الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التاريخ

إعادة أول سجين شمالي إلى وطنه في عام 1993

2018-05-10

تطورات شبه الجزيرة الكورية

إعادة أول سجين شمالي إلى وطنه في عام 1993
عندما كنت صغيرا، رأيت جواسيس كوريين شماليين في لقطات إخبارية تم بثها قبل بدء فيلم في السينما. كان ذلك في ربيع 1992، لأول مرة في حياتي.

كان ذلك جزءا من فيلم وثائقي بعنوان "العودة إلى الوطن"، والذي يصور حياة السجناء الذين لم يتخلوا عن عقيدتهم والمحكوم عليهم لفترات طويلة، وعملية إعادتهم إلى كوريا الشمالية، وهم في الأغلب جواسيس كوريون شماليون محتجزون في سجون كوريا الجنوبية منذ عقود. اليوم نستضيف نائب رئيس الوزراء الكوري الجنوبي الأسبق لشؤون التوحيد "هان وان سانغ" ليحدثنا عن عملية إعادة كوريا الجنوبية للجاسوس الكوري الشمالي والسجين السابق "لي إين مو 이인모" إلى الشمال في عام 1993.

ش1) نائب رئيس الوزراء الكوري الجنوبي الأسبق لشؤون التوحيد "هان وان سانغ 한완상":
في الثاني من مارس من عام 1993، أراد الرئيس عقد اجتماع إفطار خاص معي، وكان ذلك بعد أسبوع فقط من تعييني في منصب المسؤول عن شؤون التوحيد. وقد أراد الرئيس الحديث عن بعض القضايا المعلقة، بما في ذلك قضية السجين "لي إين مو". كنت قد سمعت الكثير عنه من قبل. كان "لي" كثيراً ما ذُكر من قبل منظمة العفو الدولية كضحية لانتهاكات حقوق الإنسان. وقد شرحت للرئيس أن العلاقات بين الكوريتين مبنية على مبدأ "العين بالعين، والسن بالسن"، وهي إعادة صياغة لشريعة "حمورابي". لكنني اقترحت أن يوقف الرئيس هذه السياسة ويتبنى سياسة جديدة تساعد الجانبين على تحسين العلاقات بينهما. وأخبرته أن السياسة الجديدة ينبغي أن تكون متعمقة في العمل الإنساني وأنه يمكنه تنفيذها من خلال حل قضية "لي إين مو"، حيث كانت إحدى القضايا المهمة العالقة بين الكوريتين في ذلك الوقت،. فقد طلب الزعيم الكوري الشمالي "كيم إيل سونغ" من كوريا الجنوبية مراراً إعادته. واقترحت على الرئيس أن تعيد كوريا الجنوبية ذلك الرجل المسن الذي كان في منتصف السبعينيات إلى عائلته في كوريا الشمالية لأسباب إنسانية.

كان "لي" قد شارك في الحرب الكورية كمراسل حربي كوري شمالي وتم اعتقاله في كوريا الجنوبية في عام 1952 لتورطه في أنشطة الحزب الشيوعي وهو في منتصف الثلاثينيات من عمره. وقضى 34 عامًا في السجن ورفض أن يغير أفكاره الشيوعية. وهكذا ظل في السجن حتى عام 1988، حيث أطلق سراحه وهو في 72 من عمره.

الرئيس "كيم يونغ سام 김영삼": أقول للزعيم الكوري الشمالي "كيم إيل سونغ" إنه لا يمكن أن يكون لديه حليف أفضل من بني جنسه.

اقترح الرئيس الأسبق "كيم" تحولاً جريئاً في العلاقات بين الكوريتين، وفي الحادي عشر مارس، أي بعد 15 يومًا فقط من تنصيب الحكومة المدنية الديمقراطية في كوريا الجنوبية، تم الإعلان عن قرار بإعادة "لي إين مو" إلى كوريا الشمالية بهدف تحسين العلاقات بين الكوريتين. ولكن في اليوم التالي، انسحبت كوريا الشمالية من معاهدة حظر الانتشار النووي، مما مثل صدمة كبيرة للسيد "هان" الذي دعم المصالحة مع الشمال.

