ⓒ KBS News

افتتحت دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا-باليمبانج في 18 أغسطس. وخلال حفل افتتاح هذا المهرجان الرياضي سارت الكوريتان معا خلف علم التوحيد الكوري. لكن هذه ليست أول دورة ألعاب آسيوية تتحد فيها الكوريتان متخطيتان الأيديولوجية السياسية. اليوم، نقوم بإلقاء الضوء على دورة الألعاب الآسيوية في بوسان عام 2002. في عام 2002، تجمدت العلاقات بين الكوريتين بعد اشتباك بحري بينهما معروف باسم معركة يونبيونغ الثانية. وأعربت كوريا الشمالية عن أسفها واقترحت إجراء محادثات ثنائية على مستوى الوزراء. في الاجتماع الوزاري السابع الذي عقد في سيئول طوال ثلاثة أيام في 12 أغسطس، اتفق الجانبان على مشاركة كوريا الشمالية في دورة الألعاب الآسيوية في بوسان. وهي المرة الأولى التي شاركت فيها كوريا الشمالية في مسابقة رياضية دولية تقام في كوريا الجنوبية. 

وصل وفد رياضي كوري شمالي مكون من 300 عضو إلى مطار جيمهاي في كوريا الجنوبية يومي 23 و 27 سبتمبر، ووصل 370 مسؤولا كوريا شماليا إلى ميناء دايدايبو في بوسان في 28 سبتمبر. وانطلق مهرجان الوئام بين الكوريتين في بوسان. 

 المعلق الرياضي "تشوي دونغ هو ":

تركت دورة الألعاب الآسيوية في بوسان عام 2002 انطباعا عميقا في نفوس الكوريين الجنوبيين، حيث كان المشجعون الكوريون الشماليون بالإضافة إلى الرياضيين يصلون إلى كوريا الجنوبية للمرة الأولى. في الواقع، لم يكن المواطنون الكوريون الجنوبيون مهتمين للغاية بالألعاب حتى انعقاد حفل الافتتاح.   لكن بعد أن رست العبارة الكورية الشمالية في ميناء في بوسان، وظهرت فرقة التشجيع، بدأ الجمهور الكوري الجنوبي فجأة يولي قدرا كبيرا من الاهتمام للألعاب.

في 29 سبتمبر من عام 2002 بدأت دورة الألعاب الآسيوية في بوسان بحفل افتتاح كبير، والسيد "تشوي" كان متابعا لهذا الحدث.

 المعلق الرياضي "تشوي دونغ هو ":

لقد دهش العديد من الكوريين لرؤية وفود من الكوريتين معا تحت نفس علم التوحيد خلال حفل افتتاح أولمبياد سيدني 2000. كان المشهد تعبيرا صامتا بأن الكوريتين شعب واحد على الرغم من أنهما مقسمتان بأيديولوجيات سياسية مختلفة. وحدثت المسيرة المشتركة مرة أخرى في دورة الألعاب الآسيوية عام 2002، هذه المرة في كوريا الجنوبية وليس في بلد أجنبي، حيث دخل الرياضيون من الجنوب والشمال إلى الملعب، جنباً إلى جنب. لم يستطع العديد من الكوريين الجنوبيين إيجاد الكلمات لوصف المشهد. في السابق   كان "الخوف" أو "المواجهة" أو "الحرب" يخطر على بالهم أولاً عندما يفكرون في الكوريتين. لكن عندما ظهر الرياضيون الكوريون الشماليون في الملعب في بوسان، إلى جانب لاعبي كوريا الجنوبية، كان الجمهور مبهورا جدا.

كما أوضح السيد "تشوي" ، فإن الدخول المشترك لرياضيين  من الكوريتين المتخاصمتين أظهر رسالة سلام ووئام. عندما دخل الرياضيون الملعب معا بزيّ أزرق وأبيض اللون، انفجر 60 ألف متفرج بالهتاف والتصفيق.

كما أن المشجعين الكوريين الشماليين الذين يتمتعون بمظهر رائع كانوا يؤدون هتافات ورقصات كوريغرافية متزامنة، جاذبين انتباه واهتمام الكوريين الجنوبيين خلال المنافسات.

 المعلق الرياضي "تشوي دونغ هو ":

تختار كوريا الشمالية الفنانات الشابات كأعضاء في فريق التشجيع. فقد جذب جمالهن الرائع الكثير من الاهتمام في كوريا الجنوبية. بالنسبة للمواطنين الكوريين الجنوبيين في ذلك الوقت، كان من الصعب تخيل المشجعين الكوريين الشماليين الذين قاموا بأداء رائع جنبا إلى جنب مع الفرقة النحاسية في كوريا الجنوبية، على الرغم من أن ذلك أصبحت مشهدا مألوفًا الآن. كان غناءهم ورقصاتهم وهتافاتهم شيئًا مختلفًا جدًا. أصبح لهم شعبية كبيرة بين الكوريين الجنوبيين.

كان الاهتمام الكبير بمجموعة المشجعين الكوريين الشماليين أكثر من مجرد فضول بسيط، لكنه شجع المشاهدين الكوريين الجنوبيين على الانضمام إلى المشجعين في الملعب. والبروفيسور" بارك إن هو"، أستاذ الدراسات الخارجية في جامعة بوسان، كان أحد المشجعين في ذلك الوقت باعتباره رئيسا لمشجعي الرياضيين الكوريين الشماليين.

انتهت دورة الألعاب الآسيوية في بوسان بنجاح في 14 أكتوبر. وحلت كوريا الشمالية في المركز التاسع على جدول الميداليات بعد فوزها ب 9 ميداليات ذهبية، في حين احتلت كوريا الجنوبية المركز الثاني ب 96 ميدالية ذهبية. بعد يوم واحد من حفل الاختتام ، أقيم حفل وداع لفرق التشجيع الكورية الشمالية في ميناء دادايبو. 

من خلال الرياضة، يمكن التوفيق بين الناس في الكوريتين. في دورة ألعاب جاكرتا- باليمبانغ الآسيوية التي نشهد أحداثها هذه الأيام، تشارك الكوريتان في رياضات كرة السلة والتجديف والزوارق بفرق مشتركة. لا شك في أنهما تخطوان خطوة كبيرة نحو السلام في شبه الجزيرة المقسمة.