الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التاريخ

الفريق المشترك بين الكوريتين في بطولة العالم لتنس الطاولة عام 1991

2018-04-19

تطورات شبه الجزيرة الكورية

الفريق المشترك بين الكوريتين في بطولة العالم لتنس الطاولة عام 1991
شكلت الكوريتان فريقًا نسائيا مشتركًا في منافسات هوكي الجليد خلال دورة بيونغ تشانغ للألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018. وكان هذا أول فريق كوري موحد في التاريخ الأولمبي، لكن فكرة تشكيل فريق رياضي مشترك بين الكوريتين في المنافسات الدولية تعود إلى عام 1991، عندما شاركت الكوريتان بفريق موحد في بطولة العالم لتنس الطاولة. عن ذلك يتحدث "بارك صونغ إين 박성인" رئيس الوفد الكوري الجنوبي في لجنة العمل لإنشاء فريق مشترك بين الكوريتين في بطولة العالم لتنس الطاولة التي أقيمت في 1991 في اليابان.

بارك صونغ إين: هذا التوحيد الصغير في تنس الطاولة ينبغي ألا ينتهي كحدث لمرة واحدة. إنني أشعر بمسؤولية عظيمة من أجل ذلك.

ومع انهيار هيكل الحرب الباردة في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، واجهت الكوريتان أيضا نقطة تحول في علاقاتهما. فبعد التشجيع المشترك في دورة الألعاب الآسيوية في بكين عام 1990، اتفقت الكوريتان على تشكيل أول فريق موحد في تنس الطاولة منذ الانقسام الوطني. وتحت اسم "كوريا"، تكون الوفد المشترك من 62 عضوا، بواقع 31 عضوا من كل جانب. السيدة "هيون جونغ هوا 현정화" المدربة الحالية في رياضة تنس الطاولة، كانت لاعبة رئيسية في فريق الكوريتين في عام 1991، وهي تتذكر معنا تلك اللحظات قبل 27 عاماً.

المدربة "هيون جونغ هوا 현정화":
تدربنا معا لمدة شهر واحد فقط. كنت متأكدة من أن النجاح سوف يكون حليفنا إذا بذل الفريق المشترك قصارى جهده للوصول إلى النهائيات. استخدم الرياضيون من الكوريتين مصطلحات مختلفة حول تنس الطاولة عند عقد الاجتماعات أو تحليل الاستراتيجيات. لكننا ظللنا نفهم بعضنا البعض لأننا استخدمنا نفس اللغة الكورية، لذلك لم تكن لدينا مشاكل مع المصطلحات. أيضًا في أثناء محاولة تضييق شقة الخلافات الفنية، لم نظهر أبدا آراء متضاربة بيننا.

ورغم أن الكوريتين ظلتا منقسمتين لمدة 46 عاما في ذلك الوقت، إلا أن الرياضيين من الجانبين تدربوا معا في جو ودي. وبعد شهر واحد من التدريب، شاركوا في المنافسات يوم 24 أبريل، وارتدوا علامة تبين صورة شبه الجزيرة الكورية على صدورهم.

المدربة "هيون جونغ هوا 현정화":
شعرت بأنني مختلفة تماما. كنت أشاهده 70 مليون كوري، بمن فيهم الكوريون الشماليين، وليس 40 مليونا فقط في الجنوب. كنت آمل أن أعمل بشكل أفضل ويتعين علي أن أقوم بعمل أفضل. مع وضع هذا الأمل في الحسبان، تمكنت من تقديم أداء جيد.

وبعاطفة فياضة، وقف الفريق الكوري المشترك لأول مرة على المسرح الدولي. وظل الفريق يتقدم بخطى ثابتة إلى النهائيات، لكنه واجه الفريق الصيني الذي يعتبر فريقا لا يقهر في تنس الطاولة على المستوى العالمي، كما لم تتمكن اللاعبة الكورية الشمالية "ري بون هوي" من المشاركة في النهائيات لأنها كانت تعاني من التهاب في الكبد.

