من أكبر المشكلات التي تواجهها كوريا الجنوبية مؤخرًا مشكلة زيادة نسبة الشيخوخة بصورة غير مسبوقة، والتي أصبحت ظاهرة مقلقة للشعب الكوري. فطبقًا للإحصاءات الرسمية، تضاعف عدد السكان المسنين وارتفعت نسبة الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. ومن المرجح أن تكون لهذه الظاهرة آثار سلبية عديدة على قوة العمل، حيث يتوقع الخبراء أن يحدث خلل في نسبة الشباب من القوى العاملة، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم وجود حيوية وابتكار في قوة العمل. فقد تجاوز عدد العمال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا في العام الماضي، عدد العمال في سن العشرين، والسبب في ذلك يرجع إلى عودة بعض المتقاعدين عن العمل لأعمالهم لأسباب مالية، فحوالي نصف عدد الكوريين المسنين يعانون من الفقر، وكثير منهم يعملون في وظائف بأجور منخفضة من أجل تغطية نفقاتهم.
لكن عودة المسنين إلى العمل وإن كانت لها آثار سلبية إلا أنها تدل على صحة المسنين بدنيًا وذهنيًا، وذلك بسبب التقدم الكبير الذي حققته كوريا في مجال الطب، فمعظم المسنين الكوريين لا يزالون يتمتعون بصحة جيدة وبقدرة عقلية ممتازة، بل ويعمرون كثيرًا، حيث تصل أعمارهم إلى 90 و100 عام في بعض الحالات.



ويعد الطعام عاملا مهمًا وأساسيًا في المحافظة على الصحة في كوريا ويساعد المسنين على الحياة لفترة أطول، فالطعام الكوري يحتوي على الكثير من الخضروات، والأعشاب والنباتات المتنوعة المفيدة للصحة، كما أن أغلب الطعام الكوري يخلو من الزيوت والأملاح والسكريات تقريبًا.
فالكوريون يؤمنون بأن الطعام لا يختلف عن الدواء، لذلك يحرصون على تناول الطعام الصحي إلى جانب الفيتامينات المتنوعة، فالشعب الكوري لا يستطيع الحياة بدون تناول أنواع عديدة من الفيتامينات يوميًا، حتى إنهم أصبحوا يتهادونها فيما بينهم في المناسبات.