"هان وان سانغ 한완상":
كنت محطما للغاية. دعني أقول لك شيئا. في العاشر من أبريل، تم دعوة القس "تشو دونغ جين" إلى كوريا الشمالية لتناول الغداء مع "كيم إيل سونغ". أخبرني "تشو" لاحقاً عن لقائه مع الزعيم الكوري الشمالي. وحسب قول "تشو"، فإن "كيم إيل سونغ" كانت لديه آمال كبيرة بعد أن قرأ خطاب تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي مرارا. وقد أعجب بشكل خاص بعبارته التي تقول: "لا يمكن أن يكون لديك حليف أفضل من بني جنسك". ولكن لماذا انسحبت كوريا الشمالية من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية؟ أعتقد أن السبب هو أن الجيش الكوري الشمالي المتشدد كان تحت سيطرة "كيم جونغ إيل" ابن الزعيم.

وبسبب القضية النووية الكورية الشمالية، بدا أن خطة سيول لإعادة السجناء سوف يتم إلغاؤها بالكامل.

"هان وان سانغ 한완상":
بعد انسحاب كوريا الشمالية من معاهدة عدم الانتشار النووي، تم عقد اجتماع للحكومة في المكتب الرئاسي في سيول. كان كبير أمناء الرئاسة مستاءَ جدا، وقال "انظروا؟ هذه هي كوريا الشمالية. لقد قدم نائب رئيس الوزراء هذا الاقتراح الطيب، لكنهم ردوا على الخير بالشر". شعرت بالإحباط بالطبع. لكن عندما استمع الرئيس إلى تقرير عملنا الأول يوم 15 مارس، طلب منا تنفيذ خطة إعادة السجناء.

في ذلك الوقت، تمت إدانة "هان" بسبب اقتراحه بإعادة "لي إين مو"، ولكن تم تنفيذ الخطة في الموعد المحدد.

"لي هيون أوك 이현옥": انفصلت عن والدي عندما كان عمري عامين. الآن عمري 44 عاما، ولا يمكنني التعبير عن مدى فرحتي.

كانت هذه هي "لي هيون أوك" ابنة "لي إين مو". في 19 مارس عام 1993، تمت إعادة "لي" إلى الشمال، في سابقة هي الأولى من نوعها.

"هان وان سانغ 한완상":
في السابق، كانت هيئة المخابرات هي التي تتعامل مع هذه الأمور. لكنني عندما عدت إلى منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون التوحيد، أعلنت عن أن وزارة التوحيد سوف تكون مسؤولة عن جميع السياسات المتعلقة بالعلاقات بين الكوريتين. وقد راقبت عملية عودة "لي" بالكامل، من سفر ذلك الرجل العجوز إلى "بان مون جوم" وحتى لقاءه مع عائلته.


وفي عام 2004 زار "هان" كوريا الشمالية كرئيس لهيئة الصليب الأحمر الكورية الجنوبية، حيث التقى بـ"لي إين مو" مرة أخرى.

"هان وان سانغ 한완상":
عندما سافرت إلى الشمال في عام 2004 سألت عن "لي"، ولكن للأسف سمعت أنه في حالة غيبوبة. كنت لا أزال أرغب في رؤيته، وسُمح لي بمقابلته. كان غير قادر على الكلام، ولم يتمكن حتى من أن يفتح عينيه. لكن عندما أخبرته ابنته بأنني أتيت لرؤيته، بدأ يرتعش وتحول وجهه إلى اللون الأحمر. وقفت خلف كرسيه المتحرك وصليت، وقلت:"يا رب، إنك أرجعت هذا الرجل المسن لعائلته وتركته يعيش حتى يومنا هذا، وأسألك من فضلك أن ترحمه وتشفيه". بعد سنوات قليلة سمعت أنه مات. حتى اليوم، ما زلت أتمنى لو كان الجيش الكوري الشمالي قد احترم "كيم إيل سونغ" في ذلك الوقت ولم ينسحب من معاهدة عدم الانتشار النووي.

سياسة سيول التي ركزت على الشؤون الإنسانية مع الشمال قبل 25 عاماً أدت إلى إعادة 63 معتقلاً من الكوريين الشماليين إلى وطنهم، ومن ثم ظلت الأجواء الدبلوماسية الدافئة تنتشر منذ ذلك الوقت في شبه الجزيرة الكورية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;