الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

"إيم ديه شيك 임대식" صاحب صالون فني ومدير فرقة "فنانو يون هي دونغ"

2016-10-18

في التاسعة من مساء كل يوم أحد من كل أسبوع ولمدة ساعة، يتم عبر برنامج التواصل الاجتماعي الكوري "تلفزيون أفريقيا Africa TV" بث عرض لمزاد فني خاص يطلق عليه اسم "راديو الفن" أو "ART RADIO". والطريقة الوحيدة للمشاركة في ذلك المزاد هي طرح تعليقات حية في أثناء بث البرنامج الذي يُفترض أنه الأول من نوعه لتنظيم مزادات فنية إلكترونية على الهواء تعتمد فقط على تعليقات المشاركين.
وخلال الحلقة التي تم بثها يوم التاسع من أكتوبر، قام الفنان "بارك إي وان 박이원" الذي عمل في أستراليا لمدة عشرة أعوام، بعرض لوحته "مياه صفراء في المنزل".



اللوحة التي بدأ المزاد عليها بثمن 265 دولارا، تم بيعها بمبلغ 360 دولارا، وهو مبلغ يقل كثيرا عن السعر الحقيقي للوحة في السوق التقليدية الذي يقدره الخبراء بنحو 1300 دولار. ورغم ذلك، فقد بدا الفنان بارك سعيدا بمشاركته في تلك التجربة المتميزة لأنه استمع للعديد من التعليقات والملاحظات التي أبداها المشاركون في المزاد على عمله الفني بشكل عفوي صادر من القلب.
الشخص الذي ابتدع هذه القناة المدهشة للتواصل بين الفنانين والجمهور هو "إيم ديه شيك" مؤسس الصالون الفني "آرتيتين Artetain".

و"إيم ديه شيك" هو رسام ومدير فني وصاحب صالة فنية صغيرة في زقاق خلفي في ضاحية "يون هي دونغ" في سيول منذ عام 2014. وكان همه الأول والأخير دوما هو نشر وترويج الأعمال الفنية المختلفة وسط أكبر عدد ممكن من الجمهور، وأيضا فتح السوق الفنية أمام كل الفنانين، للالتقاء بالجمهور المهتم بالفن.
تقع الصالة الفنية الخاصة بالفنان إيم ديه شيك في شارع مزدحم بالمطاعم والمقاهي والحانات وهي تحمل اسم "صالون آرتيتين" إذ أنه يفضل اسم صالون على اسم صالة.

وعلى خلاف الصالات الفنية التقليدية، فإن صالون الفنان إيم لا يحتوي على أي ديكور داخلي ثمين ومترف ولا حتى على لافتة. يبدو الصالون مثل مقهى شعبي تتوسطه منضدة واسعة ويمكن للزائر تناول بعض القهوة كضيافة مجانية. وعند فتح المزاد وبيع أي قطعة فنية فإن الفنان صاحب اللوحة ينال 70% من القيمة وينال الصالون البقية.

إيم ديه شيك شخص يٌقدر الحق الفني والقيمة الأدبية لكل فنان خاصة الشباب والمبتدئين والموهوبين الحالمين بالشهرة. لهذا فقد خصص زاوية في صالونه للفنانين الشباب والصاعدين باسم " المسرح".



تمت دعوة الفنان "يو يونغ صون" للظهور في الحفل الافتتاحي لعرض قصته كنموذج للنجاح والكيفية التي يمكن التغلب بها على اليأس. فبعد أن كان على مشارف حرق كل أعماله الإبداعية ساعده "مدخل" الأستاذ إيم ديه شيك في صالونه الجديد لتغيير حياته. ولذلك فقد استجاب الفنان "يو" للدعوة بكل ترحاب وأبدى حماسا شديدا للمشاركة فيها.

وصار إيم ديه شيك، كفنان موهوب ومبدع وصاحب رؤية فنية إبداعية خاصة، مثل نبراس يقود الفنانين المبتدئين والشباب إلى عالم النجاح والتطلع والحلم والأمل، ومصباح يضئ الساحة الفنية الكورية بأسرها ويسهم في إعادة تشكيلها.

تخرج في كلية الفنون، لكنه تخلى عن الرسم بعد أن عايش على الطبيعة ما يتعرض له الرسامون في كوريا من استغلال بشع لجهودهم وتبخيس لمواهبهم وقتل لأحلامهم بسبب النظم والممارسات الجائرة في السوق الفنية في كوريا. وبسبب ما أصابه من إحباط، سافر للولايات المتحدة الأمريكية وعمل في صالة فنية لمدة عشرة أعوام تعلم خلالها الكثير من أسرار وخفايا العمل الفني المهني المتخصص.

الفنان يركز على الجانب الإبداعي، والمدير الفني للصالة على اكتشاف المواهب الشابة وتنظيم المعارض الفنية، أما المتعهد فكل همه ينصب على الجانب الترويجي التسويقي والربحي التجاري. كل فئة من الفئات الثلاث لها همومها واهتماماتها ودائرة تركيزها وتخصصها. و"إيم ديه شيك" كفنان ومدير فني ومتعهد، يحاول خلق مثل ذلك النظام المثالي في كوريا.

وفي مسعاه لإدارة صالته الفنية على أفضل شكل، صادف إيم ديه شيك أزمات وفرص في نفس الوقت. فخلال الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم في عام 2008 تعرض للإفلاس، وعندما عاد لكوريا في عام 2011 أصيبت حالته الصحية بانتكاسة نتيجة للصدمة النفسية التي تعرض لها. وعاش لبعض الوقت مريضا مفلسا حتى بدأت تلوح في الأفق نقطة ضوء وفرصة لامتلاك صالة فنية خاصة به.

وبدأ إيم في دراسة وتحليل وتشريح كل ما شاهده في سوق الفن في كوريا واتجاهاتها وتوجهاتها على مدار ثلاثة أعوام. وفي عام 2014 بدأ في تأسيس صالته الفنية الخاصة. لم يكن الأمر سهلا ولا حتى متاحا في البداية من الناحية المالية، ولهذا قرر أن يبدأ بمشروع فني تعليمي صغير. وبسرعة بدأ الكثير من الفنانين التوافد على مكتبه وامتلأ جدار المكتب بالعديد من اللوحات مما جعل المكتب أشبه بصالة فنية.

تحوّل المكتب إلى صالون بشكل تلقائي حيث وجد فيه الكثيرون من محبّي وعشاق الفن ضالتهم المنشودة.

عندما يكون هناك جامعو أعمال فنية برؤية جادة وتوجه صادق وإدراك سليم لطبيعة ذلك المجال تصبح السوق الفنية قابلة للتطور والنمو الصحي. وهذه هي الرؤية التي يحلم بها الفنان والخبير إيم ديه شيك ويبشّر بها كل يوم أحد عبر البثّ الحيّ لـ"آرت راديو". الفنان "لي سانغ وان" يتحدث عن بعض ما يقوم به إيم ديه شيك من جهود.

رسالته في صالونه الفني هي مساعدة المبدعين على تنفيذ أفكارهم الإبداعية بشكل عملي جيد. وفي سبيل تجسيد ذلك قام بتأسيس وتنظيم برامج وخطط لتدريب وتعليم جامعي الأعمال الفنية ومديري صالات العرض بأقل تكلفة ممكنة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;