الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

أسماء كورية

2016-09-27

أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج الأسبوعي "أسماء كورية" الذي نستعرض فيه بعض الشخصيات الكورية البارزة في المجال الثقافي. واليوم نتحدث عن مبدع محتويات ثقافية وجماعة تحمل "اسم الشحن العاطفي". لحظات ونوافيكم بالتفاصيل.
مؤثر
في أمسية خريفية منعشة، بدأ عدد من المراهقين والشباب في التدفق على غرفة المحتويات الخاصة بالمجموعة المسماة "الشحن العاطفي" والتي تقع في منطقة "يون نام دونغ 연남동" في سيول. هؤلاء الشباب جاؤوا وهم يحملون في داخلهم مشاكل وهموما لحضور هذا الاجتماع الخاص بالمجموعة بعد استيفاء الشرط الوحيد للمشاركة، وهو حضور العضو بمفرده فقط.
مؤثر
مراهقون وشباب في مقتبل العمر يتحدث كل واحد منهم عن همومه ومشاكله وكل ما يزعجه ويسبب له القلق وما يرتبط بأسرته ومستقبله وحياته الاجتماعية خلال الاجتماع الذي بدأ في السابعة مساء وانتهى في العاشرة ليلا.
ش3) شاب: كان والدي يسالني منذ أن كنت تلميذا في الصف الثامن عما أحلم بأن أكون عليه في المستقبل. كنت دائما أفكر في الإجابة الحقيقية التي كنت أريد أن أجيبه بها، لكنني ما زلت أبحث وما زلت حائرا في إيجاد تلك الإجابة. حتى بعد أن دخلت الجامعة لا أعرف الإجابة الصحيحة عن ذلك السؤال.



