الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

المنتج الموسيقي "كيم أونغ 김웅"

2016-02-02

كانت تلك هي الفرقة الموسيقية الكورية المستقلة "نو برين No Brain " وهي تقدم أغنية " لقد وقعتِ في حبائلي"، حيث تكرر الفرقة ذلك المقطع بإيقاع روك صاخب، ويتجاوب معها الجمهور وهو يردد "صحيح. فقد وقعت في حبائلك".

كان ذلك الحفل المدهش بكل ما فيه من تفاعل وتجاوب حيوي بين الفرقة والجمهور هو جزء من حفل جماهيري تتابعي نُظم في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر بمناسبة الذكرى العشرين على مولد الفرق الموسيقية المستقلة في كوريا. ظلّ يتم تنظيم مثل تلك الحفلات بشكل متتابع مرة كل شهر منذ ذلك التاريخ، وسوف يستمر هذه المرة حتى العشرين من فبراير. وكان كل حفل جرى تنظيمه عبارة عن ابتهاج بتلك الظاهرة الفنية الفتية التي بلغت الآن عشرين عاما من العمر.



الفرق الموسيقية المستقلة ظلت تعتبر في كوريا فرقا هامشية طرفية مغمورة، غير أن أغلب المقطوعات الموسيقية التي ظهرت مؤخرا في الأفلام السينمائية أو المسلسلات التلفزيونية أو برامج المنوعات أو السينما الوثائقية، هي من إبداع تلك الفرق، مما يؤكد أنها لم تعد فرقا هامشية.

صارت العديد من الفرق الموسيقية المستقلة معروفة حاليا وتمتلك قاعدة جماهيرية، حيث نجحت في فرض وجودها في قلب المشهد الفني الموسيقي في كوريا.

احتاجت الفرق الموسيقية المستقلة إلى عشرين عاما لتفرض ذلك الوجود في المسرح الفني والغنائي في كوريا، وها هي تحتل مكانها المستحق فوق ذلك المسرح بعد أن بلغت سن النضج. الفنان الذي وقف وراء نجاح تلك الظاهرة منذ إطلالتها الأولى هو "كيم أونغ" الذي يشغل حاليا منصب المدير التنفيذي لشركة الإنتاج الموسيقي "موسبيتMOSSPIT " والذي يراه الكثيرون الأب الروحي للفرق الموسيقية المستقلة في كوريا



بدأ ظهور كيم أونغ وشركة موسبيت في ظروف غير مواتية تماما في منتصف حقبة التسعينيات من القرن الماضي. كان محظورا وقتها تقديم عروض فنية من فرق شعبية مغمورة في النوادي المجاورة لضاحية هونغ ديه، غير أن كيم نجح في التسلل لتنظيم عروض لفرق موسيقية مستقلة ومغمورة ونجح في ترويج بعض الأشرطة لها. ومن هذا المنظور، يمكن اعتباره الأساس الحقيقي للفرق الموسيقية المستقلة منذ ظهورها الأول وحتى احتفالها بعيدها العشرين. كان بالنسبة لكل الفنانين الذين أفرزتهم تلك الظاهرة الآخذة في الانتشار في المجتمع الكوري بمثابة الأب والمكتشف والراعي والمخطط.

الألبوم الموسيقي الذي تم إعداده وإصداره بمناسبة الحفل الخاص بالذكرى العشرين على مولد ظاهرة الفرق الموسيقية المستقلة، شاركت فيه اثنتان وعشرون فرقة، من بينها الفرق التي صارت تعتبر الأشهر والأكثر شعبية.

يبلغ عدد الفرق الموسيقية التي تقدم أعمالها الفنية في الأندية والحانات والمحلات المنتشرة حول ضاحية هونغ ديه حوالي ألف فرقة. وقد ظل الفنان كيم يتابع ويرصد معظم أعمال تلك الفرق، وشهد تطورها عدديا ونوعيا منذ أن كان عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. فيا ترى ما هو سر عشق الفنان كيم وارتباطه بتلك الظاهرة على مدى عشرين عاما؟

كانت موسيقى البوب الكوري في حقبة التسعينيات من القرن الماضي مقسمة إلى جزءين، الجزء الأول يتكون من فرق شبابية محبوبة تتمتع بقواعد معجبين ضخمة بشكل أقرب للهوس، والجزء الثاني يتكون من فرق يقودها مطربون مثل "شين سُنغ هون 신승훈" و"لي سُنغ هوان 이승환". وكانت الفرق التي تجد فرصة لتقديم عروضها في ضاحية هونغ ديه لا تزيد عن خمس أو ست فرق، وكانت تعتمد على آلات موسيقية ثقيلة، مما كان يجعل من حملها وتحريكها من مكان إلى آخر مشكلة لتلك الفرق.



