ⓒ Getty Images Bank

 'كان من الواضح أن السبب الذي دفع سوبر ماركت الإخوة إلى بيع الأرز والفحم فجأة ووضع لافتة كتب عليها: "نبيع الأرز والفحم" باللون الأحمر هو الرغبة في منافسة سوبر ماركت غيمبو الذي افتُتح لتوه. هنا فقط أدرك الناس أن سوبر ماركت غيمبو وسوبر ماركت الإخوة لا يفصلهما إلا مائة متر لا أكثر. وأدركوا أيضًا أنهم عندما كانوا يشترون الأرز والفحم من متجر غيمبو القديم، كانوا يشترون بقية أغراضهم من سوبر ماركت الإخوة الذي يملكه السيد كيم. كان السيد كيم شابًّا في الثامنة والعشرين من العمر. كان شابًّا طيِّبًا شريفًا اختاروه عمدة للقرية وكان يعرف كل شيء عن الحي. وكان يعول إخوته الأربعة الأصغر منه، ووالده الذي فقد وظيفته بعدما كسرت ساقه، ووالدته المتذمرة، وجدته التي تجاوز عمرها الثمانين من عائد عمله في السوبر ماركت'.

بينما كان المتجران في أوج المعركة المحتدمة بينهما، افتتح متجرٌ جديدٌ في العام الجديد في البناية الخالية باسن "سوبر ماركت المنتجات الطازجة". وكان يقع بين المتجرين الآخرين تمامًا. ولم يكن يبيع الفاكهة والخضراوات فقط، بل كان يبيع البضائع الأخرى أيضًا. شعرت أم "كيونغ-هو" صاحبة سوبر ماركت "غيمبو" بقلق بالغ، بينما راح السيد كيم من سوبر ماركت الإخوة يشرب المزيد من الخمر.

عندما خفَّض كل من سوبر ماركت غيمبو وسوبر ماركت الإخوة أسعار البضائع المختلفة التي  يبيعها متجر المنتجات الطازجة، اضطر صاحب المتجر لإزالة تلك البضائع من متجره. كان ها بمثابة إعلان منه بأنه لن يبيع سوى الخضراوات والفاكهة. ولكن السيد كيم من متجر الإخوة لم يتوقف.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

عنوان القصة هو "قوت اليوم"، وهو عنوان يعبر عن القصة جيدًا. ظل صاحبا متجر الإخوة ومتجر "غيمبو" يتنافسان بكل قسوة إلى أن ظهر لاعبٌ جديد على الساحة، هو صاحب متجر المنتجات الطازجة الجديد. وهو ما دفع المتنافسان إلى التعاضد لإزاحة المتنافس الجديد. وقد وجد بعض السكان أنفسهم يتعاطفون مع السيد كيم أو والد كيونغ-هو، بينما تعاطف آخرون مع صاحب المتجر الجديد. وبغض النظر عن كل ذلك، نجد أن سكان الحي هم الفائز الأساسي في تلك المعركة التي اشتعلت بين التجار الثلاثة في تخفيض الأسعار لجذب الزبائن. ورغم أن القصة لها طابع كوميدي خفيف، فهي تحكي عن واقع حزين وقاسٍ للغاية. ترى ماذا حل بصاحب متجر المنتجات الطازجة الذي اضطر لإقفال متجره؟ لا بد أنه غادر باحثًا عن مكان أصغر وأبعد، ولكننا لا نستطيع أن نلقي باللوم كله على أهالي حي وون-مي إذ أنهم أيضًا يصارعون واقعهم القاسي، ويعيشون معركة يائسة من أجل البقاء، وكان حي وون-مي هو ملجأهم الأخير أيضًا. وكل شخصية من شخصيات القصة تقاتل من أجل البقاء فحسب، لا من أجل الثراء أو الرفاهية.

 'زوجة صاحب متجر المنتجات الورقية: "لا أدري لم يستمر الناس في محاولة بدء مشاريع عمل جديدة"

زوجة شابة: "هذا لأن كسب العيش ليس سهلًا"

هكذا أجابت الزوجة الشابة السؤال الأحمق بإجابة حكيمة. ساد الصمت بينهما. بدا القلق على وجوه نساء حي وون-مي، راحت كل منهن تفكر في أنها يجب أن تكسب قوت يومها وأن تواصل الحياة بشكل ما. كانت أم شينيه أكثرَهن وجومًا. وعندما أتاهن صوت بكاء صغير صاحب متجر المنتجات الورقية، تفرقن وكأنهن كن ينتظرن الإشارة. كانت أشعة شمس الربيع تغمر المكان الذي غادرنه'.

---

الكاتبة "يانغ غوي-جا 양귀자"

- وُلدت في "جونجو" بمقاطعة جولا الشمالية في 17 يوليو عام 1955.

- أول أعمالها: قصة بعنوان "الصباح يبدأ من جديد"، وقد نشرت عام 1978.