ⓒYONHAP News

أمر الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ اون" بإزالة المنشآت التابعة للجانب الكوري الجنوبي في جبل "كوم كانغ" بكوريا الشمالية، قائلا ,إن الاعتماد على الجنوب في تطوير البرامج السياحية في الجبل أمر خاطئ للغاية. 

ويرى الخبراء أن اتخاذ الزعيم الكوري الشمالي هذه الخطوة، يجعل من استئناف الرحلات السياحية إلى الجبل أمرا بعيد المنال.

والجدير بالذكر أن السياحة في منتجع "كوم كانغ" ظلت ترمز إلى مشروع التبادل والتعاون بين الكوريتين، إلا أن الزعيم الكوري الشمالي بقراره إزالة المنشآت الجنوبية وتنفيذ مشروع مستقل دون الاعتماد على الجنوب، يكون قد نفى هذا الرمز. ونتيجة لذلك ستتغير الهوية السياحية في منتجع "كوم كانغ" حتى في حال استئنافها مرة أخرى. كما أن شركة "هيونداي آسان" الكورية الجنوبية وهي صاحبة المشروع، قد تفقد مكانتها نتيجة لقرار الشمال.

وترجع بداية المشروع إلى عام 1989 عندما قام رئيس مجموعة شركات "هيونداي "الكورية الجنوبية "جونغ جو يونغ" بزيارة رسمية إلى كوريا الشمالية بصفته رجل أعمال حيث تمكن خلال الزيارة من إبرام مذكرة نوايا مع السلطات الكورية الشمالية لتطوير السياحة في جبل كوم كانغ. إلا أن البدء الفعلي في تنفيذ المشروع استغرق ما يقرب عن عشر سنوات. 

وفي شهر نوفمبر من عام 1998 غادرت سفينة "كوم كانغ" وعلى متنها عدد من السياح الكوريين الجنوبيين ميناء "دونغ هيه" لأول مرة منذ انقسام الكوريتين. وسبق لرئيس المجموعة جونغ أن التقى بالزعيم الكوري الشمالي السابق "كيم جونغ إيل" في شهر أكتوبر من نفس العام، وأبرم معه اتفاقية في هذا المجال.

وكانت المرافق السياحية في بداية المشاريع ضعيفة، مما أضطر السياح إلى قضاء جولتهم السياحية وهم على متن السفن. ثم تطورت المشاريع ليتم إنشاء مرافق جديدة بما فيها فندق ومطعم. وفي عام 2003 بدأت الرحلات السياحية البرية ليتجاوز العدد المتراكم للسياح بحلول عام 2005 مليون شخص. واحتفالا بهذه المناسبة، أقيم عرض موسيقي تحت رعاية هيئة الكي بي إس هناك. 

ولم تقف الأمور عند هذا الحد حيث افتتح عام 2006 فرع تابع لمصرف التعاونيات الزراعية الكوري الجنوبي في منطقة جبل كوم كانغ بكوريا الشمالية، لتبدأ في عام 2008 الرحلات الفردية بالسيارات ويتم بناء ملعب لرياضة الغولف في الجبل.

ولكن تغير كل شيء صباح يوم 11 من شهر يوليو من عام 2008، وهو اليوم الذي فقدت فيه السائحة الكورية الجنوبية "بارك وانغ جا" حياتها نتيجة إصابتها بالرصاص أثناء التمشي. وفي تفسيره للحادث، قال الجانب الكوري الشمالي إنه أطلق الرصاص عليها لأنها اخترقت منطقة السيطرة العسكرية، وهربت رغم تحذيرها بالتوقف وعدم التنقل. 

ولكن بعد إجراء تحليل للوقت وللمسار الذي اتبعته بارك في تحركها، ثبت عدم صحة الشرح الذي تقدم به الجانب الكوري الشمالي، لينكشف الخطأ الواضح الذي ارتكبته سلطات الشمال. ونتيجة لهذا الحادث تزايد القلق من سلامة السياح، مما أدى إلى وقف الأنشطة السياحية بالكامل. ومنذ ذلك الوقت تواصلت دون جدوى الجهود الرامية إلى استئناف الرحلات بين الجانبين في ظل توتر العلاقات بين الكوريتين، وزاد الأمر تعقيدا بعد قرار الزعيم كيم بإزالة المرافق الكورية الجنوبية في جبل "كوم كانغ" .