الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

التاريخ

مؤتمر قمة بين الكوريتين لم يتم إنجازه في عام 1994

2018-05-17

تطورات شبه الجزيرة الكورية

مؤتمر قمة بين الكوريتين لم يتم إنجازه في عام 1994
كيم جونغ أون: مرت 11 سنة حتى يحدث هذا. في أثناء سيري هنا، جال بخاطري تساؤل لماذا استغرق ذلك وقتا طويلاً.
مون جيه إين: في اللحظة التي عبر فيها الزعيم "كيم" خط الترسيم العسكري، أصبحت "بان مون جوم" رمزا للسلام، وليس رمزا للانقسام.

هكذا عبّر الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" والرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين "عن مشاعرهما بشأن القمة التاريخية التي عقدت مؤخرا. كانت تلك القمة هي الثالثة بين الكوريتين. ولكن كانت هناك قمة أخرى مقررة لم تنعقد بين الكوريتين، في عهد الرئيس الكوري الجنوبي الأسبق "كيم يونغ سام" والزعيم الكوري الشمالي الأسبق "كيم إيل سونغ" في عام 1994. وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت في يوم 12 مارس 1993 عن انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي، مما أدى إلى ظهور أول أزمة نووية بواسطة كوريا الشمالية. ثم عقدت الكوريتان اجتماعات في "بان مون جوم" يوم 19 مارس 1994، وخلال الاجتماع أدلى رئيس الوفد الكوري الشمالي "بارك يونغ سو" بتصريحات أودت بشبه الجزيرة الكورية إلى حالة من الاضطراب.

"بارك يونغ سو 박영수": سيول ليست بعيدة من هنا. وفي حالة اندلاع حرب، فإن سيول سوف تتحول إلى بحر من نار، وسيكون من الصعب عليكم البقاء على قيد الحياة.

هذا التصريح صدم كوريا الجنوبية، كما دفع إدارة الرئيس الأمريكي وقتها "بيل كلينتون" لبحث قصف المنشآت النووية في كوريا الشمالية، ومن ثم صارت شبه الجزيرة الكورية على شفا حرب، ولذلك زار الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" بيونغ يانغ. نائب رئيس الوزراء ووزير التوحيد الكوري الجنوبي في ذلك الوقت "لي هونغ كو" كان على اتصال وثيق مع "كارتر" حينها، وهو يتذكر معنا الآن تلك اللحظة.

وزير التوحيد الكوري الجنوبي الأسبق "لي هونغ كو이홍구":
اهتم "كارتر" كثيراً بكوريا الجنوبية وقدم الكثير من الدعم للمساهمة في السلام في المنطقة. واقترح زيارة كوريا الشمالية للتحدث مع الزعيم "كيم إيل سونغ". وبعد ذلك وافق الرئيس "بيل كلينتون" على الاقتراح. وقالت بيونغ يانغ إنها ترحب بزيارة "كارتر"، كما قالت كوريا الجنوبية أيضا إنها فكرة جيدة. لذلك سافر "كارتر" إلى كوريا الشمالية يوم 15 يونيو عام 1994، حيث أخبر الزعيم الكوري الشمالي بأنه سوف يكون من غير المنطقي شن حرب مرة أخرى، خاصة وأن شبه الجزيرة الكورية دمرت من قبل بسبب الحرب. وقال "كارتر" أيضا إن "كلينتون" سيتعاون إذا وافقت كوريا الشمالية على حل المشكلة بسرعة. من جانبه أشاد "كيم ايل سونغ" بالاقتراح وقال إن بلاده ليس لديها سبب لتطوير أسلحة نووية إذا لم تضغط عليها واشنطن عسكريا، وهذا يذكرني بما يقوله الزعيم الكوري الشمالي الحالي "كيم جونغ أون".

وخلال اجتماعه مع "كيم إيل سونغ"، تمكن "كارتر" من التوصل إلى اتفاق حول التجميد المؤقت لبرنامج كوريا الشمالية النووي.

"كارتر": تمكنت أنا والزعيم كيم من تجاوز الاختلاف في وجهات النظر حول العديد من القضايا.

وبهذه الطريقة، تم تهدئة المسألة النووية الكورية الشمالية المتصاعدة، على الأقل لبعض الوقت. وعاد "كارتر" إلى سيول يوم 18 يونيو، ليحقق نتيجة إيجابية أخرى.

