الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الناس

"هو يون جونغ 허윤정" الأستاذة الكبيرة في الآلة الموسيقية الوترية الكورية التقليدية "كو مون غو 거문고

2017-01-03

يحمل العازف عصا صلبة بيده اليمنى ليعزف على أوتار آلة "كو مون غو"، التي هي عبارة عن لوح موسيقي مستطيل. الصوت القوي لعصا الخيزران التي تعرف باسم "سول ديه 술대" تجعل لجسم الآلة الموسيقية الوترية رنينا وأصداء قوية لتكشف عما بها من خواص خفية شبيهة بآلات النقر.



فرقة موسيقية تعرف باسم "الوتر الأسود" تستعرض تقنياتها الفريدة التي قلّما تُوجد في فرق الغوغاك الموسيقية التقليدية الأخرى. في يوم التاسع من ديسمبر، شهدت صالة فنية في منطقة "إي تيه وان" في سيول أصوات وأصداء صدرت من تناغم وانسجام بديع بين الآلتين الكوريتين التقليديتين: "كو مون غو" الوترية، و"ديه غوم" الشبيهة بالمزمار والمصنوعة من الخيزران، إلى جانب أنغام غيتار كهربائي.
فرقة موسيقى الجاز الكوري التقليدي "الوتر الأسود" تقوم بمزج وخلط الموسيقى الكورية التقليدية مع الموسيقى الغربية، غير أن آلة "كو مون غو" بالذات هي التي تطغى على بقية الأصوات، وهي التي تتملك كل حواس الجمهور. و"كو مون غو" آلة وترية، لكنها قادرة على تجسيد خواص عجيبة لا تتوفر في العادة إلا لآلات النقر، وبتلك الخواص، تكون قادرة على أسر الجمهور وجذبه أكثر من بقية الآلات.
وكانت العازفة التي أدهشت الجميع بذلك الشكل هي الفنانة "هو يون جونغ" التي أظهرت قدرات غير محدودة على الإبداع في العزف على آلة "كو مون غو". وكانت "هو" قد تخصصت في دراسة الرقص في بداية حياتها الجامعية قبل أن تتحول إلى دراسة العزف على تلك الآلة التقليدية سداسية الأوتار. وكنائبة لمدير فرقة سيول الموسيقية التقليدية، شاركت "هو" في العديد من الفرق الموسيقية الكورية التقليدية المهجنة. وفي عام 2007 التحقت ببرنامج إقامة فنية في الولايات المتحدة الأمريكية تابع لمؤسسة "روكفلر Rockefeller"، وفي عام 2015 تم اختيارها كفنانة العام في مهرجان "يو أو راك 여우락"، وهو مهرجان خاص بالموسيقى الكورية التقليدية. وفي العام الماضي أصدرت المؤسسة الموسيقية العالمية الألمانية المرموقة "آكت ميوزيك ACT Music " ألبوما لفرقة الوتر الأسود باسم "رقصة القناع" بقيادة العازفة "هو يون جونغ"، وصارت بذلك أول فرقة موسيقية كورية تقليدية تحظى بمثل ذلك الشرف. وتعتبر "هو" عازفة مبدعة ذات قدرة على اجتذاب وتحريك كل أحاسيس الجماهير من خلال ما تقدمه من موسيقى نابضة بالحياة.

كان والدها مخرجا مسرحيا معروفا، وهو مؤسس فرقة "مين ييه 민예" المسرحية. ولذلك نشأت "هو" وترعرعت وهي تمارس رقصات القناع وتشارك في عروض ملاحم البانسوري الكورية التقليدية وفي الحفلات التنكرية المختلفة والطقوس الشامانية. ومن ثم، ظلت منذ طفولتها منفتحة على عالم الفنون التقليدية الاستعراضية الكورية حتى صارت تلك الفنون جزءا من تكوينها النفسي والوجداني والمزاجي.

