ⓒ Getty Images Bank

'قال: "لا يوجد مكان آمن داخل حلبة الملاكمة أو خارجًا في العالم الكبير. اقفز اقفز، أنت آمن فقط في المساحة التي تخلقها لنفسك بلكمات الجاب في الهواء. هنا يبدأ القتال. خصمك استنفذ لأنك في مساحته. لقد اشتعلت طاقته، ولكنك لا تزال هادئًا لأنك تلتقط ثمرات الطماطم من الثلاجة لا أكثر. يجب أن تبقى هادئًا بما فيه الكفاية تستطيع التقاط ثمرات الطماطم حتى عندما يغطي الدم وجه خصمك. لذلك يعتبر القتال قاسيًا. ما رأيك؟ هل ترى أنك رجل يستطيع أن يلقي لكمات الجاب في الهواء إلى ما لا نهاية؟"

الراوي: "ماذا لو لم أستطع أن ألكم لكمات جاب في الهواء إلى ما لا نهاية؟"

المدرب: "يوجد تكنيك رائع اسمه السيطرة. إذا سيطرت على الخصم مهما حدث لن يستطيع أن يضربك مهما بلغت كراهيته لم. لا تستطيع أن تضربه، ولكنه لا يستطيع أن يضربك أيضًا. لا أحد يستطيع أن يفعل أي شيء"'.

'المدرب: "هل تغلبت على ذلك الخصم؟"

"لا أستطيع القول بأنني انتصرت عليه تمامًا، ولكنني سجلت نقاطًا بلا شك"

"لا يوجد شيء اسمه تسجيل نقاط في الملاكمة. إما أن تتغلب على خصمك أو يتغلب هو عليك"

نظرت إلى السقف لأتحقق ممن تغلبت عليه لكماتي'.

# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

في هذه القصة، تشبه الملاكمة الحياة ذاتها. لدينا خصم كبير يجب أن نواجهه في حياتنا. وفي تلك القصة تهدد القوى المحيطة حريته. كان يجب أن يواجه مؤسسة المدرسة المتمثلة في تمثال مؤسس المدرسة أو المعلم الذي كانوا يطلقون عليه لقب "جِل السيليكا". وكان الراوي يتعلم في دروس الملاكمة تكنيكات التعامل مع تلك القوى الكبيرة في الحياة، وكيفية مواجهتها والنجاة من قوتها الغاشمة من خلال لكمات الـ"جاب" في الهواء وتكنيك السيطرة على الخصم حتى يعجز عن إيذائك. ويتعلم منها أيضًا كيف يضمن حماية مساحته في الحياة، وكيف ينتظر في صبر ويبقى محافظًا على دفاعاته حتى تحين اللحظة التي يتمكن فيها من الانتصار على الخصم في ضربة قاضية أخيرة.

'أعمل سائق شاحنة تحمل الأسماك الحية. لا أستطيع أن أدعي أنها وظيفة جيدة لأن العائد المادي ليس جيدًا، ويجب أن أقود الشاحنة على الطرق السريعة في الليل في أغلب الأحيان. ولكنها ليست وظيفة سيئة أيضًا. العمل صعب، ولكن -على خلاف الوظائف الأخرى- ليس لدي مدير يوبخني، وأستطيع أن أستمع إلى الموسيقى أثناء القيادة كما يحلو لي. عندما بلغت الثلاثين من عمري، انشغلت تمامًا بالكثير من التفاصيل الصغيرة لدرجة أنني حتى لو كنت قد وجدت شاحنة مليئة بالمتفجرات لما وجدت الوقت والبال الرائق لتفجيرها في العالم. ولذلك لم أكن أفكر مطلقًا في لكمات الجاب في الهواء. شعرت وكأن أحدهم يلاكمني فيتغلب علي كل يوم. ولكن بالتفكير في الأمر، أجد أنه كان عالمًا هادئًا لا يلكم الناس فيه لكمات حقيقية، مما يجعلني لا أستطيع أن أقرر: ترى لمن يجب أن أوجه لكماتي الهوائية؟'.

---

الكاتب "كيم أون-سو 김언수"

- وُلد في مدينة بوسان عام 1972.

- أول أعماله: قصة بعنوان "قطعت علاقتي بيوم الجمعة"، وقد فازت بجائزة دونغ-آه إيلبو عام 2003.