الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الحياة

كوريا الجنوبية وعصر السرعة

2015-05-29

أصبح كل شيء في حياة الشعب الكوري سريعًا جدًا، واعتاد الكوريون على السرعة في كل شيء في حياتهم، فلم يعد لديهم مقدار ذرة من صبر على تأخير أي شيء، وبالتالي أصبحوا لا يستطيعون تحمل الانتظار بضع دقائق حتى يصل الطعام أو القهوة التي يطلبونها، وذلك بسبب السرعة الشديدة في وتيرة حياتهم اليومية.
وتشغل كوريا الجنوبية المرتبة الأولى في العالم من حيث سرعة تقديم خدمات الإنترنت لسكانها، إذ يشكل متوسط سرعة الإنترنت في كوريا الجنوبية 14.2 ميغابت في الثانية الواحدة.
حتى الطلاب لا يريدون تضييع الوقت في مشاهدة المحاضرات المسجلة بسرعتها العادية، لذلك يقومون بزيادة سرعة الفيديو، بحيث يمكنهم مشاهدته في وقت أقصر. ولذلك فقد اختلف الجيل الحالي اختلافا كبيرا عن الأجيال السابقة.
ونتيجة لذلك، أصبحت سيول في القرن العشرين واحدة من أسرع المدن نموًا على وجه الأرض، فالكوريون لم يتغيروا بين عشية وضحاها، فهذا التغيير له جذور تاريخية. ففي الخمسينيات دُمرت سيول جراء الحرب الأهلية، ثم سجلت عمليات إعادة الإعمار سرعة قياسية، وكان لوتيرة التغيير السريعة هذه تأثير كبير على العقلية الكورية، ولهذا أصبح الكوريون مدمنين على السرعة، ومن ثم، اعتادوا على ترديد عبارة 빨리빨리 ، أي أسرع أسرع، بشكل دائم.



وبالنسبة لسكان سيول فإن ساعات اليوم لا تكفي، فهم يأكلون في الشوارع ويشترون احتياجاتهم في الصباح مبكرًا قبل العمل. ولكن هذه الوتيرة السريعة أصبحت تعرّض الموظفين في كل الشركات والمطاعم والمقاهي وغيرها إلى ضغوط نفسية شديدة بسبب حرصهم على تقديم خدماتهم في أسرع وقت ممكن. ولذلك فإن تأخير الموظف في تقديم الخدمة أو العمل المكلف به أصبح يعرضه للخصم والعقاب من قبل المشرفين عليه.
وبالتالي فرجال البريد وتوصيل الطلبات يعرضون حياتهم يوميًا للخطر، حيث يتعرضون لحوادث كثيرة بسبب حرصهم على توصيل الطلبات في أسرع وقت ممكن. فهناك ما يزيد عن 1000 شركة بريد في سيول، وكلها معًا توظف حوالي 15 ألف رجل في أقسام التسليم السريع، وهو ما يعني رجل بريد لكل 700 شخص في المتوسط، ولذلك عليهم أن يتحركوا بأقصى سرعة، فالعدو الوحيد لهؤلاء الرجال هو الوقت.
ولذلك فإن السرعة بالنسبة للشعب الكوري تساوي النجاح، فالكوريون لم يعد لديهم الوقت حتى للتسوق والذهاب إلى السوبر ماركت في كثير من الأحيان، وأصبحوا يتصلون بخدمة التوصيل لشراء احتياجاتهم من السوبر ماركت، والدفع عند التسليم.
هذا بالإضافة إلى خدمة توصيل الدواء إلى المنازل، والتي يحتاجها من يعيش بمفرده، فعندما يمرض المسن مثلا وليس لديه من يؤمن له الدواء، فإن موصلي الطلبات يحلون محل أفراد العائلة الغائبين.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;