وزير التوحيد الكوري الجنوبي الأسبق "لي هونغ كو이홍구":
قال لي "كارتر" إنه أخبر "كيم إيل سونغ" بأنه سوف يبلغ "كلينتون" بالنتيجة، لكن "كيم" سوف يتعين عليه التوصل إلى اتفاق مع رئيس كوريا الجنوبية لأنها الدولة المعنية بشكل مباشر. وقال "كارتر" إن "كيم" أعرب عن استعداده للالتقاء بالرئيس الكوري الجنوبي. ومن ثم، راجعت ذلك من خلال المخابرات حيث تأكدت أن "كارتر" كان على حق، فقد قالت كوريا الشمالية إن زعيمها والرئيس الأمريكي قد ناقشا هذا الموضوع بالفعل. وعندما تقرر عقد قمة بين الكوريتين، اتفق الجانبان على عقد اجتماع تمهيدي في بان مون جوم فى الساعة العاشرة من صباح يوم 28 يونيو.

وهكذا أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستقبل بعقد أول قمة بين الكوريتين دون أي شروط.

"كيم يونغ سام": الآن علينا فقط تحديد المكان والزمان. كل ما يتعين علينا القيام به هو اتخاذ قرار بشأن متى وأين سنلتقي.

وبفضل موافقة الرئيس الأسبق "كيم يونغ سام" على عقد قمة بين الكوريتين، بدأت الأزمة تهدأ في شبه الجزيرة الكورية. وبعد عشرة أيام عقدت الكوريتان اتصالات مبدئية على مستوى نائب رئيس الوزراء.

وزير التوحيد الكوري الجنوبي الأسبق "لي هونغ كو이홍구":
حتى موعد الغداء في ذلك اليوم، أظهر الجانبان وجهات نظر مختلفة حول موقع القمة. فمن جانبها اقترحت كوريا الجنوبية عقد القمة في سيول التي كانت العاصمة لمدة 600 عام قبل تقسيم كوريا. لكن الجانب الكوري الشمالي أعرب عن استيائه من هذه الفكرة. قبل بدء جلسة المناقشة، قلت للمفاوض الكوري الشمالي "كيم يونغ سون": يا سيد كيم، يريد رئيسي وزعيمك تسوية الأمور، فهيا نتوقف عن الجدل. لماذا لا نتحدث نحن الاثنان فقط في فترة ما بعد الظهيرة وحدنا؟ ورد "كيم" بالقول إن هذه فكرة رائعة، لذا عقدنا اجتماعا بدون أي مسؤولين آخرين، حيث دعوت المندوب الكوري الشمالي لأن نتوقف عن الجدل حول الموقع، حيث إن رئيس كوريا الجنوبية يمكنه زيارة بيونغ يانغ. وبعدها مضت المفاوضات بسرعة واتفق الجانبان على قيام رئيس كوريا الجنوبية بزيارة لبيونغ يانغ لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم 23 يوليو.

لكن لسوء الحظ، توفي الزعيم الكوري الشمالي "كيم ايل سونغ" يوم 8 يوليو، أي قبل 17 يوما من تلك القمة المقررة مع رئيس كوريا الجنوبية.

وزير التوحيد الكوري الجنوبي الأسبق "لي هونغ كو이홍구":
كان ذلك مؤسفا. في ذلك الوقت، كان عصر الحرب الباردة قد انتهى. ولم يكن الاتحاد السوفييتي يمثل مشكلة، وكان الزعيم الصيني "دنغ شياو بينغ" ينتهج سياسة الإصلاح والانفتاح، وكانت فيتنام تطور اقتصادها من خلال التعاون مع الولايات المتحدة وسط تغيير كبير في السياسات الدولية، جعل كوريا الشمالية معزولة وحدها. لكن مع مد واشنطن وسيول يديهما إليها بقوة، كانت كوريا الشمالية ستمر بتغيير كبير وإيجابي خاصة إذا انعقدت القمة بين الكوريتين. لكن المستقبل المأمول لم يأت أبداً بسبب وفاة "كيم إيل سونغ" غير المتوقعة.

ولهذا يصف الكثيرون القمة الكورية التي لم تتحقق في عام 1994 بأنها تاريخ غير مكتمل. ولكن رغم تأخرها إلى حد ما، فإن نتائج قمة عام 2018 بين الكوريتين ينبغي أن تقود إلى تحقيق السلام الدائم في المنطقة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;