شابة: أنا إنسانة عادية بدأت دراسة الهندسة لكنني أعيش حياتي دون هدف محدد. عندما بدأت أبحث عن عمل مناسب لم تسر الأمور على ما يرام. لا أعرف إذا كان الأفضل لي الالتحاق بشركة كبيرة أم أن أحاول صنع خيارات أخرى خاصة بي.
أفرغ كل واحد من الحاضرين همومه ومشاكله وتحدث عنها بصراحة ودون خوف أمام الآخرين الذين لم يعرفهم من قبل. ربما يشعر الواحد منهم بالحرج أو الخجل في البداية، لكنه سرعان ما تغلب على حرجه، واستغرق في عرض مشاكله بكل تفاصيلها وكما يحس بها تماما، وهو ما جعله يشعر بشكل من الراحة والتخلص من هموم ثقيلة كانت تعكّر عليه حياته.
ش4) شاب: سئمت من تكرار المحاولات. أريد التنفيس عن همومي. أردت الحديث عن كل متاعبي النفسية. تفهّم الجميع كل ما قلت وتعاطفوا معي وواسوني وأعطوني ما لديهم من نصائح. كان اجتماعا مفيدا، وأشعر بأنني أحسن حالا الآن.
شاب: أنا شخص خجول وانطوائي وأتهيّب الحديث أمام الآخرين، لكنني نجحت اليوم في الحديث عن مشكلتي بكل صراحة وطرحت كل ما بداخلي دون خوف كما كان يحدث عادة. شعرت بأنني صرت أكثر تفهما لمشكلتي وأكثر قدرة على علاجها.
ربما لم يجد أكثر الحاضرين في تلك الليلة كل الإجابات المناسبة والحاسمة على كل ما لديهم من هموم وتساؤلات، لكن كل واحد منهم شعر بعد تفريغ ما بداخله من مشاكل والتحدث عنها بصراحة ووضوح، بأنه في وضع نفسي أفضل مما كان عليه قبل حضور ذلك الاجتماع.
مؤثر
مؤسسا هذه المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "الشحن العاطفي" وأحيانا الاسم المختصر "عواطف" هما "لي جيه صون 이재선" و"بيو سي هيونغ 표시형" وهما شابان عاديان في العشرينيات من العمر، يقومان بتطوير وإنتاج محتويات على شكل بطاقات تحتوي على صور ورسومات وكتابات وأمثلة وحِكم وحكايات قصيرة تدعو للتفاؤل، ويضعونها على مدونتهم في فيسبوك. وقد شعروا بأن تقديم مثل تلك الخدمة الإلكترونية هي الوسيلة الناجعة للتعامل مع الشباب والمراهقين وتنويرهم وتبصيرهم بالكيفية التي يمكنهم بها الانتصار على مشاكلهم وعُقدهم والتعبير عن مسببات حزنهم وغضبهم. الكثير من الشباب صاروا يشعرون بالتقدير والعرفان لما قام به هذا الثنائي، وكان ذلك واضحا من خلال عدد المسجلين المشاركين في صفحة ثنائي الشحن العاطفي في فيسبوك الذي زاد عن 450 ألف مشترك خلال عامين فقط.
ش5) شاب: في كل مرة ازور فيها الموقع أجد ما يشدني ويجذب اهتمامي. جميل أن تجد شخصا يقف بجانبك ويشد من أزرك ويطلب منك ألا تحزن وألا تستسلم لليأس وأن تكون شجاعا وقويا وصامدا حتى النهاية.
شاب: كلما قرأت بطاقة إلكترونية جديدة كلما ألهمتني قوة وطاقة وحيوية. تعلمت أن الحياة لا يمكن أن تخلو من مصاعب ومشاكل لكن يجب أن نتعلم كيفية مواجهتها وتطويعها.
يقف الثنائي لي وبيو مساندين للشباب لمساعدته في تجاوز كل ما يعتري طريقه من أزمات ومخاوف وعثرات وذلك من خلال كروت وبطاقات إلكترونية حتى صاروا أيقونات من الحكمة والتنوير لكثير من الشباب رغم أنهما حتى قبل عامين فقط كانا مجرد شابين عاديين هائمين في الحياة يبحثان عن الطريق الصحيح دون هدف أو وجهة محددة.
مؤثر
اليوم الأول من العام الميلادي الجديد 2014 كان بالنسبة لهما يوما لا يُنسى. كان هو اليوم الذي أنهيا فيه الخدمة العسكرية وعادا لاستكمال الدراسة الجامعية. ثم بدءا في البحث عن عمل مناسب دون أن يكون لديها فكرة أو تصور عمّا يريدان. كان المستقبل يبدو بالنسبة لهما ضبابيا وغامضا. عن ذلك يقول لي:
ش6) لم أكن أعرف ما أريد وليس لديّ أي تصور للعمل الذي أبحث عنه. سي هيونغ كان صديقي الوحيد الذي يفهمني وأفهمه، ونفهم سويا مشكلتنا الحقيقية. قال إننا يجب أن نعرف أنفسنا ونعرف ماذا نريد ونضع لأنفسنا هدفا نسعى سويا لتحقيقه. قررنا فتح حساب مشترك في فيسبوك. وظللنا نبحث عن المحتويات المناسبة التي يمكن نشرها من خلال ذلك الحساب.
كان دافعهما شخصيا، وهو الرغبة في عمل شيء مفيد لمواجهة الواقع. وبعد شهر من التجهيزات رفعا أول موضوع لهما تحت عنوان "الأولوية للحلم أم للمال". كان الموضوع مرتكزا على بحث لأستاذ إدارة الأعمال في جامعة هارفارد الأمريكية "مارك ألبيون Mark Albion" تناول فيه حياة شباب ينتمون لمجموعتين، مجموعة باحثة عن المال والثروة، ومجموعة تسعى لتحقيق ما كانت تحلم به منذ الطفولة. وقد توصل البروفسور الأمريكي من خلال بحوثه إلى أن أكثر افراد المجموعة الحالمة نجحوا في تحقيق أحلامهم، في حين فشل أكثر الطامعين في جني المال في تحقيق ما يريدون. وكان واضحا أن لي وبيو من فرقة الحالمين.
