الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

الناقد الفني الثقافي "تشيه كيو صونغ 최규성"

2016-10-25

صوت موسيقى يصدر من جهاز قديم لتشغيل الاسطوانات، وإبرة الجهاز تلامس سطح الاسطوانة الدائرة. عند التركيز على سطح الاسطوانة وهي تدور، يبدو وكأن بمقدورنا النظر إلى الموسيقى المنبعثة من الجهاز ولمسها باليد. وربما تَصدر بين الحين والآخر شروخٌ في الصوت، لكن هذا يفجر الكثير من الشوق والحنين للزمن القديم.

أجهزة تشغيل الاسطوانات القديمة هي رموز عاطفية لزمن راح وتبدّل بعد أن حلت محلها أجهزة الموسيقى الرقمية، ولكن ما زال هناك الكثيرون ممن يحتفظون لها بكل ما ظلوا يحملونه لها من محبة وتقدير، ويحافظون على جمعها كتراث وذكريات جميلة وممتعة، ورمزٍ لزمن جميل وباقٍ في القلوب. ومن بين هؤلاء: الفنان والناقد الفني والثقافي "تشيه كيو صونغ" الذي نظّم في الثامن من أكتوبر الجاري حفلا حواريا خاصا بظهور أول اسطوانات موسيقية للبوب الكوري.
وخلال الحفل، استمع الجمهور الحاضر للكثير من الحكايات والذكريات والنوادر والطرائف المرتبطة ببعض الألبومات الغنائية التي ظهرت في ذلك الوقت والتي اختفت من الأسواق أو صارت نادرة الوجود.
الأصوات التي تصدر عن اسطوانات قديمة تجاوز عمر بعضها أكثر من خمسين عاما، قد تصبح مليئة بالشروخ، لكن ذلك ما قد يثير المزيد من الأشجان والأشواق القديمة.



المتحدث الرئيسي في ذلك الحفل الحواري هو الناقد الفني الموسيقي "تشيه كيو صونغ" الذي كان من محبي وعشاق الموسيقى الشعبية الكورية منذ بداياتها الأولى، والذي شهد وتابع عبر أكثر من خمسين سنة كل التطورات في هذا المجال من التوهج والانتشار وحتى التراجع والاضمحلال، وظل يحتفظ بالكثير من الوثائق والصور والاسطوانات وغيرها. وفي عام 2014 بدأ في تسخير كل مصادره من أجل جمع كل ما يتعلق بذلك التراث في كتاب كبير يتكون من أكثر من خمسمائة صفحة.

تتكون مجموعته من أكثر من ألف اسطوانة وألبوم، من أول اسطوانة كورية، وحتى آخر اسطوانة للفنان الاسطوري "جو يونغ بيل" بعنوان "هللو" في عام 2015. وقد اختار من بين مجموعته النادرة حوالي خمسمائة عمل فني اعتبرها الأهم والأكثر انتشارا وشعبية، وجمعها في كتاب يشتمل على قصة وخلفية كل واحد منها معززا بالصور والمقابلات والقصاصات الصحفية، وهو ما أضفى على الكتاب الكثير من الحيوية. وصار "تشيه كيو صونغ" شخصية لامعة ومطلوبة هذه الأيام مع انتشار البوب الكوري من خلال الموجة الكورية "هاليو".

يقود "تشيه" معهد البحوث الخاص بموسيقى البوب الكوري كمستشار وخبير ومؤسس لأول متحف متخصص في هذا المجال، وكعضو في لجنة الاختيار المسؤولة عن تقديم الأوسمة والجوائز الخاصة بالموسيقى الكورية. فهو فنان نذر حياته من أجل تطوير فن غناء البوب في كوريا رغم أنه لم يكن مغنيا أو ملحنا ولا حتى شاعرا غنائيا معروفا.



