الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

موسيقى حقبة التسعينيات

2014-11-04

ظهر في الأول من شهر أكتوبر الماضي الألبوم السادس للمطرب والشاعر الغنائي "كيم دونغ ريول 김동률" متضمنا أغنية باسم "هذا هو أنا"، وكان ذلك آخر ألبوم له بعد توقف لأكثر من ثلاثة أعوام. وبصوته الدافئ وألحانه التي تتسلل للقلب، وجد الألبوم تجاوبا شعبيا كبيرا وسجل أكبر مبيعات، كما احتل مراكز متقدمة في العديد من جداول التقييم، واحتل المركز الأول في برنامج بنك الموسيقى الذي تقدمه "كي بي إس".



كان آخر مرة احتلت فيها أغنية للفنان كيم دونغ ريول المرتبة الأولى في الاستطلاعات قبل اثنتي عشرة سنة. وقد ظل المطرب كيم يركز في الفترة الأخيرة على المشاركة في الحفلات الموسيقية وليس الظهور على شاشات التلفزيون، لكن النجاح الكبير الذي حققه ألبومه الأخير يؤكد إنه ما زال نجما متألقا في الساحة الفنية وفي قلوب الكثيرين. وبجانب أغنية "هذا هو أنا"، تبوأت أغنية أخرى هرم الأغنيات الأكثر رواجا، وهي أغنية الفنان "سو تيه جي 서태지"، بعنوان "سو كيوك دونغ 소격동".
هذه الأغنية جاءت ضمن الألبوم التاسع للمطرب "سو" الذي صدر بعنوان "ليلة هادئة" بعد غياب استمر لتسعة أعوام. كانت أغنية حالمة استعاد فيها أيام الطفولة والصبا في منطقة "سو كيوك دونغ"، وقد احتلت هي الأخرى المرتبة الأولى في قائمة الأغاني الأكثر شعبية. ومن بين الأغاني التي وجدت تجاوبا شعبيا كبيرا أيضا أغنية بعنوان "كريستمالو وين".
المشهد الغنائي الكوري الذي يسطر عليه تيار شبابي وفنانون وفرق موسيقية شابة، أصبح يشهد مؤخرا عودة لتيار غنائي أقدم يعود لحقبة التسعينيات من القرن الماضي، بقيادة مطربين وشعراء غنائيين مشهورين في ذلك الوقت، مثل "كيم دونغ ريول" وغيره من رموز ذلك الجيل.
"كلاسيك" هي فرقة موسيقية غنائية أثارت زوبعة كبرى بعد أن عادت بعد 17 عاما لطرح ألبوم جديد في الأسواق بعنوان "القلعة السحرية" تضمن أغنية انتشرت كثيرا بعنوان: "لنا". وبعد فترة قصيرة من ذلك، عاد المغني والشاعر الغنائي "يون سانغ 윤상" بألبوم جديد بعد أن احتجب عن الأنظار لمدة خمسة أعوام بعنوان "إذا أردت مواساتي". أما الفرقة الغنائية الخماسية "جي أو دي 지오디" فقد أقامت حفلا غنائيا خاصا تصدرته أغنية بعنوان "الرياح"، وجدت تجاوبا شعبيا ملحوظا وباعت أكثر من أربعين ألف تذكرة.
أثارت تلك الحفلات التي أقيمت والألبومات التي ظهرت وأعادت إبداعات حقبة التسعينيات مشاعر متفاوتة لدى الكثيرين. وقد التقطت حاسة القائمين على صناعة الموسيقي تلك الإشارات، ومن ثم، هبّوا لاستثمارها.
وقد شهدت السنوات الثلاثة الأخيرة عدد من الأعمال الفنية التي جعلت الكوريين يتذكرون الماضي.
فعلى سبيل المثال، تم مؤخرا عرض مسلسل يتحدث عن فترة التسعينيات ولقي رواجا كبيرا، حيث جعل المشاهدين الكوريين يشتاقون لفترة شبابهم في التسعينيات، والكثير من الأحداث التي وقعت آنذاك.
المغنية " آي يو 아이유" أصدرت ألبوما غنائيا احتوى على سبعة أعمال غنائية قديمة متنوعة كانت توصف بالذهبية، بما فيها أغنية "تشو دوك بيه 조덕배" بعنوان "حكايتي القديمة". هذا الألبوم أثار شجن وعواطف الكثيرين ممن عاشوا تلك الفترة الذهبية.
وقد أفرز هذا الجو الرومانسي المفعم بالذكريات رغبة لدى عدد من المطربين القدامى وحفزّهم على التفكير في العودة للساحة الفنية من خلال تقديم أعمال فنية جديدة. وفي هذا السياق فإن فرقة "كلاسيك" واثقة من أن الجمهور سيستقبلها بنفس الترحيب الذي كان يستقبلها به في فترة التسعينيات.
عرفت حقبة التسعينيات أنماطا متنوعة ومتعددة من الفنانين بخلاف الفترة التي أعقبت بداية الألفية الجديدة والتي غمرها غناء البوب الكوري الذي اتخذ شكلا غنائيا موسيقيا شبابيا راقصا.