العصا تجعل من العزف على الأوتار أكثر قوة وأثقل صوتا بخلاف الأصبع الذي يخرج صوتا ناعما خفيضا. هكذا كانت "هو" تنجذب للصفات الأكثر قوة وتميزا ووضوحا في آلة كو مون غو. وعندما كانت تشارك في أداء العروض الكورية التقليدية "سامول نوري" التي تعتبر الصيغة الكورية لموسيقى الروك، كان أكثر ما يجذبها هو آلة "كو مون غو".
وخلال مراحل دراستها المختلفة تمكنت من تحليل واكتشاف كل ما تتمتع به هذه الآلة من إمكانيات وقدرات كامنة وخفية. وبعد تخرجها من الجامعة في عام 1990 التحقت بفرقة سيول للموسيقى التقليدية. وبعد أربعة أعوام من ذلك قررت أن تتحول للعزف الانفرادي رغم ما كان ينطوي عليه الأمر من مغامرة.
وبالتالي، أقامت أول عرض انفرادي لها في عام 1998 ونجحت في كسر جزء من الحاجز الذي كان يفصل ما بين التقليد والتحديث. كانت فكرتها تقوم على ضرورة الحفاظ على سلامة الأساس بالنسبة للشكل الموسيقي التقليدي، مع أهمية تطوير الفروع وإكسابها المزيد من الحيوية والجاذبية. وبعد العديد من التجارب بدأت جهودها تؤتي أُكلها في عام 2007 مع صدور ألبومها الأول" سبعة تصورات" والذي احتوى على عدد من مقطوعاتها المنفردة الخاصة بها.

وفي تلك الأثناء، وردت لها أنباء حول قرار مؤسسة "روكفلر" بقبولها في برنامج الإقامة الفنية الخاصة بالمؤسسة في الولايات المتحدة، وكانت تلك هي فرصتها للتعاون مع فنانين كبار.
كانت مدة برنامج الإقامة الفنية في أمريكا هي ستة أشهر فقط في مدينة نيويورك، لكنها كانت أكثر من كافية لتوسيع مداركها الموسيقية بشكل ملحوظ. ومن خلال الأداء المشترك مع فنانين عالميين موهوبين، بدأت تتجه لتأليف وإبداع أعمالها الفنية الخاصة. وطرأت لها فكرة المزج بين آلة "كو مون غو" الكورية التقليدية والآلات الموسيقية الغربية الحديثة، رغم ما يوجد بينها من اختلافات. وقد تأكد لها أن آلة "كو مون غو" قابلة للكثير من التطوير والتجديد.
وفي أثناء إقامتها الفنية في نيويورك، قامت بتكوين مشروع فرقة موسيقية عالمية أسمتها "توريTori " تتكون من أربعة موسيقيين كوريين. وقد شاركت تلك الفرقة في عدد من المعارض والمهرجانات والمناسبات الفنية هناك، حيث قدمت بعض الأعمال الفنية الكورية.
وفي عام 2010 تعاونت "هو" مع فنانين صينيين ويابانيين لتكوين فرقة أطلقوا عليها اسم "الثالوث الشرقي" وقدموا من خلالها عروضا بآلات موسيقية تقليدية من الدول الثلاث. الآلة الصينية تسمى "بيبا pipa" واليابانية " شاميسن shamisen" بجانب الآلة الكورية "كو مون غو". وفي عام 2013 قامت "هو" بتكوين فرقة الوتر الأسود، وهذا الاسم مقتبس من كلمات كورية. وكانت الفرقة تقدم أعمالا فنية هي مزيج من الأعمال الكورية التقليدية والجاز الغربي وذلك بواسطة 4 آلات موسيقية كورية تقليدية. وكان هناك سبب للمزج مع فنون الجاز بالتحديد.

وقد نجحت الفرقة في خلق صوت عالمي جديد من خلال مزج الجاز بالموسيقى الكورية.

الجهود الحثيثة والتجارب الغنية والمتعددة للفنانة "هو" أسهمت في تقديم عروض فنية إبداعية متفردة وجديدة لم تكن كوريا ولا العالم يعرفها من قبل.
وتستعد فرقة الوتر الأسود لتقديم عروض في نيويورك وواشنطن وميامي خلال العام الجديد.
أستاذة آلة الكو مون غو الكورية "هو يون جونغ" مصممة على اجتياح كل الحدود وتخطي كل الحواجز لتحقيق العالمية لكوريا وفنونها الموسيقية التقليدية. انتهى

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;