الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الحياة

صناعة السفن في كوريا

2015-03-06

تحيط البحار بكوريا من ثلاث جهات لذلك فمن الطبيعي ان تشتهر بها صناعة السفن. وتاريخ صناعة السفن في كوريا عريق جداً، حيث بدأ في نهاية عصر مملكة كوريو وبداية مملكة جوسون، لرد الغزوات البحرية وحماية كوريا من الغزو، ولكن هذه الصناعة توقفت بسبب الاحتلال الياباني لكوريا عام 1910 واحتكاره لكل شيء، لتعاود نشاطها بعد الاستقلال.
و المتصفح للتاريخ الكوري لابد لهذان يمر على السفينة السلحفاة "거북선" التي ظهرت لأول مرة في سجلات مملكة جوسون عام 1413 وبالتحديد في عصر الملك "تيه جونغ 태종" وبعدها اختفى هذا الاسم ليعاود الظهور بعد 180 سنة في مذكرات الحرب للبطل "إي سون شين 이순신" في عام 1590.
وقد سببت تلك السفن أضراراً كبيرة للسفن اليابانية في الحرب، حيث قام البطل إي سون شين في عام 1592 بصنع أول سفينة سلحفاة هجومية مدرعة بالحديد وذلك لأول مرة في تاريخ المعارك البحرية. وتم فيما بعد تغيير مقدمة السفينة من رأس تنين الى رأس سلحفاة، وكذلك تغيير أبعادها كلها. لكن للأسف قلَّت قيمة هذه السفينة بعد اعتقال البطل إي سون شين وفقدت قيمتها بعد موته.


لكن التاريخ الحديث لصناعة السفن الكورية يعود الفضل فيه للشركات اليابانية، حيث احتكرت اليابان هذه الصناعة بعد احتلال كوريا في عام 1910، وقامت شركتا سفن يابانيتان بالاندماج معا واسسا شركة كبيرة جديدة وهي الأم لشركة بناء السفن الكورية الحالية. وكان الهدف من بناء مصانعهما في كوريا هو صيانة السفن التي تمتلكها. وكما هو معروف فإن البحر الكوري الشرقي يعتبر من أفضل أماكن العالم لصيد الأسماك، ومن ثم تم تأسيس شركة لصيانة سفن الصيد عام 1929، وبعد 9 سنوات وتحديداً في عام 1937 تم تأسيس شركة جديدة برأسمال كبير، وبعدد عمال يبلغ 440. وشكل ذلك كله نقطة انطلاقة صناعة السفن الكورية في العصر الحديث. وبعد الاستقلال في الخمسينيات بدأت كوريا بصناعة الكثير من السفن الصغيرة وكلها سفن خشبية وذلك بتمويل من أموال السندات الوطنية لتشجيع الصناعة وسندات الاعمار بسبب الكوارث والأعاصير، والاحتياطي الأجنبي من العملات الأجنبية، ومن المساعدات الأجنبية. ويعكس ذلك توجه الحكومة الكورية التي أدركت أهمية هذه الصناعة فسنت عام 1958 قانون صناعة السفن وقامت بتشجيع هذه الصناعة من خلال تقديم 40% من تكلفة السفينة لتسترده عند بيع السفينة فقط، في حين تقدم باقي المبلغ 60% على شكل قروض طويلة الأجل. وفتحت بذلك المجال واسعاً لكل من يريد الاستثمار والعمل في هذا المجال الذي يبشر بمستقبل واعد لكوريا. وبالفعل تتصدر الشركات الكورية لصناعة السفن اعلى التقييمات والتصنيفات الدولية.
وهناك قصة شهيرة لرئيس مجموعة شركات كورية أراد تأسيس مصنعاً لبناء السفن، لكنه لم يكن يملك المبلغ الكافي لذلك فذهب الى إحدى الدول الأوربية لطلب القرض والمعونة لكنه قوبل بالرفض الشديد بدايةً، لكنه أصر على ذلك واخرج من جيبه عملة كورية عليها صورة السفينة السلحفاة وأراهم تلك الصورة، وحصل بذلك على القرض.
وعند الذهاب الى أي ميناء كوري يمكن رؤية كل السفن هناك صناعة كورية خالصة، بدءا من سفن الصيد الصغيرة ووصولاً الى ناقلات النفط العملاقة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;