يهتم الكثير من الكوريين هذه الأيام بقراءة الطالع، ولذلك فقد انتشر عدد من الأكشاك الصغيرة في أماكن متعددة حيث يتردد عليها الناس لقراءة الطالع. ويعتبر علم التنجيم والتنبؤ بالمستقبل في الأصل ثقافة صينية مشهورة جدًا ولشهرتها الكبيرة انتقلت بعض مفاهيمها إلى الثقافتين الكورية واليابانية أيضًا.
وبالرغم من انتشار تلك الثقافة في أوساط المجتمع الكوري إلا أنه لا يزال البعض لا يؤمنون بها كما هو الحال في البلاد العربية.
وهناك أربع طرق يستخدمها المنجمون في التكهن أو التنبؤ وهي الأكثر شعبية، وكلها بالطبع مأخوذة من الثقافة الصينية. ولكن تحت مسميات أخرى، فمثلا طريقة «ساجو» في كوريا وهي مطابقة لطريقة «الأعمدة الأربعة» في الصين. وبالصينية يطلق عليها اسم «تسي واي دو تشو» وتتطلب هذه الطريقة قارئا يتقن استخدام التقويم الصيني. حيث يستخدم فيها التنجيم ممتزجا بعلم الأبراج الصيني باستعمال 4 أعمدة للقدر والعنصر الخامس هو عنصر التكهن، وذلك من أجل معرفة قَدَر السائل ومصيره قبل الوقت المحدد. وتعتمد النتيجة على دقة المعلومات التي يزود الزبون بها القارئ لتصميم الأعمدة الأربعة. وهذه الطريقة يمكن أن تخبر أيضا عن الأحداث الفريدة التي حدثت في حياة السائل.
أما الطريقة الثانية فتسمى بـ"قراءة الوجه" وهي عبارة عن تفسير لملامح الوجه بما فيه ذلك الأنف والعينان والفم، ومعايير أخرى في وجه الشخص. ويقوم العراف بتحويل هذه المعايير إلى تنبؤات حول المستقبل. وتشتمل هذه الطريقة في العادة على مراحل حياة الشخص، حيث تكشف عن نوع الحظ المرتبط ببعض مراحله العمرية.



أما عن الطريقة الثالثة فهي «قراءة الكف» وفيها يتم تحليل خطوط الكف لمعرفة الحب وطول العمر وصفات أخرى، وتشبه قراءة الكف في الغرب إلى حد كبير.
وآخر طريقة يطلق عليها اسم « كاو سيم» وهذه الطريقة تتطلب هز عود خيزران معلق في طرفها على الأقل عود بخور عند طرف الخيزران، مما ينتج عن ذلك خروج عود واحد على الأقل من أعواد الند الموجودة داخل الاسطوانة، ومن ثم يحلل أحد المفسرين الحروف الصينية المنقوشة على هذا العود، وهذا النوع من التنبؤ قصير المدى إذ إنه يشمل سنة واحدة حسب التقويم الصيني.
وهناك أنواع أخرى، لكنها أقل انتشارًا، وذلك لعدم شعبيتها ومصداقيتها بالنسبة للكثيرين مثل «رجل يونغ جوا»، و«حساب زهرة الأجاص»، و«تغيير العناصر الخمسة»، و«سبعة نجوم عظمى وأربعة صغرى» وغيرها.
ولا يبخل الكثير من الكوريين في إنفاق المال لمعرفة مستقبلهم، وبعضهم من رجال الأعمال. ولكن في النهاية تعتبر هذه الممارسات بالنسبة للبعض الآخر نوعا من التسلية والترفيه عن النفس ليس أكثر، فبعض الكوريين كذلك لا يؤمنون بمثل هذه الأشياء ويعتبرونها من باب الدجل والخرافات، ويؤمنون بالمقولة الشهيرة "كذب المنجمون ولو صدقوا".