايات وقصص قصيرة قديمة لثلاثة من أعظم الكتاب والأدباء اللذين عرفتهم كوريا. اسم الفيلم هو "زهرة الحِنطة ويوم سعيد والربيع". والاسم هو جمع لعناوين الحكايات الثلاثة التي كتبها كل من لي هيو سوك وهيون جين غون وكيم يو جونغ.
الحكاية الأولى نُشرت عام 1936 للكاتب لي هيو سوك بعنوان " عندما تتفتح زهور الحنطة " وهي قصة قصيرة معروفة في الأدب الكوري الحديث. نشأ لي وترعرع في منطقة ريفية في بيونغ شانغ وتعكس قصته ثقافة وتراث وعواطف أهل ذلك الريف. الحكاية التي تدور عن قصة حب رومانسية طرفها شاب جوّال مسافر أشبه بلوحة ملونة تتوسطها زهور الحنطة البيضاء التي تغازل خيوط القمر الفضية التي تتدفق فوقها.
يبدأ الفيلم بتصوير قافلة جوالة في تل جبل صغير في بونغ بيونغ حيث يتبادل أفرادها التجارب والحكايات. يكتشفون من خلال ذلك التبادل قصة الحب التي يعيشها مسافر شاب يدعى دونغي مع صبية حسناء.
ويثير ذلك غضب مسافر آخر أكبر سنا ويتهم الفتى العاشق بتلطيخ سمعة وشرف كل القافلة ويقوم بضربه. وبعد أن يهدأ روعه يتذكر ذلك الرجل إن نفس تلك المشاعر كانت تنتابه عندما كان شابا صغيرا في عمر دونغي ويتذكر كل تفاصيل ليلة محددة.
كانت ليلة صيفية مضيئة وكان القمر ينشر أضوائه الفضية اللامعة في ربوع القرية وما زال ذلك المنظر حيا في ذهن هيو سينغ وون.
تذكر هيو إنه توجه في تلك الليلة للاستحمام في نهر قريب عندما حدثت تطورات متلاحقة كانت نتيجتها أن قضى ليلته تلك بين أحضان امرأة شابة كانت من بين أجمل حسان المنطقة. كانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة والوحيدة التي يلتقيان فيها بعد ذلك.
كان دونغي وكل أفراد القافلة يستمعون بشكل واضح للكلمات التي كان يتفوه بها هيو سانغ وون خلال الكوابيس التي كان يحلم بها حول تلك الليلة الصيفية والمغامرة النهرية القديمة. وعندما استيقظ هيو من نومه وقرر مغادرة القافلة تبعه دونغي وشرع في قصّ قصته عليه.
حكى الفتى العاشق دونغي حكايته لرفيقه الأكبر وأخبره إنه لم يعرف بل لم يرَ أمه بعد أن قام أهل القرية بطردها من الحي في بونغ بيون لأنها أنجبت طفلا غير شرعي . شعر هيو بعد استماعه للقصة بشيء من الندم ووخز الضمير وببعض دوران الرأس واختلال التوازن ليسقط مغشيا عليه داخل النهر. وعندما تم إنقاذه بمساعدة الفتى دونغي اقترح عليه مصاحبته إلى سوق شعبية كبيرة في جيشون حيث تعيش والدة الفتى دونغي .
وقبل البدء في السفر لتلك السوق نظر الرجل للكف الأيسر للفتي التي كانت تحمل سوطا ليتوقف فجأة.
وهنا تنتهي حكاية الكاتب لي سينغ وون عندما يتأمل الرجل الكف الأيسر للفتى ويجد إن كل شيء فيها من وشم وعلامات مشابه ومطابق تماما لكفه ويتأكد إنه ابنه الذي كان ثمرة تلك العلاقة النهرية في تلك الليلة الصيفية القديمة. وقد صور لي حكايته بأسلوب رمزي جذاب مستعملا حقول زهور الحنطة كأدوات عن الأمر
وفيلم "ربيع ربيع" للكاتب كيم يو ويونغ يدور أيضا في منطقة ريفية عام 1935 وهو حكاية ساخرة عن نزاع بين رجل وصهره .