المدربة "هيون جونغ هوا 현정화":
في الحقيقة، فإن "بون هوي" لم تستطع أن تؤدي جيدا حتى في التدريبات نتيجة لمرضها. إن التهاب الكبد الوبائي عادة ما يجعل المريض يشعر بالتعب بسرعة. وقد ظهرت حالتها غير المستقرة في المباريات، وشعرت أنا بالقلق الشديد. لكنني حاولت طمأنتها. قلت لها "لا بأس، لا تتوتري" فإذا شعر الرياضيون بالراحة، فمن الأرجح أن يكون أداؤهم أفضل. لكن إذا كانوا متوترين، فقد تصبح الأمور أكثر صعوبة.

وفي يوم 26 أبريل، نجح الفريق الكوري في تحقيق فوز دراماتيكي على الفريق الصيني في النهائيات، لكنه خسر أمامه في المباريات اللاحقة، مسجلا فوزين وخسارتين. وبعد أربع ساعات من مباراة محتدمة، فاز الفريق الكوري بالميدالية الذهبية.

المدربة "هيون جونغ هوا 현정화":
كان المشهد غير واقعي لدرجة أنني كنت أتساءل: ما الذي يحدث! أعتقد أننا حققنا توحيدًا صغيرًا. كنت أبلغ من العمر وقتها 21 عاما. كانت تجربة رائعة. في غرفة خلع الملابس، احتضنت اللاعبات بعضهن البعض وبكين كثيرا.

لم يسبق لأي من الكوريتين أبدا الفوز على الصين في بطولات تنس الطاولة السابقة، لكن في تلك البطولة، تمكن الفريق الموحد من الكوريتين من تحقيق ما كان يبدو مستحيلا. ووقف أعضاء الفريق الموحد من الكوريتين على المنصة مع رفع علم شبه الجزيرة الكورية، وأنغام الأغنية الشعبية الكورية "آريرانغ" تصدح في المكان. وغنت مجموعة المشجعين المكونة من 1000 عضو بالإضافة إلى الرياضيين أغنية آريرانغ معا، متمنين توحيد الكوريتين. عن ذلك يقول بعض المشاهدين:

بكيتُ، وتمنيت توحيد كوريا قريبا.
فازت الكوريتان بالبطولة لأنهما أصبحتا موحدتين من خلال هذا الفريق.

وفي الليلة الأخيرة قبل أن يتم حل الفريق الموحد، قدمت "هيون" هدية خاصة إلى اللاعبة الكورية الشمالية "ري".

المدربة "هيون جونغ هوا 현정화":
أهديت "بون هوي" خاتما. في البداية، رفضت قبوله. قلت لها إنه هدية متواضعة ويمكن اعتبارها رمزا لصداقتنا. قلت لها عليك أن تعتزي بها وأن تتذكريني. بعد ذلك، اشتقت إليها كثيرًا لأنني لم أجد أي فرصة لرؤيتها مرة أخرى. ظننت أننا سوف نلتقي مرة أخرى طالما أننا لاعبات تنس الطاولة. ولكن لسوء الحظ، لم نلتق مرة أخرى.

وتقول "هيون" إنها صارت تؤمن بقوة الرياضة أكثر عندما شاهدت الفريق المشترك بين الكوريتين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الأخيرة في بيونغ تشانغ.

المدربة "هيون جونغ هوا 현정화":
لقد قلت دائما إن الرياضة هي أول مجال يمكنه تمهيد الطريق للتبادلات بين الكوريتين، وقد ثبت ذلك في بيونغ تشانغ. فبدءاً من الرياضة، قامت الكوريتان بتبادلات وعقدتا محادثات سياسية.

وكما تقول السيدة "هيون" يبدو أن الرياضة قادرة على تجاوز الأيديولوجيات وجمع الكوريتين معا، كما أنها ظلت دائما تمثل مفتاحا للسلام والمصالحة بين الكوريتين.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;