ⓒ Getty Images Bank

 'في حياة كل منا لحظات فاصلة تترك علامات حمراء زاهية واضحة فيه. وقد يدرك البعض أنهم قد ضيعوا هذه الفرصة دون قصد في وقت متأخر. عندها فقط سوف يتصرفون وكأنهم سقطوا في مستنقع ما، ولن يتقبلوا تلك الحقيقة إلا وهم على وشك الاختناق بفعل الطين. لا بد أن الجميع يتذكر هذه اللحظة التي أتى فيها الطوفان في صمت ليبتلع القرية النائمة في لمح البصر، لا بد أنهم يتذكرونها كلحظة فاصلة حمراء كالدم '.

هكذا تبدأ قصة الكاتبة "لي هيون-سو" بعنوان "زهور البصل"، وهي قصة قصيرة نُشرت عام 2002، وتدور حول فني كهربائي وفتاة من أسرة ثرية.

'كنت أطوي الملابس المغسولة بينما كان هو يصلح مروحة تحت شجرة الجوز. قلت: "لقد تفتحت زهور البصل"، قال: "هذه ليست زهورًا، كيف يمكن أن نعتبرها زهورًا؟"، قلت: "ماذا تعني؟ للبصل زهور أيضًا"، قال: "لزهور الموجودة في الحدائق فقط هي الزهور الحقيقية، أما تلك الموجودة في حقول الخضراوات فهي ليست زهورًا. البصل والباذنجان لهما زهور، لكنهما يعتبران من الخضراوات فحسب، وليست من الزهور". قلت: "أظن أن زهور البصل جميلة. وهي أكثر فائدة من النباتات التي لا تنتج سوى الزهور الجميلة الأنيقة فحسب. أظن أنها مذهلة. عندما يتجاهلها الناس، تجذب انتباهنا بإنبات هذه الزهور الجميلة"، قال: "حقا؟ هل يمكن أن نعتبرها زهورًا إذن حتى لو كانت رائحتها كرائحة البصل؟"'.

# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

لا تحظى زهور البصل بالتقدير لأنها تنمو في الحقول. وزهور البصل هنا ترمز لهؤلاء الذين وُلدوا ضمن طبقات اجتماعية متواضعة فعاشوا حيوات متواضعة مهمشة بدورها. ولا بد أن الكهربائي قد شبه نفسه ببراعم البصل. وعندما قالت "ميونغ-هييه" إنها زهور رائعة، تأثر بكلامها وحفظه في قلبه. ولا بد أنه ربط ذلك بمشاعر الحب داخله، فلم يستطع أن ينسى هذه المحادثة.

---

الكاتبة "لي هيون-سو":

وُلدت الكاتبة "لي هيون-سو" في يونغ-دونغ بمقاطعة تشونغ-تشونغ الشمالية عام 1959. نشرت أول أعمالها الأدبية عام 1991 في جريدة "تشونغ تشونغ إيلبو"، وفازت بعدة جوائز أدبية منها جائزة "كيم يو جونغ" الأدبية في دورتها الثانية عام 1996 عن قصتها "بيت العنكبوت".