محض خلافات حول أشياء لا تستحق الخلاف خارج إطار الموروثات السائدة اجتماعيا والتي لا قيمة كبيرة لها والتي تكون أكثر مدعاة للضحك عند عرضها في إطار كرتوني. يحتوي الفيلم بجانب السخرية أغاني فولكلورية شعبية تقليدية وملحمية تعمق من الشكل الساخر لذلك النزاع العائلي.
كان الشاب يعمل كخادم وأجير لدى مؤسسة تابعة لأسرة حبيبته لمدة ثلاثة أعوام لأن والد حبيبته كان يرفض إعطاء موافقته النهائية على ذلك الزواج. يعبّر الشاب المرفوض عن أحاسيسه ومشاعره عبر أغاني عاطفية وملحمية ساخرة يتفاعل معها الجمهور وكأنه يقرأ كتابا عن الرسوم المتحركة ولا يشاهد مجرد فيلم كرتوني.
يستجدي بطل الرواية الشاب العاشق والد معشوقته الموافقة على الزواج غير أن الأب يتعلل بشتى الأعذار مرة بأن الفتاة ما زالت صغيرة على الزواج بعد ولأسباب عديدة غير مقنعة. يخشى الفتى من أن الفتاة التي يحلم بالزواج منها قد تراه ضعيف الشخصية وغير قادر على إقناع الأب وقد واجهته يوما ما بذلك خلال لقاء سري بينهما.
وبعد أن تأكد من حبها الشديد له ورغبتها الأكيدة في الارتباط به، قرر الشاب أن يواجه الأب بجرأة وأثناء المواجهة وعندما تملكه الغضب قام الشاب بشدّ لحية والد الفتاة.
كان يتصور أن فتاته التي تحبه ستقف إلى جانبه غير أن الفتاة غضبت اشد الغضب لما مسّ أباها من مهانة وإذلال وتحقير لتنتهي الحكاية والفتاة تبكي وهي تهدئ من روع الأب المجروح الكرامة وتقول للشاب أن من جرح كرامة أبيها لا يمكن له أن يحافظ على كرامة ابنته.
وإنا كانت الحكايتان اللذان تحدثنا عنهما فيهما الكثير من الحب والشوق والذكريات فإن الحكاية الثالثة عن قصة "يوم سعيد" تدور حول قاع المجتمع ومعاناة أفراد من الطبقات الدنيا إبان الاحتلال الياباني لكوريا.
"يوم سعيد" قصة قصيرة للكاتب الكوري هيون جين غيون رأت النور عام 1924. بطل الحكاية هو سائق عربة أجرة صغيرة يسمى كيم شديد القلق على زوجته المريضة.
كان يجسّد المعاناة في الكثير من أشكالها مع العمل المستمر المرهق والزوجة المريضة بشكل مثير لتعاطف الجمهور.
وفي يوم كان يشعر فيه بكثير من الإرهاق وينوي التوجه لعمله أشفقت عليه زوجته وطلبت منه أن يترك العمل اليوم لينعم بقسط من الراحة. إلا أن ذلك اليوم كان من أفضل أيام عمله من حيث المردود المادي. كان الطقس سيئا جدا وكان الطلب على عربات الأجرة في أفضل حال ممكن. ومن العائد المالي الكبير الذي حققه كيم قام بشراء بعض الطعام والشراب بما في ذلك لحم طازج وعصير طبيعي لزوجته المريضة. وتوجه لمنزله وهو في غاية السعادة ليفاجأ بأن زوجته العزيزة أسلمت الروح قبل موعد عودته بقليل وطفله يرقد إلى جانبها.
صور حزينة لواقع حزين في زمان مأسوي حزين يستكثر عليك مجرد قليل من فرح وابتسام في يوم واحد سعيد لينتهي بشكل مأساوي محزن.



لكن الفيلم في مجمله وبحكايته الثلاث يحتوي على صور فنية فيها الكثير من الجماليات الفنية والتصويرية والسينمائية ويجسّد بشكل ممتاز حكاية الكوريين فيما مضى بكل ما فيها من أفراح وأتراح وآمال وآلام . والفيلم هو طرح كرتوني ضاحك ومرح لقصص كورية تقليدية كلاسيكية صمدت على مدار الزمن وتم تناقلها عير الأجيال المتعاقبة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;