ⓒYONHAP News

عمدت كوريا الشمالية مجددا إلى إطلاق قذيفة بعد أقل من يوم واحد على اتفاق بين بيونغ يانغ وواشنطن على استئناف مفاوضات العمل بينهما مما زاد من أجواء الغموض المخيمة على  شبه الجزيرة الكورية.

ومن المعلوم أن الجانبين الكوري الشمالي والأمريكي كانا قد اتفقا على موعد ومكان المفاوضات، حيث توقعت كوريا الشمالية عقد اتصال تمهيدي يوم 4 من هذا الشهر وإجراء مفاوضات عمل يوم 5 من نفس الشهر، فيما أعلن الجانب الأمريكي أنه بات متأكدا من إجراء اللقاءات في غضون أسبوع واحد. وقالت "مورغن أورتاغوس" الناطقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية إنه ليس لديها المزيد من التفاصيل لتقدمه للصحفيين.

أما بخصوص المكان المحتمل لإجراء المفاوضات فقد التزم الجانبان الصمت إزاء هذه المسألة .

والجدير بالذكر أن التصريحات الأمريكية تأتي بعد مرور 3 ساعات على تصريحات نائبة وزير الخارجية الكورية الشمالية "تشيه سون هي" مما أثار الشكوك حول ما إذا كان الاتفاق قد تم بالفعل بين الجانبين على إجراء المفاوضات .

في هذه الأثناء أطلقت بيونغ يانغ اليوم الأربعاء القذيفة الحادية عشرة خلال هذا العام مما أثار انشغال الرئاسة الكورية الجنوبية التي عقدت بمقرها في سيول اجتماعا لمجلس الأمن القومي ورجحت أن تكون عملية الإطلاق اختبارا لصاروخ بالستي تم إطلاقه من غواصة، وهو التحليل ذاته الذي خلصت إليه هيئة الأركان المسلحة الكورية. 

والجدير بالذكر أن آثار عملية إطلاق الصواريخ البالتسية تختلف عن عملية إطلاق القذائف التي نفذتها كوريا الشمالية لعشر مرات خلال هذا العام. حيث كانت هذه القذائف عبارة عن صواريخ قصيرة المدى استهدفت بعض المناطق في كوريا الجنوبية واليابان وأبدى حيالها الرئيس الامريكي تسامحا من خلال وصفها بعمليات إطلاق "غير خطيرة" كما اعتبرت الحكومة الكورية الجنوبية أنها لا تشكل انتهاكا للاتفاق العسكري الذي توصلت إليه الكوريتان يوم 9 من شهر سبتمبر من العام الماضي.

لكن الأمر يختلف تماما بين الصواريخ البالستية التي يتم إطلاقها بواسطة غواصة وبين عملية إطلاق الصواريخ قصيرة المدى وهو ما يفسر القلق البالغ الذي أعربت عنه الرئاسة الكورية الجنوبية في ختام اجتماع مجلس الأمن القومي بعد عملية الإطلاق الجديدة التي تأتي قبيل استئناف متوقع لمفاوضات العمل بين الجانبين الكوري الشمالي والأمريكي. 

وخلص الكثيرون إلى القول بأن الاطلاق الصاروخي الذي شنته اليوم بيونغ يانغ  مستخدمة الغواصة، يعد انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبالتالي فهو يطرح متغيرا جديدا ومهما بشأن استئناف وتقدم مفاوضات العمل المرتقبة.