عثر الخطاط والباحث البارز "كيم جونغ هي" الذي يرجع لعهد مملكة تشوسون في القرن19 - والمعروف أيضا بخبرته في دراسة النقوش – على حجر تاريخي في عام 1816 خلف معبد "سنغ كا" في جبل "بوك هان". في البداية لم تظهر نقوش واضحة على سطح الحجر المغطى بالطحالب ، ولكن بعد فحصه تفاجأ كيم بشيء لم يتوقعه. كانت هناك نصوص منقوشة على الحجر تشير إلى تكريم بعثة الملك "جين هنغ" من عصر مملكة شيلا الذي أمّن حوض نهر الهان بعد معركة مع ممكلة "بيك جيه" المجاورة في عام 555. وكان ذلك الحجر أثرا تاريخيا مهما يخلد ذكرى فتوحات مملكة شيلا. ولد الملك "جين هنغ" في عام 534 ، وهو حفيد الملك "جي جنغ" الذي سيطر على منطقة "أوو سان كوك" ، التي يطلق عليها في عصرنا الحالي جزيرتي"دوكدو" و"أوللونغ". وقد تولى العرش وهو في السادسة من العمر في عام 540 . وقد وقفت حداثة عمره كعقبة أمام إدارة شؤون البلاد فتولت والدته "جي سوو" الوصاية عليه لمدة عشر سنوات. وقد أتمت الملكة الأم المرحلة الأولى في بناء معبد "هوانغ ريون سا" وشجعت الديانة البوذية من خلال فتح باب الرهبنة للعامة. ومن هنا بدأ الملك "جين هنغ" حكمة المستقل على خلفية جهود والدته وهو في الثامنة عشرة من العمر . وفي عام 551 أقدم على ما لم يفعله أي ملك في شيلا من قبل. ففي هذه الأثناء كانت مملكة "كو كوريو" مشغولة بصد الهجمات القادمة من الشمال ، ولم تعبأ بمملكتي "بيك جيه" و"شيلا" الجنوبيتين. وهنا تحالف الملك "جين هنغ" مع مملكة "بيك جيه" لمهاجمة "كوكوريو" مستغلا انشغالها. وكان نتيجة هذا التحالف أن تمكنت مملكة "بيك جيه" من تأمين الحدود الجنوبية لنهر الهان ، كما تمكنت شيلا من السيطرة على 10 حصون على الحدود العليا للنهر. وبعد مرور عامين أقدم الملك "جين هنغ" على غزو مملكة "بيك جيه". وقد وافق الملك على اقتراح "كوكوريو" بسيادة مملكة شيلا وعموم حكمها للمنطقة بعد تحالفها مع المملكة ضد مملكة "بيك جيه" ، بشرط ألا تتعرض شيلا لـ"كوكوريو". ولم تصمد "بيك جيه" أمام هجوم شيلا ، فقد كانت منهكة بسبب حروبها مع "كوكوريو". وفي النهاية تمكنت شيلا من السيطرة على منطقة "كيونغ كي" أسفل نهر الهان التي احتلتها مملكة "بيك جيه" في السابق. وفي عام 555 أنشأ الملك الشاب مقاطعة في منطقة "تشانغ نيونغ" ، وفي العام التالي قام بتوسيع مملكته من الشمال وإنشاء منطقة إدارية في منطقة "آن بيون" جنوب مقاطعة "هام كيونغ". وبعد مرور ستة أعوام أطاح الملك بممكلة "ديه كايا" ليضم أراضيها لمملكة شيلا. وبهذا ضاعف الملك حجم المملكة ثلاثة أضعاف. وفي عام 568 أطلق الملك "جين هنغ" على هذا العصر اسم "تيه تشانغ" وهي عبارة معناها "قمة الرخاء" وقام بزيارة أراضي مملكته لوضع الشواهد الحجرية التي تخلد إنجازاته وفتوحاته. أما فيما يتعلق بالشؤون الداخلية فقد أولى الملك عناية خاصة بسبل عيش العامة وأرزاقهم. وفي عام 572 خصص مناسبة لتخليد ذكرى الجنود الذين سقطوا في أثناء تلك الفتوحات. وفي عام 574 أمر الملك ببناء تمثالا لبوذا يبلغ ارتفاعه 5 أمتار في معبد "هوانغ ريونغ". وفي عام 576 أنشأ نظام "هوارانغ" الذي يرعى الشباب المتفوقين في الدراسة والفنون القتالية. وقد توفي الملك "جين هنغ" في ذلك العام عن عمر 42 عاما. ويذكر الملك "جين هنغ" بفتوحاته وانتصاراته غير أنه يذكر أيضا كقائد عظيم نجح في وضع حجر الأساس لتوحيد الممالك الثلاث.