أهلًا ومرحبًا بكم مستمعينا الكرام في حلقة جديدة من برنامجكم "وجه كوري" .
في عام 1593 قامت معركة حامية بين "جوسون" واليابان في منطقة "هنغ جو"، حيث حاصرت قوات الجيش الياباني التي كان قوامها 30 ألف مقاتل منطقة "هنغ جو"، وهاجموها تسع مرات، لكن جيش "جوسون" الذي لم تتجاوز قواته الألف مقاتل ، استطاع تحقيق النصر بالاستعانة بالنساء اللاتي استخدمن تنانيرهن لنقل الأحجار إلى ساحة المعركة. وكان "غوون يول" هو القائد الذي قاد هذه المعركة محققًا نصرًا تاريخيًا على اليابان.
وُلِد "غوون يول" لأسرة رفيعة الشأن عُرفت بشغل أفرادها لمناصب عالية في الدولة لعدة أجيال. لكن "غوون يول" بدأ طريق النجاح متأخرًا. فقد نجح في اختبار الـ"كوا غو" الذي كان يؤهل للعمل الحكومي المرموق في ذلك الوقت حين كان في الخامسة والأربعين من عمره، وكان ذلك عام 1582، قبل عشر سنوات من الغزو الياباني لـ"جوسون". وعمل في عدة مناصب صغيرة في الحكومة، ثم عمل كرجل دين في "كوانغ جو" بعد الغزو مباشرة. كانت قيادته المميزة سببًا لتحقيق النصر في معركة "إي تشي"، وكان له دور كبير في حماية مقاطعة "تشولّا دو" أدّى إلى تعيينه حاكمًا لها. وتوالت انتصاراته بعد ذلك، فحقق نصرًا آخر في معركة "دوك سونغ"، ثم قاد جيشه نحو الشمال لاستعادة المدن الكبيرة التي وقعت في يد اليابانيين. واختار "غوون يول" منطقة "هنغ جو" لتمركز قواته بعد أن تأكد من أنها مناسبة جغرافيًا لتحصين الجيش. وما أن وصلت هذه الأخبار للجيش الياباني، حتى سارع بحصار منطقة "هنغ جو" والهجوم عليها.
وفي 12 فبراير 1593 بدأت معركة "هنغ جو"، ولم تكن قوة الجيشين متكافئة أبدًا، فعدد جنود جيش "جوسون" كان أقل من ثلث الجيش الياباني الذي بلغ عدد جنوده 30 ألف جندي. واستمرت المعركة لعدة أيام فقد فيها جيش "جوسون" الكثير من الجنود والعتاد، فأمر "غوون يول" بأن تقطع تنانير النساء الطويلة، وتستخدم لنقل الحجارة إلى ساحة المعركة. وبالفعل، استخدم مقاتلو "جوسون" الحجارة التي نقلتها النساء في الهجوم على العدو كسلاح بديل للأسلحة التي فقدوها، فقُتل ثلاثة من قادة الجيش الياباني، وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة، كما قُتل عددٌ كبيرٌ من الجنود اليابانيين، وهكذا هُزم الجيش الياباني الذي كان واثقًا من انتصاره بسبب تفوقه العددي، وبعد انتهاء الغزو، حصل "غوون يول" على ترقية تقديرًا لدوره في معركة "هنغ جو".
وبعد انتهاء الحرب في عام 1599، تقاعد "غوون يول" بعد حياة حافلة بالإنجازات المشرفة التي ساهمت في حماية الوطن، وتوفي في نفس السنة عن عمر يناهز 62 عامًا. وقد كرمته الدولة بعد وفاته، وحرصت على الاحتفال بذكرى النصر الذي حققه في "هنغ جو".
صحيح أن "غوون يول" بدأ طريق النجاح متأخرًا، لكنه استطاع المساهمة بشكل كبير في تحقيق النصر حين كان الوطن في حاجة إلى بطل حقيقي وقائدٍ حربيّ عظيم.