الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

المخرج "كو صون أونغ 고선웅" مخرج مسرحية "صورة كوريين"

2016-03-22

"صورة كوريين" مسرحية تدور حول زواج بين رجل وامرأة تحول إلى كابوس وواقع مأسوي. بدأ الزوجان حياة زوجية مفعمة بالأمل والحب والتفاؤل بمستقبل مشرق سعيد، لكن الأمر سرعان ما تحول إلى حياة مليئة بالبؤس والشقاء والمتاعب المالية، مما دفع الزوجة للهروب، وأوقع الزوج في التشرد بعد فقدان وظيفته. وتتكون المسرحية من 27 من الأحداث المتسلسلة التي تصوّر بشكل بياني حياة كوريين يعيشون في عالم اليوم.

وطوال مدة عرض المسرحية التي تستغرق خمسا وثمانين دقيقة، يتابع المشاهدون حكايات وأحداث متنوعة خاصة بأشخاص كوريين، منهم موظف مكتبي يركب في طريقه من وإلى مكتبه كل يوم قطارات أنفاق شديدة الازدحام، وامرأة ذات قضية وهمّ واحد في الحياة وهو إجراء عملية تجميل، وشاب مدلل شديد الارتباط بأمه ومعتمد عليها في كل شيء، ومدمن قمار، ومدمن ألعاب إلكترونية، وعجوز يتكسًب من جمع القمامة، وغيرهم. لا يجد الجمهور صعوبة في إدراك أن كل واحد من هؤلاء الأشخاص هو جزء من حياته اليومية في كوريا.



مسرحية "صورة كوريين" تعكس صور حقيقية وصادقة لأحوال وحياة الكوريين هذه الأيام. ولكن لماذا ركّز المخرج على إبراز الجوانب السلبية والمظاهر القبيحة للحياة في المجتمع الكوري الحديث، وهي أشياء يفضل الكثيرون تجاهلها.

ربما يكون مؤلما ومحبطا مشاهدة بعض حقائق الحياة السلبية والمشينة في المجتمع الكوري، لكن من الصحيح والأفضل مواجهة هذه الحقائق والاعتراف بوجودها والسعي لتقويمها ومعالجتها ما أمكن. تعالوا بنا نسلط المزيد من الأضواء على هذا المخرج المسرحي الذي حصد الكثير من الجوائز الرئيسية ووجد إشادة كبيرة من النقاد ومن جمهور المشاهدين.

عمل المخرج "كو صون أونغ" في فترة من حياته كموظف حسابات بسيط في مكتب في وكالة إعلانات. وكان يعزي نفسه بأنه يعمل في مجال غير بعيد عن دائرة العمل الإبداعي الذي ظل يحلم به منذ أن كان طالبا في سنته الجامعية الأولى.



كان يومها في الثانية والثلاثين من العمر عندما قرر التخلي عن مواصلة عمل لا يحبه ولا يحقق فيه أي قدر من طموحه وأحلامه. وعند عودته لمنزله في ذلك اليوم بدأ في كتابة القصص التي ظل يحملها في داخله لزمن طويل.

وبعد كتابة يومية مستمرة على مدى ثمانية أشهر فازت مسرحيته "امرأة في مشهد حزين" بجائزة أدبية في مسابقة نظمتها صحيفة فنية في عام 1999. وتمكن بعد ذلك من الحصول على وظيفة مخرج مسرحي مع فرقة صغيرة. وفي عام 2005 تمكن من تأسيس فرقة مسرحية خاصة به باسم "ما بانغ جين"، وكان يخرج ويقدم من خلالها كل ما كتب من مسرحيات، لكن النتيجة لم تكن مرضية ودون التوقعات.
وظلت الفرقة على مدار خمس سنوات تقدم مسرحيات داخل مسارح بلا جمهور. ووقتها أحس المخرج "كو" أنه يقدم ما يحبه هو، لا ما يحبه الجمهور.
وفي عام 2010 بدأ "كو" العمل كمخرج فني في فرقة "كيونغ كي" المسرحية حتى يصبح قريبا من الجمهور. وبدلا من إخراج أعمال تجريبية وتجريدية يصعب فهمها ويقل فيها التفاعل الجماهيري، بدأ في إخراج أعمال سهلة الفهم ومسلية ومرتبطة بالحياة وفيها قدر من الإثارة والتشويق. وفي عام 2011 نالت مسرحيته "في يوم ذي سماء زرقاء"، جائزة أفضل مسرحية ونال هو لقب أفضل مخرج في المهرجان المسرحي لذلك العام.

"في يوم ذي سماء زرقاء" مسرحية تتناول أحداث حركة الثامن عشر من مايو المنادية بالديمقراطية في "كوانغ جو". وقد صورت المسرحية تلك الأحداث المأسوية المحزنة بشكل عاطفي جذاب ومؤثر، امتزجت فيه الضحكات بالدموع، والحزن بالفرح. الممثل "جونغ" يتحدث مرة أخرى عن قدرات ومهارات المخرج "كو".



وبعد نهاية تعاقده كمخرج فني في 2015، عاد إلى المسرح بمسرحيات رائعة تُظهر ما يتمتع به من قدرات ومواهب وخيال مسرحي فريد وأسلوب خاص. ومن بين مسرحياته الأخيرة مسرحية مميزة باسم "يتيم زاو" وهي مقتبسة من رواية صينية كلاسيكية بنفس الاسم.
اختار الاتحاد القومي للمسرحيين الكوريين المخرج "كو" كأفضل مخرج للعام 2015 عن مسرحيته "يتيم زاو" التي فازت كذلك بجوائز مسرحية أخرى في عدة مهرجانات كورية. المهارات المسرحية التي يتمتع بها المخرج "كو" أكسبته على مدى سنوات شهرة وجوائز وألقابا، لكن مسرحية "يتيم زاو" صارت إحدى أبرز وأشهر محطاته. الممثلة "كيم جونغ أون" التي لعبت دور ربة منزل متوسطة العمر في مسرحية "صورة كوريين"، تقول إنه مخرج قادر على تحريك مشاعر وقلوب المشاهدين.

تتكون مسرحية "صورة كوريين" من مشاهد وأحداث متسلسلة، وقد نجح المخرج "كو" في إضفاء جو سلس وخفيف على المسرحية مما جعل الجمهور قادرا على متابعتها باستمتاع، رغم أن المسرحية تحتوي على مشاهد عديدة مؤلمة. ويقول المخرج "كو" من خلالها إن اليأس لا يدوم طالما بقي هناك وجود للحب والعفو والغفران، وأن الألم لا يستمر مع وجود الأمل.

لا يعبأ المخرج "كو" بما وجدت أعماله المسرحية من تجاوب جماهيري وإشادة من النقاد، فكل تفكيره مركّز ومنحصر الآن فيما سيحقق وليده الجديد من نجاحات جديدة، فهو يؤمن بأن ما فات قد مات، وأن الحاضر والمستقبل هو ما يهم. انتهى

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;