ⓒYONHAP News

ألقى سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة "كيم سونغ" أمس الاثنين خطابا أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد فيه أن الوقت قد حان كي تطرح الولايات المتحدة مقترحاتها الجديدة للمفاوضات مع بيونغ يانغ.

وانتقد السفير "كيم" أيضا كوريا الجنوبية لقيامها بالتعامل بشكل مزدوج، مدعيا أن حكومة سيول أظهرت علنا إيماءات للسلام ثم نشرت أسلحة أمريكية حديثة، وأجرت مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة.

ويمكن القول إن الخطاب الذي ألقاه السفير"كيم" يختلف عن الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الكوري الشمالي "ري يونغ هو" العام الماضي، حيث تركز خطاب السفير "كيم" على المقترحات الجديدة للولايات المتحدة دون أن يذكر شيئا بخصوص نزع السلاح النووي .

وكانت نائبة وزير الخارجية في كوريا الشمالية "تشيه سون هي" قد عرضت اقتراحا على الولايات المتحدة لعقد مباحثات على مستوى العمل في أواخر شهر سبتمبر، بشرط أن تأتي واشنطن إلى طاولة المفاوضات حاملة مقترحات جديدة.

ويشير خطاب السفير "كيم" إلى أن بيونغ يانغ لا تزال تريد من واشنطن تخفيف أو رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها قبل نزع أسلحتها النووية. 

كما يشير إلى أن كوريا الشمالية تعتقد أنها قد اتخذت الإجراءات المناسبة لإظهار التزامها بشأن نزع السلاح النووي وأن الأمر متروك للولايات المتحدة من أجل تقرير ما إذا كانت مفاوضاتها مع بيونغ يانغ سوف تتحول إلى "فرصة للتقدم" أو "حدثا يعمق من الأزمة".

إلى جانب هذا، ألقى السفير الكوري الشمالي "كيم سونغ" باللوم على الولايات المتحدة في جمود المفاوضات النووية بين البلدين، مرجعا السبب الرئيسي في ذلك إلى الاستفزازات السياسية والعسكرية التي ترتكبها واشنطن، وفي مقدمتها العقوبات الدولية المفروضة عليها والمناورات العسكرية المشتركة بين القوات الكورية الجنوبية والأمريكية.

والشيء المثير لاهتمام الكثيرين هو أنه لم يطرأ أي تغيير في مستوى الانتقادات التي توجهها كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة مقارنة بالعام الماضي، مشيرة بذلك إلى أمنيات بيونغ يانغ لحل قضيتها النووية من خلال محادثات قمة مع واشنطن.

لكن بيونغ يانغ شددت في الوقت نفسه انتقاداتها ضد سيول، ملمحة بذلك إلى أن تحسين العلاقات بين الكوريتين لن يتم تحقيقه إلا عن طريق تخلي كوريا الجنوبية عن سياسة  التعامل بشكل مزدوج.

ويمكن القول إن انتقادات كوريا الشمالية هذه تعد غير منطقية، على اعتبار سلسلة الاستفزازت التي شنتها بيونغ يانغ والتي تكررت لأكثر من عشر مرات منذ بداية هذا العام، من خلال إطلاق القذائف والصواريخ قصيرة المدى التي تستطيع ضرب الأهداف في كوريا الجنوبية واليابان.

وذهب المراقبون في تحليلهم لخطاب السفير الكوري الشمالي في الأمم المتحدة إلى أن كوريا الشمالية تستهدف من ورائه تحقيق مصالحها من خلال استغلال الأوضاع السياسية الراهنة التي يواجهها حاليا الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".