الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التاريخ

خطة التوحيد لمجتمع وطني موحد في عام 1989

2018-04-12

تطورات شبه الجزيرة الكورية

خطة التوحيد لمجتمع وطني موحد في عام 1989
أعرب الزعيم الكوري الشمالي الشهر الماضي عن التزامه بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى أن تحقيق نزع السلاح النووي هو الرغبة الراسخة لسلفه. وفي واقع الأمر، تم الاتفاق على نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية بين الكوريتين منذ حوالي 30 عاما. واليوم سنتناول ما يسمى بـ"صيغة التوحيد" التي تم الإعلان عنها في عام 1989، والتي يحدثنا عنها رئيس الوزراء الأسبق "لي هونغ كو":

رئيس الوزراء الأسبق "لي هونغ كو 이홍구":
في اليوم الأول من الدورة البرلمانية العادية في ذلك الخريف، طلب رئيس البرلمان آنذاك، "كيم جيه سون"، من نائبه ومن ممثلي أربعة أحزاب، الحضور إلى غرفته في حوالي الساعة 1 ظهراً. وقبل تقديم الخطة الجديدة إلى البرلمان في الساعة الثانية، طلب مني أن أشرح باختصار تلك الخطة في غضون عشر دقائق. وباعتباري أحد الذين أعدوا تلك الخطة على مدار عامين تقريبًا، لخصتها على الفور. ومن ثم، طلب "كيم" من ممثلي الأحزاب الموافقة على الخطة. وبموافقة ممثلي الأحزاب الحاكمة والمعارضة جميعهم، أكد على أن الخطة قد تم الاتفاق عليها بشكل كامل.

وتم توثيق هذه اللحظة التاريخية عندما وافق البرلمان الكوري الجنوبي على صيغة جديدة للتوحيد تسمى بـ"خطة التوحيد لمجتمع وطني موحد".

الرئيس الأسبق "روه تيه أو" متحدثا أمام البرلمان:
أعزائي أعضاء البرلمان، تعهدت هنا في الرابع من أكتوبر من العام الماضي بتقديم خطة مجدية للتوحيد السلمي لاحترام رغبة الشعب الكوري ومواكبة التغيرات في السياسة الدولية. وفقًا لما يمليه واجب الرئيس بموجب الدستور، أعتزم أن أعلن عن خطة التوحيد لمجتمع وطني موحد. واستناداً إلى المبادئ الثلاثة: الاستقلال والسلام والديمقراطية، تدعو الصيغة الجديدة إلى إنشاء كومنولث كوري في المرحلة الانتقالية، ثم تحقيق جمهورية ديمقراطية موحدة.

كانت خطة التوحيد التي أعلنها الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك صادمة بشكل مروع، لأنها ذكرت أن كلتا الكوريتين تعترفان بنظام إحداهما الأخرى، وتسعيان للتعايش والازدهار المشترك في المرحلة الانتقالية من عملية التوحيد.

رئيس الوزراء الأسبق "لي هونغ كو 이홍구":
ظللت أكرس نفسي لإنشاء صيغة توحيد جديدة لمدة عامين منذ أن بدأت العمل في الحكومة في عام 1988. كانت هذه أبرز مهمة بالنسبة لي. في السابق دخلت الكوريتان في شد وجذب عنيف، مع إصرار الجانبين على قيادة عملية التوحيد، لكن الخطة الجديدة أقرت بوجود حكومتين مختلفتين في مجتمع موحد، على أن تقبل الكوريتان هذه المرحلة المؤقتة الجديدة وتتعاونان حتى تحقيق التوحيد في النهاية.

قدمت هذه الصيغة رؤية جديدة لإنشاء مجتمع قومي لكوريا الشمالية، التي كانت تشهد وضعا صعبا بسبب تغير النظم في أوروبا الشرقية والأزمة الاقتصادية اللاحقة. ويقول السيد "لي" إن هذه الصيغة الجديدة أثرت على العلاقات بين الكوريتين بشكل إيجابي.

رئيس الوزراء الأسبق "لي هونغ كو 이홍구":
أبلغنا كوريا الشمالية بهذه الخطة. كان هناك تحول كبير في السياسة العالمية في غضون عام 1990، حيث انتهى عصر المواجهة المريرة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وبدأت تتشكل في الأفق حقبة سلام جديدة. في ظل ذلك الوضع، بدا أن كوريا الشمالية تعتقد أن خطة التوحيد الجديدة في سيول ليست سيئة للغاية. وعرضت المشاركة في محادثات بين رئيسي وزراء الكوريتين. لذا، عقدت سيول وبيونغ يانغ محادثات على مستوى رئيس الوزراء ست مرات في عام 1990، وتوصلتا إلى اتفاق تاريخي في العام التالي. اتفق الجانبان على الاعتراف ببعضهما البعض وبذل جهود مشتركة لإنشاء مجتمع موحد من خلال التعاون. ولهذا الغرض، تعهدتا بتنظيم لجان مشتركة في مجالات مختلفة، مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية. وظلت الأمور تسير على ما يرام، حتى إن الكوريتين تبنتا إعلانا مشتركا حول نزع الأسلحة النووية

للمرة الأولى منذ الانقسام الوطني، أظهرت خطة التوحيد طريقة لتحسين العلاقات بين الكوريتين وتحقيق التوحيد بينهما بشكل شامل ومنهجي. وفي الرابع من سبتمبر من عام 1990، عقدت الكوريتان الجولة الأولى من محادثاتهما رفيعة المستوى.

رئيس الوزراء الأسبق "كانغ يونغ هون 강영훈":
كان الأمر الأكثر إلحاحا هوأن يعمل الجانبان على تحسين العلاقات الثنائية من خلال الاعتراف ببعضهما البعض واحترام بعضهما البعض. وبناءً على ذلك، ينبغي لهما أن ينهضا ويتعايشا مع الهدف النهائي للتوحيد.

وخلال المحادثات التي استمرت أربعة أيام اقترحت كوريا الجنوبية إبرام اتفاق أساسي لتحقيق علاقة أفضل بين الكوريتين، ومناقشة سبل تعزيز التبادلات والتعاون.

"يون هيونغ موك 연형묵" رئيس الوزراء الكوري الشمالي الأسبق الذي شارك في تلك المباحثات:
يجب على الجانبين الامتناع عن التشهير المتبادل وتجنب أي أحداث سياسية من شأنها زيادة حدة المواجهة، كما ينبغي عليهما إزالة جميع الأطر القانونية والمؤسسية التي تتعارض مع التوحيد الوطني.

في يوم 31 ديسمبر من نفس العام، تبنت الكوريتان إعلانًا مشتركًا حول نزع الأسلحة النووية، ولكن للأسف لم يتم تنفيذ ذلك الاتفاق أبداً.

رئيس الوزراء الأسبق "لي هونغ كو 이홍구":
في عام 1989 أقرت كوريا الجنوبية خطة التوحيد لمجتمع وطني موحد. وفي عام 2000، وقع رئيس كوريا الجنوبية آنذاك "كيم ديه جونغ" على الإعلان المشترك بين الكوريتين في بيونغ يانغ. وبعد أيام قليلة من عودته من كوريا الشمالية دعاني للغداء، وقال لي إنه تحدث عن خطة التوحيد خلال وجوده في كوريا الشمالية.

يقول الخبراء إنه إذا استعادت الكوريتان تلك الصيغة التدريجية التي تدعو إلى الاعتراف ببعضهما البعض وترسيخ التبادلات والتعاون الثنائي، فمن المأمول أن يتم تمهيد الطريق لفتح حقبة سلمية حقيقية في شبه الجزيرة الكورية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;