الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

مصمم مكبرات الصوت المعدنية "유국일يو كوك ايل"

2016-12-13

مكبر صوت معدني تتوسطه نقوش على مكعب قطعة معدنية مستطيلة فضية اللون يعرف باسم " أفقي ورأسي". قطعة فنية رائعة وأنيقة من تصميم الفنان يو كوك ايل. سماعتان بشكل مكعبين يواجهان الجهاز الموسيقي بالقرب من الكنبة الطويلة داخل الغرفة.
عند الضغط على زر التشغيل في الجهاز الموسيقي يمكن سماع رنين أجراس الكنائس، صوت ينبعث من بعيد وآخر ينطلق عن قرب، وكأنك وسط أي مدينة أوربية في منتصف النهار.

من الواضح إننا نستمع للموسيقى من خلال مكبرات الصوت. لكن الغريب في الأمر إننا نشعر وكأن الموسيقى تنبعث من مكان آخر مختلف عن مكبرات الصوت.

الموسيقى التي تنبعث من مكبرات الصوت تجعل كل من يستمع للموسيقى وكأنه جالس داخل مسرح يستمع لفرقة موسيقية حقيقية أمامه. مكبرات الصوت التي يصممها الفنان "يو" مصممة بحيث تجعل المستمع يرى ويشاهد صوت الموسيقى.

بدأ بيع مكبرات الصوت المصممة بواسطة الفنان "يو" في صالة غالاري بيج منذ الثلاثين من نوفمبر الماضي تحت اسم " مكبرات الصوت المعدنية من تصميم يو كوك ايل". والصالة مليئة بعدد كبير من مكبرات الصوت الغريبة والتي يظهر فيها الابداع بشكل واضح ومنها مكبرات صوت تمنح الإحساس بالسمو والتحليق عبر السماوات والفضاءات ومدارات النجوم، وأخرى على شكل أحصنة طائرة، وواحدة على شكل آلهة إغريقية قديمة.

تَخصص يو في التصميم الفني والمعدني خلال دراسته الجامعية، وهو يعمل الآن كمصمم لمكبرات الصوت المعدنية منذ 23 عاما. وقد حصل على ثماني براءات اختراع واثنين وثلاثين علامة تجارية وشهادة دولية واحدة، إلى جانب العديد من الجوائز والأوسمة المتنوعة والتجديدية، كما شارك في عدد كبير من المعارض التجارية والفنية العالمية. ورغم أنه ظل مغمورا لفترة ليست بالقصيرة، إلا أنه اكتسب شهرة كبيرة، بل وصار المصمم الأشهر في مجال تصميم مكبرات الصوت المعدنية.
بدأ يو ممارسة الرسم وهو طفل في الرابعة من عمره وأظهر موهبة ونبوغا فنيا مبكرا. أحب الفن والموسيقى منذ طفولته والتحق بمدرسة فنية وبعد أن تخرج في الجامعة تخصص في دراسة علم الأصوات كناقد .

كان يذهب للأسواق الإلكترونية لشراء أجزاء وسماعات، ثم يقوم بتفكيكها وتركيبها بشكل متكرر يصل أحيانا لمئات المرات. وبعد ستة أعوام من العمل الشاق أسس شركته الخاصة في عام 1998 باسم "تصميم الصوت المعدني إم إس دي". وفي نفس العام أنتج أول جهاز مكبر للصوت خاص بالشركة.

لكنه كان مكبرا مختلفًا للصوت، ومتميزًا من ناحية التقنية والأناقة والجمال الفني والانسجام. وبعد مرور عدة سنوات سعى لاستعادة ذلك الجهاز ودفع أضعاف ثمنه الحقيقي. فقبل 15 عاما فقط كان "يو" شخصية مجهولة تماما.



مكبر الصوت المعدني ربما يكون ثقيلا بعض الشيء لكنه يصبح بقليل من الجهد والخبرة قادرا على إصدار أصوات شديدة النقاء. من أجل اكتساب الخبرة والمعرفة اللازمة سافر إلى ألمانيا لمشاهدة منتجات شركة " أكوتون" - أكبر شركات صناعة مكبرات الصوت في ألمانيا- عن كثب بهدف التعامل معها.

لم يستفد شيئا من تلك التجربة الأولى عبر كل تلك الرحلة الطويلة، لكنه ظل حريصا على التردد على ألمانيا كلما سنحت له الفرصة. واستمر كذلك على مدار ثلاثة أعوام، وفي العام الرابع قرر أن يتخذ القرار.

أخبرهم إنه قد تخلى تماما عن الفكرة التي ظلت تراوده في تأسيس شركة بالمناصفة مع الشركة الألمانية الرائدة. لكن المفاجأة كانت في أنهم هم من غيّروا رأيه وقرروا تشجيعه على فكرة الشراكة. ومن وقتها بدأ التعاون على قدم وساق.

لصناعة مكبرات الصوت الخاصة به كان يستعمل معدنا يعرف باسم " دورالومين" وهو عبارة عن مادة تستعمل في صناعة هياكل الطائرات. تستغرق عملية صنع مكبر الصوت تقطيع المعدن وتصنيع وتجميع 800 جزء مختلف. يبلغ وزن مكبر الصوت الواحد نحو مائة كيلو جرام، وهو ليس مجرد مكبر صوت أو سماعة، وإنما لوحة فنية فيها شموس وأقمار ونجوم وكثيرا من الأشياء والظواهر لما وراء الطبيعة.

والسبب الآخر الذي يجعل مكبرات صوت المصمم لي أكثر روعة، هو قدرتها على إخراج أصوات أصيلة وطبيعية.

من أجل توصيل الصوت الحقيقي والمادة التي ابتدعها الفنان الموسيقي والأداء الغنائي الأصلي ظل يو يركز على العمليات المتعلقة بالتنغيم ووزن وضبط الصوت.
يكون منهمكا في العمل أحيانا لمدة أسبوع أو عدة أسابيع متتالية عند القيام بضبط ووزن الصوت، وهو السبب في أن أعماله تتميز بالانسجام التام .

وقبل تركيب مكبرات الصوت في المكان المحدد يقوم يو بزيارة ميدانية للمكان حيث يقوم بدراسته وتفقده على الطبيعة لوضع التصور اللازم والمناسب لطبيعة المكان.

ويتدفق الموج على الساحل لينثر الرغوة البيضاء على الرمال وأنا أمشي فوق الشاطئ الرملي، وعندما أفتح عيني أجد نفسي جالسا على كرسي.

هذه هي قوة مكبرات الصوت المعدنية للمصمم يو. فمن أجل توصيل الصوت الأصلي والحقيقي فهو لا يكف عن الاستماع لصوت الطبيعة.
يقول المصمم يو إنه يستشعر التواضع والبساطة عندما يتعامل مع الأصوات، فالتواضع والبساطة هما ما يصنع مكبرات صوت تنقل وتوصل أصواتا حقيقية مستساغة وحالمة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;