الألبوم الثاني للفنان "كيم غُن مو" باسم "معذرة" أثار عاصفة في الوسط الفني وقتها، إذ كان بداية لاجتياح وانتشار ظاهرة فن الريغيه، وبجنون كما يقول البعض.
المغني الراحل "شين هيه تشول 신해철" الذي توفى الأسبوع الماضي، كان هو الآخر أول من أدخل موسيقى الراب في كوريا من خلال أغنيته "وداعا"، التي تصدرت أول ألبوم غنائي له في فترة التسعينيات.



انتشرت تلك الأغنية في بداية عام 1990، وكانت أول أغنية راب باللغة الإنجليزية تنتشر في كوريا، ومن ثم أحدثت ضجة كبيرة، إذ كانت بمثابة نقلة نوعية خروج تام عن الشكل الغنائي السائد في كوريا خلال حقبة الثمانينات.
نال الفنان شين وقتها إعجاب وتقدير الكثيرين نظرا لجرأته في تحدي النمط السائد والانتقال إلى عالم التجريب والتحديث، وإدخال آلات ومؤثرات صوتية جديدة، من إلكترونية ومعدنية ثقيلة وغيرها، حيث كان بحق رائدا وقائدا لثورة البوب التي انطلقت من بعده.
وكان من الشائع والمألوف وقتها أن يتضمن الألبوم الواحد العديد من الأشكال والأنماط الغنائية المختلفة والمتنوعة من حيث الموسيقى والألحان والكلمات. ولهذا كانت كل أغنية جديدة لكل فنان تثير الكثير من الضجة والصخب وسط الجماهير، وبين النقاد الفنيين.
كانت عملية الاستماع لأغنية عاطفية بكلمات شاعرية معبّرة وقتها أقرب إلى عملية الاستمتاع بقراءة مقال قصير وسلس أو قصة شيقة. وكانت أغنيات التسعينيات حافلة بالعبارات الشاعرية السلسة والأفكار الشفافة والجذابة.
فنان البالاد "شين سُنغ هُون 신승훈"، وملك الحفلات "لي سنغ هوان"، والفنان المعبر "يون سانغ"، كلهم فنانون كانوا يأسرون قلوب المستمعين بما لديهم من أصوات رائعة وألحان شجية. وعندما كان يتغنى أحدهم بأغنية عاطفية يشعر الجميع وكأنهم عشاق في حالة حب حقيقي.
عودة فناني حقبة التسعينيات بأصواتهم العميقة ومواهبهم الفذة ومهارتهم الفريدة، ستعطي بالتأكيد لصناعة الموسيقى وعالم الفن في كوريا المزيد من الحيوية والجمال والتنوع، والانطلاق الإبداعي المتجدد.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;