الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

وزير خارجية كوريا الجنوبية الجديد تنتظره مهام صعبة

2021-02-18

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ Getty Images Bank

توقفت عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية منذ قمة عدم التوصل لاتفاق بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في هانوي في عام 2019. ويتحول الانتباه إلى ما إذا كان وزير خارجية كوريا الجنوبية الجديد " تشونغ إيوي – يونغ" سيساهم في استئناف مبادرة السلام. في خطابه الافتتاحي في 9 فبراير ، قال الوزير" تشونغ"، إن عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية ليست خيارًا بل طريقًا يجب إتباعه . في الوقت الحالي ،على كل حال ، فإن الوضع الدبلوماسي ليس مواتيًا تمامًا لوزير الخارجية الجديد. تم تكليفه بمهمة أساسية  لتعزيز تحالف  بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة  تحت حكومة "بايدن" وحل العديد من القضايا الثنائية العالقة. 


المعلق السياسي "لي جونغ –هون":

عند ترشيح "تشونغ" لمنصب وزير الخارجية الجديد ، وصفه المكتب الرئاسي في سيول بأنه مسؤول مخضرم كرس حياته للدبلوماسية والأمن. وعبر المكتب عن توقعات كبيرة بأنه سيكون قادرًا على رفع الوضع الدبلوماسي لكوريا الجنوبية إلى مستوى أعلى من خلال تطوير السياسات الدبلوماسية للحكومة بنجاح . عمل تشونغ سابقًا في مجلس الملكية الفكرية التابع لمنظمة التجارة العالمية. في ظل حكومة "مون جيه – إن" ،ثم شغل منصب اكبير المستشارين الرئاسيين لشؤون الأمن القومي. من الإنصاف القول إنه خبير يتمتع بخبرة واسعة في الدبلوماسية والأمن والتجارة. من المتوقع أن يُظهر الدبلوماسي المحترف مرونة دبلوماسية ليكون متزامنًا مع فريق الشؤون الخارجية لإدارة "بايدن" .


أثناء تقديم شهادة التعيين إلى "تشونغ" يوم الاثنين ، سلط الرئيس "مون جيه-إن" الضوء على فرصة بذل الجهود النهائية نحو عملية سلام ناجحة في شبه الجزيرة الكورية.  الجدير بالذكر أن "مون" قال إنه حقيقة لم يتبق الكثير من الوقت لكنه يود أن يطلب من وزير الخارجية الجديد عدم التعجيل بنتيجة واضحة خلال إطار زمني معين. وأضاف أن اتباع نهج هادئ ومنظم سيكون ضروريًا .في الواقع ، دعا الرئيس مرارًا  إلى الاتصال السريع بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لاستئناف الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.. إن ما يستدعي  الانتباه هو لماذا  طلب  من وزير الخارجية أن يأخذ بعض الوقت ؟ ، على الرغم من أنه لم يتبق  له  سوى عام واحد في الحكم .


المعلق السياسي "لي جونغ –هون":

في مؤتمر صحفي عقده بمناسبة العام الجديد في 18 يناير ، أعرب "مون" عن أمله في تبادل سريع بين قادة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للتأكيد على ضرورة عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية. خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في 4 فبراير ، قال أيضًا إنه سيكون من الضروري لسيول وواشنطن رسم استراتيجية شاملة تجاه كوريا الشمالية بالتعاون في أقرب وقت ممكن . لكنه طلب من وزير الخارجية الجديد عدم التسرع. وذلك لأن إدارة "بايدن" لم تحدد بعد أي اتجاه سياسي واضح للقضايا المتعلقة بكوريا الشمالية. في هذه الحالة ، من غير المرجح أن تسفر كوريا الجنوبية عن نتائج في أي وقت قريب ، حتى لو دفعت قدما في اتجاه  شيء ما على عجل .


في واقع الأمر ، لم تنسق كوريا الجنوبية والولايات المتحدة سياستهما تجاه كوريا الشمالية بعد. بينما تقوم حكومة الولايات المتحدة بمراجعة سياستها ونهجها بالكامل تجاه كوريا الشمالية ،فقد توقعت وكالة  أبحاث الكونغرس أو "سي آر إس"  للولايات المتحدة صراعًا محتملاً بين حكومة "بايدن" وحكومة "مون" بشأن سياستهما تجاه كوريا الشمالية .


