تعتبر جزيرة جيندو الواقعة على جنوب الساحل الغربي لكوريا ثالث أكبر جزيرة بعد جزيرتي جيجو وكوجيه. وتتكون الجزيرة من مجموعة من الجزر الصغيرة. وتميزها الأراضي الزراعية الخصبة . وعليها بنى (بيه جونغ سون) عاصمة كوريو في القرن ال13 وحلم بتحقيق الإستقلال لوطنه. كان (بيه جونغ سون) قائد فرقة (سام بيول تشو) العسكرية التي تصدت للقوات المنغولية التي إجتاحت كوريا في عام 1231. قام جنكيز خان بتوحيد القبائل المنغولية ليغزو بهم الصين ووسط آسيا وشرق أوروبا ليبني إمبراطورية قوية يذكرها التاريخ بأكبر إمبراطورية في القرن الثالث عشر.و لم تسلم كوريا من غزوات المغول بعد موت جنكيز خان فقد غزوا كوريو أكثر من سبع مرات. وفي محاولة لتجنب تلك الهجمات المتوالية من قبل القوات المنغولية قامت كوريو بنقل العاصمة من (كيه كيونغ) إلى جزيرة (كانغ هوا) التي تحيطها البحار وذلك في عام 1232. وهناك تمكنت المدينة من صد تلك الهجمات الشرسة لمدة 40 عاما بفضل الواقي الطبيعي المتمثل في البحار التي تحيط بالعاصمة. ولكن لم تتمكن المدينة من الصمود أكثر من ذلك وكان عليها الإستسلام في عام 1270 حيث تم إصدار الأمر بحل فرقة (سام بيول تشو) العسكرية- والتي تمثل فرقة عسكرية تحت تنظيم حكومة كوريو العسكرية- ولكن في وقت لاحق تولت تلك الفرقة مهمة التصدي للقوات المنغولية. في الأول من يونيو من عام 1270 أعلن القائد (بيه حونغ سون) عزمه على مواصلة القتال تحت لواء الإستقلال وردع القوات الأجنبية الدخيلة. وتعرف تلك المعارك تاريخيا بمقاومة سام بيول تشيه. وفي الثالث من يونيو رحل (بيه) عن جزيرة كانغ هوا متجها إلى جين دو ومعه ألفا من السفن المحملة بالناس والبضائع. إشتهرت الجزيرة بخصوبة أرضها الزراعية والتي كانت محاصيلها في العام الواحد تكفي إطعام السكان لثلاثة أعوام. ونتيجة لإفتقار المنغوليين لخبرة القتال في البحار نظرا لطبيعة أرضهم القارية فقد استفاد القائد (بيه) من هذه النقطة جيدا . وفي المرحلة الأولى شاركت قوات (سام بيول تشيه) التي تمثل حكومة كوريو في العديد من الأنشطة. وقام (بيه جونغ سون) ببناء حصنا جبليا ضخما يغطي مساحة أكثر من 12 كم على جبل (سونغ جانغ) إضافة لبناء قصر (مان وول ديه ) الذي لا يقل بهاءا ولا عظمة عن قصر العاصمة (كيه كيونغ). كما أنه ضم الجزر والمناطق الساحلية المحيطة بهدف تكوين إمبراطورية بحرية. كانت جزيرة جيندو بوابة عبور السفن والبضائع للعاصمة وكان من الطبيعي ان تنال الجزيرة نصيبا من البضائع المارة كجزء من الضرائب. تميزت الجزيرة بشخصية مستقلة حتى أنها قامت بإيفاد بعثة إلى اليابان بشكل مستقل لتكوين تحالف مع الأخيرة لصد الهجمات المغولية. ولكن للأسف لم تتمكن مملكة جيندو من الصمود طويلا لتواجه نهايتها بعد 9 أشهر. وفي مايو من عام 1271 حشدت قوات من كوريو و منغوليا قوامها 10 آلاف جندي و 400 سفينة حربية لقمع قوات (سام بيول تشو) المقاومة. وعلى الرغم من ذلك قاتل (بيه) ورجاله بكل شجاعة وبسالة لمدة 10 أيام. ولكن لم تصمد تلك المقاومة طويلا أمام القوات الكبيرة والأسلحة المتطورة والهجوم المكثف. وفي النهاية تم الإستيلاء على الحصن الجبلي والقصر الكبير ولقي البطل (بيه) حتفه في إحدى تلك المعارك. وبعد أن فقد المحاربون زعيمهم كان عليهم التقهقر إلى جزيرة جيجو لمواصلة القتال والمقاومة التي إستمرت لمدة عامين. ولكن تم القضاء عليهم بعد تحالف قوات كوريو ومنغوليا. وكانت تلك نهاية المقاومة الباسلة للزحف المنغولي. ومن بعدها حكم على كوريو أن تخضع للحكم المنغولي لمئات السنين. بالرغم من أن التاريخ لم يذكر الكثير عن موعد أو مكان ميلاد البطل (بيه) وعن شخصيته. إلا أن هذا البطل قائد القوات المناضلة ضد الهجوم المنغولي الغاشم بقي اسمه محفورا في ذاكرة شعب كوريو وأصبح رمزا هاما من رموز المقاومة.