الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

سنغ شي يون ، مايسترو أوركسترا فرقة كيونغ كي الموسيقية

2016-03-29

المايسترو سنغ معروفة بقدرتها على جذب التركيز الكامل لجميع أفراد الفرقة الموسيقية التي تتكون من مائة عازف ممن يتابعون بحرص واهتمام توجيهاتها ومهارتها الفريدة في القيادة.

أصبحت سنغ شي يون أول امرأة كورية تقود أوركسترا فرقة موسيقية كبرى في عام 2014 عندما تولت منصب مايسترو وقائد أوركسترا فرقة جيونغجي. قبلها صارت كذلك أول امرأة تتولى منصب مساعد مايسترو في أوركسترا فرقة سيول عام 2009 وفي 2007 تولت مهمة مساعد مايسترو أيضا في أوركسترا سيمفونية بوسطن الشهيرة. نجحت الموسيقية الموهوبة في تخطي كل تلك الحواجز التمييزية ضد المرأة بسبب عزيمتها وإيمانها بقدراتها. تعالوا بنا نتعرف أكثر على المايسترو التي اختارت السير في ذلك الطريق الصعب بدلا عن حصر مساعيها على تحقيق حلم طفولتها في تصبح عازفة بيانو مشهورة.



ولدت سنغ سي يون في بوسان ونشأت طفلة مرحة ومليئة بالحيوية وتحب اللهو والنشاط ولا تعود لمنزلها إلا بعد غروب الشمس. وذات مرة عندما استمعت لعزف على البيانو جذبها ذلك الصوت وألحت على والديها أن يسمحا لها الالتحاق بدروس بيانو وهكذا بدأت علاقتها مع عالم البيانو.

عندما طلبت تلك الصبية المتوحشة من والديها إلحاقها بمدرسة تعليم بيانو كانت أمها هي الوحيدة التي ساندت رغبتها. كانت أمها تحلم في صباها وشبابها الأول بأن تصبح مطربة غناء كلاسيكي لكن ظروف الأسرة المالية والمعيشية حالت دون ذلك. لهذا كانت الأم تتفهم شعور طفلتها ولا تريد لحلمها أن يجد ذات المصير. وربما أرادت أن تحقق في طفلتها حلمها القديم الذي وأدته ظروف الأسرة. أبرزت الصغيرة شي يون مهارة ممتازة في العزف على البيانو. وعندما بلغت سن الـ13 قدمت حفلها الفردي الأول. وبعد تخرجها من مدرسة سيول الفنية الثانوية سافرت إلى زيورخ في سويسرا عام 1994 لمواصلة الدراسة لكن مكوثها في سويسرا قادها إلى عشق جديد.
وقادتها إصابتها بجرح في الأصبع إلى تحقيق حلم قديم ظل يراودها منذ أن كانت تلميذة في المدرسة الابتدائية وهو الالتحاق بجامعة برلين للفنون. اتضح هناك أن المشكلة تكمن في كل أصابعها وليس أصبعها المصاب وحده.
رغم شعورها بأن أصابعها قد خذلتها إلا أنها لم تركن لليأس وكانت تجد السعادة والراحة في ما تقدم من موسيقى. وعندما بلغت الخامسة والعشرين من العمر طرح عليها أستاذها مقترحا جديدا وجدته يستحق التأمل.



ومنذ ذلك الوقت قررت "شي يون" أن تصبح قائد أوركسترا لا يكتفي بقيادة فرقته فقط بل يغوص فيها ويصبح لها مثل الروح والدينامو والمحرك. التحقت بعد ذلك بمدرسة هانس إيسلر للموسيقى في برلين لدراسة قيادة الفرق الموسيقية. نذرت نفسها تماما للدراسة خلال السنوات التي قضتها في تلك المدرسة بحيث لم تكن تنام سوى ثلاث ساعات فقط في اليوم.
وأثمر جهدها الصادق وعزيمتها الصلبة عن عدة نجاحات وإنجازات منها المركز الأول في عام 2006 في مسابقة "سير جورج سولتي" لقادة أوركسترا الفرق الموسيقية وحصولها على الجائزة الثانية في مسابقة " جوستاف ماهلر" عام 2007 حيث تم حجب الجائزة الأولى لاعتبارات رأتها اللجنة المنظمة، وفي غيرها من المناسبات والمهرجانات التي أبلت فيها بلاءً حسنا خاصة مسابقة "سولتي" التي كانت بمثابة بوابة انطلاق حقيقي لها.



وذهبت للمعاينة دون أن تضع احتمالات كبيرة للفوز لكنها اجتازتها بنجاح. بوابة الدخول لسيمفونية بوسطن والتي كانت مغلقة لزمان طويل أمام الإناث انفتحت أخيرة أمام المايسترو الكورية الشابة. لكن حتى بعد دخول تلك المؤسسة الموسيقية العريقة والمتميزة كان عليها أن تخوض معارك ضد التمييز والقيود خلال الأعوام الثلاثة التي قضتها كمايسترو مساعد والتي كانت الأكثر مشغولية وازدحاما في حياتها.
حياة مرهقة وسفر مستمر بين بوسطن وسيول على مدى أعوام ثلاثة متتالية. وفي العام 2014 تم تعيينها لقيادة أوركسترا فرقة جيونغجي الموسيقية. كان الأمر يمثل تحديا جديدا لها. كان منصب المايسترو قد تُرك خاليا لمدة ستة أشهر مما أحدث نوعا من الخلل والتفكك والتراخي في الفرقة المفتقرة للقيادة الفاعلة. قررت أن يكون عملها الأول هو ترتيب البيت من الداخل وإعادة تأهيل أعضاء الفرقة نفسيا وذهنيا وروحيا.
ومع وجود علاقة تواصل وانسجام وتآلف صارت موسيقى الأوركسترا أكثر حيوية وعادت الفرقة التي ظلت في حالة توقف لمدة نصف عام أكثر ألقا وتوهجا. كانت أول مقطوعة للفرقة بعد عودتها هي سيمفونية جوستاف ماهلر الثانية "انبعاث".
وفي يونيو الماضي كانت فرقة كيونغ كي هي أول فرقة كورية تقدم حفلا في اكبر قاعة للموسيقى الكلاسيكية المتخصصة في برلين. تضمّن الحفل تقديم الأغنية الكورية الشعبية الفولكلورية الخالدة " أريرانغ" أمام جمهور ألماني بلغ تعداده ألفين ومئتين مشاهد.



وطوّعت المايسترو الكورية سنغ شي يون كل ما جابهها من تحديات وقيود وقدمت بنجاح أعمالا موسيقية عالمية جديدة متجددة مثل سيمفونية سيزمانوسكي الرابعة "سينفونيا كونسيرتانت" للمرة الأولى في كوريا ورائعة منديلسون " إيليا". اكتشفت وقدمت كذلك مجموعة من المقطوعات والمعزوفات البديعة التي لم يكن الجمهور الكوري يعرف شيئا عنها من قبل.
وصارت أوركسترا جيونغجي شيئا جديدا ومختلفا تمام بعد أن آلت قيادتها للمايسترو سنغ شي يون. وبعد أن تم التجديد لها لعامين آخرين فهي عازمة على مواصلة الارتقاء والتحليق في عوالم الموسيقى الكلاسيكية فهي لا تستطيع أن تعبّر عن حبها للموسيقى إلا من خلال أوركسترا تشاطرها نفس الرؤية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;