أسطورة الروك الأمريكي "كيرت كوبين" أثر بقوة على تطور الفرق الموسيقية والغنائية في كوريا وتحويلها إلى فن الروك الحديث بدلا من الجاز.

وعند وصول نبأ وفاة الفنان الشاب كوبين عن عمر لم يتعد السابعة والعشرين إلى كوريا، بكاه وحزن عليه الوسط الموسيقي الكوري. وعند مرور عام على وفاته، قام معجبوه والعاملون في الحقل الفني في مختلف الأندية الموسيقية في كوريا بتنظيم حفل تأبين شاركت فيه كل الفرق الموسيقية المستقلة في كوريا. كانت تلك مناسبة ضخمة شكلت خطوة مهمة أدت إلى زيادة عدد الفرق الموسيقية المستقلة في كوريا.

وهكذا أصبح كيم أونغ هو أول منتج ألبومات ومنظم حفلات خارجية ووكيل ومكتشف للفرق الموسيقية المستقلة في كوريا. الجهود التي كان يبذلها وجدت الكثير من النجاح وأسهمت في الترويج للعديد من الفرق الموسيقية المستقلة. وهناك مناسبات عديدة نجح في تنظيمها بشكل مدهش ما زال يتذكره الكثيرون، مثل ذلك الحفل الذي نُظم في جامعة "يون سيه" وكان بمثابة علامة في تاريخ الموسيقى الشبابية في كوريا.



كان كيم أونغ أقرب للساحر الذي يجلب الشهرة الواسعة والسريعة للفرق الموسيقية المجهولة والمغمورة. حدث ذلك مع فرقة "مارو" في حفلها الجماهيري الأول، حيث اقترح على الفرقة الشابة تقديم عرض على مسرح "ديه هاك نو 대학로" الذي ظل مشغولا ومحجوزا لفنانين وفرق موسيقية كبيرة ومشهورة. ورفض المدير المسؤول عن المسرح فكرة تقديم فرقة لم يسمع عنها أحد، لكن كيم لم يستسلم وأخرج محفظة نقوده وسلم المدير مبلغا ماليا كبيرا كضمان وتعويض في حالة فشل الحفل. وهكذا تم تنظيم أول حفل جماهيري للفرقة المغمورة في ذلك المسرح الشهير.

كان كيم يعتمد على حاسته السادسة لاصطياد الفرق الموهوبة والقابلة للنجاح، تماما كما راهن على فرقة "مارو".

ورغم أن فرقة "مارو" تفككت فيما بعد لأسباب عديدة، إلا أن بعض أعضائها يجتمعون من حين لآخر لممارسة الغناء والعزف الموسيقي.

كيم ما زال سعيدا وراضيا عن كل لحظة قضاها في عالمه الموسيقي عبر الأعوام العشرين الماضية. ورغم أن ظهور شركات حديثة ذات إمكانيات هائلة ووكالات إنتاج متخصصة جعل من قدراته على المنافسة في الإنتاج الموسيقي محدودة ومقيّدة، إلا أن حبه للموسيقى وشغفه بإنتاج ألبومات واكتشاف مواهب جديدة، ما زال في قمته.
كل الفرق الموسيقية المستقلة في كوريا ما مضى منها وما هو حاضر وما هو يتأهب لاعتلاء خشبة المسرح تعرف "كيم أونغ" وإسهاماته في هذا المجال. وعن ذلك يعبر كل من: "هان كيونغ روك" من فرقة "كراينغ نت"، و"يون جون هو" من فرقة "ديلي سبايس".



"كيم أونغ" كان هو الشخص الذي وقف وراء أول ظهور وأول نجاح لفرقة " كراينغ نت" وهو نفس الشخص الذي وقف وراء ظهور ونجاح ألبومها الأخير ضمن الألبوم الصادر بمناسبة الذكرى العشرين على مولد الموسيقى المستقلة في كوريا.

الفرق الموسيقية المستقلة تنتشر وتشتهر من خلال عزف وغناء تفاعلي حي مع الجمهور. وهي لم تنجح في أن تسكب كل ما لديها من طاقة وحيوية ومهارات وقدرات إبداعية خلال عشرين عاما متواصلة إلا بفضل جهود محبين للفن مثل "كيم أونغ".

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;