أهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم "وجه كوري" .
بدأت "غوون غي أوك" في الاشتراك في حركات التحرير الوطنية منذ صغرها. حين قامت حركة الأول من مارس عام 1919 كانت لا تزال طالبة في التاسعة عشرة من عمرها، لكنها شاركت فيها، واعتُقلت لدورها في حركة "مان سي" الوطنية، وما أن خرجت من السجن حتى واصلت نشاطاتها الوطنية وكانت على اتصال سريّ بالحكومة الانتقالية الكورية في شانغهاي، لذلك وضعتها الشرطة اليابانية تحت المراقبة المشددة. واعتُقلت مجددًا بسبب تسويقها لبعض العملات التي طبعتها الحكومة الانتقالية سرًا، ولم تعترف لمعتقليها اليابانيين بأي شيء رغم خضوعها لوسائل تعذيب قاسية. وفي ربيع عام 1920 خرجت من المعتقل لتواصل نشاطاتها الوطنية في جميع أنحاء البلاد، فبدأت الشرطة اليابانية في التحرك لاعتقالها مجددًا لكنها استطاعت الفرار إلى الصين على متن سفينة لتهريب البضائع.
وكانت "غوون غي أوك" تحلم بتعلم الطيران منذ أن شاهدت مجموعة من الاستعراضات الجوية الأمريكية عام 1917. ولم يكن حلمها يتوقف على مجرد التحليق في السماء، بل كانت تريد التوصل لطريقة تستخدم بها الطيران كسلاح لتحرير بلادها. لذلك انطلقت إلى "شانغهاي" وهناك التحقت بمدرسة مسيحية حيث تعلمت اللغتين الصينية والانجليزية، ثم نجحت في الالتحاق بمدرسة "أون نام" الصينية للطيران في 1922 ، حيث تدربت على الطيران طوال عامين، وصارت أول امرأة تقود الطائرات في كوريا. لكنها لم تكن بمأمنٍ هناك، فالشرطة اليابانية كانت لها بالمرصاد، حيث أرسلت إليها قناصًا ليغتالها، لكنها نجت بفضل مساعدة أصدقائها في مدرسة الطيران.
كانت الحكومة الانتقالية تريد إنشاء قوات جوية ومدرسة للطيران للمساعدة في تأسيس حركات تحرير وطنية طويلة الأجل، لكنها فشلت في شراء الطائرات اللازمة بسبب غلاء أسعارها. وكانت "غوون غي أوك" ترى أنه لا بد من شراء طائرات جيدة تستطيع قصف مقر الحاكم العام الياباني لكوريا، وحين علمت بأن شراء الطائرات لن يكون سهلًا، التحقت بالقوات الجوية للجيش الصيني فور إنشائها في 1927، لكنها تركت العمل هناك قبل اندلاع الحرب الصينية اليابانية في 1937 وأعادت إنشاء "الجمعية الكورية الوطنية للمرأة"، حيث عملت على بث الوعي الوطني في النساء وتشجيعهن على الاشتراك في أعمال التحرير الوطنية. ثم عادت "غوون غي أوك" إلى كوريا بعد الاستقلال، وشاركت في البرلمان كعضوة في لجنة الدفاع، وساهمت بشكل كبير في إنشاء القوات الجوية الكورية ، ولذلك أُطلق عليها لقب "سيدة القوات الجوية".
عاشت "غوون غي أوك" حياة شديدة التقلب قضتها بين الأعمال الوطنية والطيران. وكرمتها الدولة بعد وفاتها في عام 1977. ولا تزال "غوون غي أوك" التي حلقت في السماء كمناضلة من أجل الوطن محط إعجاب الجميع.