المعلق السياسي "لي جونغ –هون":

أثناء حديثه مع "مون" عبر الهاتف في 4 فبراير ، قال "بايدن" ، إنه من المهم للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن يكون لهما نفس الموقف. هذا يعني أن هناك بالفعل اختلاف في الرأي بين البلدين حول كيفية التعامل مع كوريا الشمالية . في جلسة استماع برلمانية في 5 فبراير ، قال "تشونغ إيوي – يونغ" إنه يعتقد أن الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ – أون" مستعد لنزع السلاح النووي لبلاده. لكن الولايات المتحدة قيمت خلاف ذلك على الفور ، قائلة إن كوريا الشمالية لا تزال لديها رغبة في تطوير أسلحة نووية يقول تقرير حديث لوكالة "سي آر إس" إن "مون" يفضل بشكل عام تقديم المزيد من التنازلات لكوريا الشمالية أكثر من "ترامب" ، مما خلق توترات دورية ، وهي ديناميكية من المرجح أن تستمر مع إدارة بايدن. بالنظر إلى ذلك ، قد لا تقوم حكومة بايدن بتسريع عملية حل القضية النووية الكورية الشمالية ، على عكس توقعات "مون". قد لا تسفر المحادثات النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة عن نتيجة خلال فترة ولاية "مون" .


في غضون ذلك ، تمضي حكومة "بايدن" قدما في التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. قالت وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي إن التوترات الحالية بين كوريا الجنوبية واليابان مؤسفة وأن إدارة "بايدن" – "هاريس" يمكن أن تعمل على تحسين العلاقات بهدف تعزيز العلاقات بين الحلفاء. مستشهدة بالمحادثة الهاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي "توني بلينكين" ووزير الخارجية الكوري الجنوبي" تشونغ إيوي – يونغ" ، قالت وزارة الخارجية إن "بلينكين" هنأ "تشونغ" على مهمته الجديدة وأكد على أهمية استمرار التعاون بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. لكن الحكومة اليابانية تقول إن العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان لم تتغير ، على الرغم من تعيين وزير خارجية جديد في كوريا الجنوبية . علينا الانتظار لنرى ما إذا كان وزير خارجية كوريا الجنوبية الجديد سيحل عقدة العلاقات بين سيول وطوكيو التي توترت بسبب القضايا التاريخية التي تنطوي على ضحايا العبودية الجنسية والسخرة في اليابان في زمن الحرب ، وكيف سيحل ذلك .


المعلق السياسي "لي جونغ –هون":

إن "بايدن" يقدر عاليا التعاون بين الحلفاء. من السهل تخمين أن الولايات المتحدة لا تريد رؤية صراع طويل الأمد بين كوريا الجنوبية واليابان. يقول تقرير"سي آر إس"، إن العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان قد ساءت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود ، مما أثر على تنسيق السياسة ثلاثي الاتجاهات بين البلدين ، كما أن التعامل مع العلاقات بين سيول وطوكيو هو أحد المهام الصعبة لوزير الخارجية الكوري الجنوبي الجديد.


المهمة الخطيرة الأخرى التي يواجهها الوزير "تشونغ" هي تحليل معركة الهيمنة العالمية بين الولايات المتحدة والصين. فيما يتعلق بقضية الانضمام إلى المجموعة الرباعية ، وهي آلية تعاون أمني تشمل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند لإبقاء الصين تحت السيطرة ، قال "تشونغ" في اجتماع صحفي إن كوريا الجنوبية يمكنها التعاون مع أي منتدى إقليمي ، طالما أنه مفتوح  وشامل  ويتوافق مع المعايير الدولية. بينما تجد كوريا الجنوبية صعوبة متزايدة في الاختيار بين الولايات المتحدة والصين ، فإنها بحاجة إلى توسيع نطاقها الدبلوماسي من خلال الدبلوماسية الاستراتيجية .


المعلق السياسي "لي جونغ –هون":

إن الولايات المتحدة حريصة على تشكيل تحالف مناهض للصين. تطلب الولايات المتحدة من كوريا الجنوبية الانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ وكذلك الرباعية. في الواقع ، وقعت كوريا الجنوبية بالفعل على الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بقيادة الصين. لذلك ، قد تعتقد الولايات المتحدة جيدًا أن كوريا الجنوبية تميل نحو الصين. أعتقد أن على كوريا الجنوبية اتخاذ قرار سريعًا للانضمام إلى ما تريده الولايات المتحدة حتى تتمكن الولايات المتحدة من تبديد سوء التفاهم غير الضروري بشأن كوريا الجنوبية .


يواجه الوزير "تشونغ" عددًا لا يحصى من المهام الشاقة لمواجهتها من أجل الدفع باتجاه عملية السلام في حكومة سيول. ففي الوقت  الذي  تأمل فيه حكومة كوريا الجنوبية في إعادة تنشيط عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية بناءً على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في سنغافورة ، فإن حكومة "بايدن" تشكك في نتيجة المفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تحت إدارة "ترامب". يجب أن تتذكر كوريا الجنوبية أنها لاعب رئيسي في عملية تحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وأن تعكس رأيها بالكامل في هذه العملية من خلال تنسيق السياسات الوثيق مع الدول المعنية .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;