ⓒKBS News

ارتفع عدد المزارع التي تم العثور فيها على حالات إصابة بمرض حمى الخنازير الأفريقية في البلاد إلى خمس مزارع، بعد اكتشاف مزرعة جديدة مصابة بالفيروس في منطقة "كيم بو" في جنوب نهر "هان" مما أدى إلى تنامي القلق من انتشار المرض في مختلف أنحاء البلاد.

وتكمن المشكلة في أن السلطات الصحية لم تتمكن بعد من تحديد مسار العدوى انطلاقا من نقطة دخول الفيروس إلى البلاد. ففي البداية رجحت السلطات احتمال دخوله من الصين مرورا بكوريا الشمالية إلا أنه مع مرور الوقت ظهر احتمال جديد بدخول المرض عبر المنتجات المصنعة من الخنازير والقادمة من الصين وفيتنام ومنغوليا وغيرها.

وتجدر الإشارة إلى أن آسيا ظلت في الماضي خالية من المرض  قبل أن تشهد الصين ظهور أول حالة إصابة بالفيروس لينتشر المرض بعد ذلك  في الدول المجاورة للصين بعد أن كان قد دمر صناعة تربية المشاة في الصين. 

وقدر الخبراء في البداية احتمال دخول المرض من الصين مرورا بكوريا الشمالية على اعتبار أن أول مزرعة تم فيها اكتشاف المرض تقع في منطقة متاخمة للحدود الكورية الشمالية. 

وكانت بيونغ يانغ أبلغت في الثلاثين من شهر مايو الماضي المنظمة العالمية لصحة الحيوانات بظهور مرض حمى الخنازير الأفريقية  في مزرعة بمنطقة "جاكانغ دون" التي تقع في أقصى شمال كوريا الشمالية على الحدود مع صين، مما يرجح دخول الفيروس  عبر الأراضي الصينية، إلا أن  كوريا الشمالية لم تكشف منذ ذلك الحين عن مسار الفيروس و ما إذا كان قد انتشر خارج المنطقة أم لا.

ويمكن القول إن هناك ثلاثة أسباب رئيسية  للإصابة بالمرض وهي تناول لحم الخنازير أو مأكولات مصابة بالعدوى أوزيارة أشخاص يقيمون بالمزارع التي أصابها المرض أونقل العدوى عبرعملية نقل الخنازير البرية . لكن الأمر الملفت أن أيا من المزارع المصابة بالمرض لم تكن لها أي علاقة بتلك الأسباب الثلاث غير أنها تشترك في عنصر واحد وهو القرب من كوريا الشمالية، مما يشير إلى احتمال كبير بدخول المرض إلى البلاد عبر كوريا الشمالية بواسطة الخنازير البرية أو الحشرات المصابة بالعدوى. 

وبالتوازي مع ذلك تزايد أيضا الاحتمال بأن يكون إدخال المنتجات المصنعة للخنازير والملوثة بالعدوى وفق ما أثبته التحليل الطبي هو السبب الذي يقف وراء انتشار الفيروس الصيني.

ويبقى الأمر الأهم الآن هو تحديد مسار العدوى بين مختلف المزارع المحلية المصابة. وفي هذه الحالة يمكن أن يمثل انتقال لحوم الخنازير ومنتجاتها أهم  أسباب انتشار العدوى لتصبح بذلك العربات المستخدمة في النقل من بين أسباب انتقال الفيروس. ونتيجة لذلك تواجه السلطات الصحية انتقادات واسعة بتهمة فشلها في اتخاذ التدابير الوقائية الأولية لمنع نشر العدوى من خلال تعجلها في رفع أمر حظر نقل الخنازير بعد يومين فقط من صدوره رغم عدم اكتمال الإجراءات الرئيسية الخاصة بالوقاية.