ش7) يمكن أن نصف موضوعنا الأول بأنه ذاتي. كانت محتوياتنا في البداية تنطلق دائما من منطلقات ذاتية. كان هدفنا هو الترويج لقيمنا وأفكارنا الخاصة وإثبات أنها الصحيحة. كانت أغلب الحلول التي نتصورها للكثير من المشاكل هي من بنات أفكارنا ومن حصيلة حكاياتنا وتجاربنا الشخصية.
وبعد عدة أشهر، وبعد العديد من الموضوعات المدعمة بالأرقام والإحصائيات، رفعا ملصقهما الثالث الذي وجد رواجا وتفاعلا هائلا وسط الشباب.
ش8) في البداية كنا نهدف لنحو ألف "لايك" لكل موضوع. نشرنا عدة موضوعات عن قصص معروفة للكثيرين مثل قصة نجاح "جيه كيه رولينغ J. K. Rowling" في كتابة قصص هاري بوتر، لكننا كنا نعرضها بشكل جذاب وبلغة سهلة. وكنا نتلقى عددا هائلا من التعليقات على صفحتنا.
وكان كل ذلك التفاعل دافعا لهما للحرص على المزيد من خلال مضاعفة الجهد والمثابرة.
ش9) كنا نشعر بالإجهاد والتوتر. وكنا نحرص على إبداع المزيد من المحتويات وعلى المحافظة على كل ما حققنا من تطور، مع الالتزام بالمعايير التي وضعناها لأنفسنا. بدأنا نشعر بأن ما نقوله وننشره ليس مجرد تسلية وإنما هو مسؤولية أخلاقية وتربوية، خاصة بعد أن تأكد لنا أن ما ننشر قد أسهم في تغيير حياة البعض.
مؤثر
كان التجاوب واسعا وملحوظا. وبعد أن زاد عدد المشتركين في صفحتهما على فيسبوك، أصبحت هذه الصفحة تحقق إيرادات مالية. وقد حصل الصديقان على استثمارات مبدئية لفتح شركة واستأجرا مكتبا واثنين من الموظفين لإدارة المكتب.
ش10) لي: شعرنا بالاعتزاز عندما وجدنا ما نطرح من قيم وأفكار يعود علينا بفائدة مادية.
بيو: كان أمرا مثيرا. كنا نريد موردا ماليا ثابتا يساعدنا على إكمال ما بدأنا من نشر لأفكار وقيم وعواطف وأحلام. هناك قصص عن أشخاص باعوا أحلامهم وعواطفهم من أجل المال والثروة لكننا كنا نريد نشر محتويات تجد الاحترام والتعاطف من الكثيرين وأن تكون مصدرا لنا للحصول على المال اللازم للاستمرار. ولهذا سعدنا بتحقق ما كنا نصبو إليه.
مؤثر
وقد كانت الكتب من الموضوعات الأخرى التي حرصت عليها مجموعة "عواطف". وقد تعاقدت مجموعة من دور النشر مع الصديقين من أجل إنتاج واستعراض محتويات نقدية ثقافية. كانت لديهما معايير صارمة حول نوعية الكتب التي يعرضونها وموضوعاتها وقيمها وأفكارها. ومن ثم، أصبح العديد من الكتب التي عرضتها صفحتهما ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعا. الكاتب "هال إيلرود Hal Elrod" مؤلف كتاب "صباح المعجزة" سعد كثيرا برواج كتابه بشكل هائل في كوريا بعد أن تم استعراضه بواسطة مجموعة "عواطف" مما دفعه لتسجيل فيديو وجّه من خلاله رسالة مؤثرة لكل أعضاء المجموعة.
مؤثر
الشريكان الصديقان يتقيدان بنفس المعايير الصارمة عند إنتاج المحتويات الخاصة بهما. لكنهما في نفس الوقت يحرصان على إتاحة الفرصة لأشخاص عاديين لابتداع محتوياتهم الخاصة وذلك من خلال مشروع صار يحمل اسم "مشروع حلم المؤلف"، مثلما قاما به مع الآنسة "جو مون جونغ 조문정":
ش12) كنت أؤمن بأن الإنسان لا يمكن أن يتغير. كنت سلبية ومتشائمة. لكن تفكيري تغير عندما قرأت ملصقا خاصا بمجموعة الشحن العاطفي. كان الملصق عن أشخاص نجحوا في قهر كل ما واجههم من عقبات وحواجز. تبين لي أنني على خطأ، وأنني قادرة على تغيير نفسي، وأن أجعل من نفسي شخصا إيجابيا متفائلا مقبلا على الحياة. كل ذلك حدث بعد اتصالي بمجموعة عواطف.
وتقول جو إن هذه المجموعة ألهمتها تغيير مسارها، وأنها حملت شحنة ضخمة من العواطف بسبب الصديقين لي وبيو.
ش13) العاطفة وقود يمكن أن يشحن أي شخص لجعله قادرا على الانطلاق في الطريق الصحيح ونحو الهدف المنشود.
مؤثر
مرت ثلاثة أعوام منذ أن بدأت مجموعة الشحن العاطفي في الترويج لمحتوياتها الإيجابية. ورغم وجود حواجز وقيود إلا أن الصديقين عازمان على مواصلة المسيرة.
ش14) العاطفة وقود لشحن العزم وخلق الرغبة في التغيير الشخصي والمجتمعي. التغيير المجتمعي ممكن عن طريق الإيمان الفردي والشخصي بأهمية وإمكانية التغيير. عندما يتغير الفرد يصبح من الممكن تغيير المجتمع بل والعالم بأسره. نحن وجميع أعضاء مجموعتنا مؤمنون بذلك. نحن ننثر بذور الأمل ونسعى لحصاد وفير نحو الأفضل.
"لي جيه صون" و"بيو سي هيونغ" يحلمان بمجتمع يستطيع فيه كل مواطن بسيط تحقيق ما يحلم به. ومن أجل ذلك، تعاهد الصديقان على الاستمرار في الكتابة والإبداع ومواصلة نشر الرسائل الملهمة التي تؤكد لكل شخص أن التغيير إلى الأفضل ممكن دائما. انتهى

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;