مستمعينا الكرام نرحب بكم في حلقة جديدة من برنامجكم "وجه كوري" .
"الأميرة "سون هوا" وقعت في الحب سرًا، وفي الليل ذهبت بعيدًا مع "سو دونغ". هذه الأغنية القصيرة التي يتغنى بها الأولاد الصغار وهم يلعبون كانت سببًا في طرد الأميرة "سون هوا" إحدى أميرات "شيلّا"، وزواجها بـ"سو دونغ" الذي كتب الأغنية ، لكن ترى من يكون هو؟
إنه ملك "بيك جي" الشهير باسم الملك "مو وانغ". وقبل أن يكون ملكا طُرد من القصر إثر خلافات بين أفراد العائلة المالكة ، رغم كونه من العائلة المالكة ، فكان يكسب رزقه من بيع ثمار البطاطا التي كان يخرجها بنفسه من باطن الأرض. وفي أحد الأيام، بينما كان مختبئًا لمراقبة البلاط الملكي، سمع أن الأميرة "سون هوا" ابنة ملك "شيلّا" بارعة الجمال، فأحب أن يتزوجها، وسافر إلى "شيلّا" وكتب كلمات أغنية "سو دونغ" وجعل الأولاد الصغار في الحي يحفظونها ويرددونها وراءه. وانتشرت الأغنية في أرجاء البلاد ووجدت الأميرة نفسها بطلة فضيحة كبيرة مع شخص لم تره أو تسمع به من قبل. لكن هذا لم يشفع لها، إذ حُكم عليها بالنفي، وأعطتها أمها الحزينة على ما آل إليه حال ابنتها صرةً من الذهب الخالص. وما أن وصلت الأميرة إلى الأرض التي نُفيت إليها، حتى اعترض طريقها رجل لا تعرفه، فوثقت به وذهبت للعيش معه، واكتشفت بعدها أنه هو نفسه "سو دونغ" الذي تحدثت عنه الأغنية. ذهبت الأميرة برفقة "سو دونغ" إلى "بيك جي". وبينما هما يتحدثان عن حياتهما مستقبلًا وعما يجب أن يفعلاه لطلب الرزق، أخرجت الأميرة صرة الذهب الخالص وأعطتها لـ"سو دونغ"، فتهللت أساريره، فقد كان "سو دونغ" كثير التردد على الجبل حيث يخرج ثمار البطاطا من الأرض ليبيعها، وكان الجبل مليئًا بقطع الذهب الخالص، غير أنه لم يكن يعرف قيمتها من قبل. وساعدت الأميرة "سو دونغ" حتى عاد إلى منصبه الملكي، وعادا سويًا إلى "بيك جي" حيث عُرف باسم الملك "مو وانغ".
وكانت "بيك جي" في انحدار مستمر منذ تولي الملك "سونغ وانغ" الحكم، فقام "مو وانغ" بإعادة إعمارها. وكان "مو وانغ" دبلوماسيا ممتازا، حيث أقام علاقات صداقة مع مملكة "سو" الصينية، وحين سقطت مملكة "سو" وقامت مكانها مملكة "دانغ" أبقى علاقاته الطيبة مع المملكة الجديدة، وكانت علاقته باليابان جيدة أيضًا. أما علاقته بـ"شيلّا" فظلت عدوانية لا تكاد تخلو من الصراعات والقتال رغم زواجه بأميرة "شيلّا".
واستطاع "مو وانغ" إنشاء جيش قوي نجح في الإعلاء من شأن المملكة. كما اهتم بإقامة المباني الفخمة وأقام الكثير من المشاريع العمرانية عالية المستوى. لكنه أسرف في مظاهر الترف والبذخ، فكان دائمًا يقيم حفلات ضخمة، ويشرب الكثير من الخمر ويغني ويرقص مع رفاقه. لكن هذه الحياة المترفة لم تكن تتناسب مع الأخطار المحيطة بالمملكة التي كان الصراع المستمر مع "شيلّا" ينهك قواها. كما أن ابن "مو وانغ" الذي نشأ في ظل هذا الجو من الإسراف في الترف واللامبالاه لم يستطع أن يكتسب القوة الكافية كملك للحفاظ على مملكته، فطويت هذه الصفحة من التاريخ بسقوط مملكة "بيك جي".