"تشيه كيو صونغ" من مواليد "كانغ نُنغ"، ولم يتعرف على عالم الاسطوانات إلا في عام 1973 عندما بدأ ذلك العالم يجد هوى متزايدا في نفوس الشباب والمراهقين في ذلك الوقت عبر الراديو الذي كان المصدر الوحيد المتاح وقتها للكثيرين.
ومن يومها بدأ اهتمامه بجمع الاسطوانات والاستماع لها.
أجبر نفسه على تناسي كل ما يتعلق بعالم الاسطوانات بعد تلك الحادثة. لكن يبدو أن ذلك العالم ظل يعشعش في خياله كقدر ومصير. وبدأ العمل كصحفي في المجال الثقافي والفني، حيث كان يقوم بتغطية العديد من المناسبات الفنية والثقافية وإجراء مقابلات مع فنانين وأدباء ومثقفين، وجعله كل ذلك على مقربة من فن البوب الكوري، وقاده إلى أن يلتحق بمجموعة موسيقية إلكترونية كلفته بجمع معلومات وبيانات وكتابة مقالات فنية وموسيقية وغنائية.
اكتشف "تشيه" أن ارتباطه بعالم الاسطوانات لم ينفصم، وبدأ من جديد في عملية جمع الاسطوانات الموسيقية مرة أخرى، الجديد منها والقديم.
لم تقتصر الأشياء التي حرص تشيه على جمعها على الاسطوانات وحدها، وإنما على كل ما يرتبط بها وبموسيقى البوب من مجلات وصور وملصقات وغيرها. وأجرى مقابلات شخصية مع عدد كبير من الموسيقيين والمغنيين والمطربين والملحنين والشعراء والعاملين في صناعة موسيقى البوب. وبلغ عدد ما جمع من مقتنيات عشرين ألف اسطوانة، ومائة ألف مادة ذات صلة بالبوب الكوري.

أول اسطوانة تم تسجيلها في كوريا كانت في عام 1958 ضمن سلسلة اسطوانات بدأ تسجيلها بواسطة هيئة كي بي إس.
ومن الأشياء الجديرة بالذكر أيضا أن الكثيرين كانوا يظنون أن أول ألبوم فولكلوري كان للثنائي التوأم " فوليو Folio" في عام 1969، غير أن "تشيه" اكتشف أن هناك من سبقهما، وهي الفرقة الرباعية "الإخوة آريرانغ" بقيادة "صو سو نام 서수남" في عام 1964.
"هان ديه سو 한대수" هو أحد أساطين الفن الكوري الفولكلوري. وعلى خلاف كل الألبومات الموسيقية التي صدرت من قبل، كان ألبومه الموسيقي الصادر في عام 1974 مرتكزا على ثقافة الـ"هيبي hippie "، حيث ظهر بشعر رأس كثيف ومتدلٍ حتى الظهر، مع صراخ متواصل بصوت أجش، ويرتدي بنطلونا ممزقا، وهو شكل مختلف تماما عن شكل التوأم الأنيق ذي الصوت الناعم اللطيف "فوليو". وكانت أولى أغنيات "هان" بعنوان "اسقني ماءً"، وهي ذروة نجاحه الفني.

ويُعتبر "شين جونغ هيون" هو مبتدع غناء الروك في كوريا عندما قام أنشأ فرقة روك اسماها "آد فور Add Four " وطرحت أول ألبوم لها في عام 1964 بعنوان "امرأة تحت المطر".

ويمتلك "تشيه" أول ألبوم صدر في 1962 لأول مطربة طفلة في كوريا كان عمرها ست سنوات وهي "ها تشون هوا 하춘화" التي تحتفل بعيد ميلادها الستين هذا العام.
ومن بين أكثر من عشرين ألف البوم يمتلكه "تشيه"، هناك أغنية واحدة تحديدا تؤثر فيه دائما بشكل شخصي، وهي أغنية "كيم كوانغ سوم" بعنوان "عندما اقترب من الثلاثين".

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;