رحلة هذا الأسبوع هي إلى الجمعية الوطنية التي تأسست في عام 1948 وهي المكان الذي يتحاور فيه ممثلو الشعب الكوري حول كل قضايا البلاد ويتبادلون فيه الآراء ووجهات النظر حول الكيفية المثلى التي تدار بها شؤون البلاد وتتخذ القرارات لتسيير أوضاعها لتصل إلى بر الأمان. وبسبب طبيعة الموضوعات السياسية والاقتصادية الجادة والجافة بعض الشيء فقد يستغرب البعض إذا علموا بأنه من العادي جدا رؤية صفوفا وطوابير من السائحين والزوار وهم يأتون لزيارة هذا المكان حيث أنه من بين أهم الأماكن التي يصنع فيها تاريخ كوريا ، والتي يمكن من داخلها فهم التاريخ الكوري فهما ممتازا وصنع الحاضر والمستقبل بشكل أفضل.
وتقع الجمعية الوطنية على خط رقم 9 من مترو الأنفاق في المحطة التي تسمى الجمعية الوطنية. وأول ما يجذب الانتباه مبنى الجمعية الوطنية وهو القبة الخضراء التي تقع خلف مساحة شاسعة من الخضرة.
وهناك مكانان في الجمعية الوطنية مفتوحان للزوار. المكان الأول هو القاعة الرئيسية التي تنعقد فيها الجلسات العامة، والثاني هو القاعة التذكارية التي تضم التراث والتاريخ البرلماني السياسي في كوريا.
ويمكن المشاركة في الجولة السياحية من خلال الحجز مسبقا، وقبل 3 أيام على الأقل، والحصول على تذكرة الدخول اللازمة من المركز السياحي التابع للبرلمان.
وبداية الجولة هو عرض فيلم مصور كمقدمة تتضمن شرحا موجزا عن تاريخ وطبيعة الجمعية الوطنية. وبعد ذلك تبدأ الجولة الميدانية من الطابق الثاني حيث يمكن مشاهدة صور كل رؤساء الجمعية الوطنية السابقين حسب التسلسل الزمني وهي معلقة على الجدران.
قاعة العرض المخصصة لرؤساء الجمعية الوطنية تتضمن العديد من الوثائق التي تشرح تفاصيل أنشطة كل رئيس والإنجازات التي تمت في عهده والأوسمة والنياشين التي تسلمها. وبجوار غرفة رؤساء البرلمان يوجد القاعة الأولى التي ترصد التطورات التاريخية الخاصة بالجمعية الوطنية، حيث يمكن للزائر مشاهدة كل التطورات التاريخية والأنشطة الرئيسية الخاصة بالجمعية الوطنية في مختلف الحقب الزمنية. والجمعية الراهنة هي الـ18 حسب التسلسل التاريخي البرلماني في كوريا.
أما القاعة الثانية، فتسمى قاعة الشعب، وتحتوي على عدد من الشاشات الإلكترونية التي تعمل بواسطة اللمس والتي تقدم صورا ومعلومات وتفاصيل حول الكثير من الأنشطة والمناسبات والحوادث بمجرد لمسة يد. يمكن أيضا للمشاهد أن يمارس أنشطة خاصة بمحاكاة وتقليد النواب البرلمانيين ، أي أن يصبح فعلا نائبا برلمانيا لبرهة من الوقت.
كما تتضمن الرحلة قاعة الجلسات وهي الأكبر في القارة الآسيوية وتحتل ثمن مساحة جزيرة يوئيدو. القبة الخضراء للبرلمان ترمز لوحدة الشعب الكوري ويبلغ حجمها ألف طن. الأعمدة لولبية الشكل للمبنى ترمز لأقاليم البلاد الثمانية.
وبزيارة مكتبة البرلمان التي تضم الكثير من الكتب والوثائق والسجلات والمدونات تنتهي الجولة الشيقة للبرلمان، وهي جولة تترك الكثير من الانطباعات الجميلة والخالدة لدى الزائرين.