يصادف العام الحالي العام الثامن على التوالي لأحد أهم المهرجانات التي يتم تنظيمها في العاصمة الكورية وهو مهرجان "هاي سيول" الذي أصبح من أهم المعالم السياحية حيث صار الجمهور يحرص على التدفق على هذا المهرجان بشكل لافت للنظر . ففي مهرجان العام السابق 2009 حضر المهرجان 15 مليون شخص، عشرهم من الأجانب الذين أتوا خصيصاً لحضور الاحتفالات واستمتعوا بهذه المناسبة الفنية والثقافية.
اكتسب مهرجان "هاي سيول" سمعة وبريقا واسما بشكل متزايد خلال السنوات الثماني الماضية بسبب ما تناقلته الألسن حول المهرجان ، حيث كان كل من يحضره يحرص على نقل الصورة للأصدقاء والمعارف والأهل والأحباء. ومما يميز هذا المهرجان هو أن العروض متنقلة تقام في أكثر من موقع واحد في المدينة على أن يتم الحجز مسبقا أو الحضور مبكرا للوقوف في الطوابير الطويلة لشراء تذكرة.
وقد تم تقديم الحفل الافتتاحي لمهرجان "هاي سيول" للعام 2010 في مساء الثاني من أكتوبر فوق خشبة مسرح خاص تم تنصيبه في حديقة "نهر الهان في يوئيدو" إيذانا ببدء تلك الفعاليات الاحتفالية الكبرى.
كل عام يحمل المهرجان رسالة جديدة إلى الجمهور. فكرة وشعار المهرجان لهذا العام هي "العروض غير الشفهية " أي العروض التي لا تستند على الكلام أو الحديث أو الحوار أو اللغة ، وإنما تركز على لغة الجسد وأحاديث الرشاقة والتواصل البدني ، لأن مثل تلك اللغة هي لغة عالمية لا تعرف الحواجز الثقافية أو العرقية أو الدينية أو العمرية أو الاجتماعية فهي فنون يمكن فهمهما وتذوقها بواسطة الجميع مهما كانت جنسياتهم أو خلفياتهم اللغوية أو الثقافية.
يشارك في مهرجان هذا العام نحو سبعين فرقة من 13 دولة حول العالم، وتقدم تلك الفرق عروضا موسيقية وراقصة متنوعة ومثيرة ، موسيقية وصامتة ، بالإضافة إلى عروض سيرك وفنون شعبية وفولكلورية وعروض آلات وترية وآلات نقر تجعل للمشاهد فرصة واسعة لاختيار ما يشاء من هذه العروض. بالإضافة إلى ذلك، يتمكن المشاهد في بعض الأحيان المشاركة في العروض بنفسه ليعيش تجربة أكثر حيوية.
فترة المهرجان هي عشرة أيام من الصخب والحيوية والإيقاعات النابضة بالحياة والعروض المختلفة والمتنوعة التي يشارك فيها الجميع هواة أو محترفين، سليمي البدن أو بهم إعاقات بدنية او ذهنية، نساء ورجالاً، صغاراً وكباراً.
"هاي سيول" مهرجان ظل يقام بشكل دوري وتقليدي خلال شهر مايو إلا أنه تأخر هذا العام إلى شهر أكتوبر نتيجة للحادث المأسوي الذي وقع خلال شهر مارس الماضي وهو حادث إغراق السفينة الكورية الجنوبية "تشون أن". كل من يتصادف وجوده في مدينة سيول خلال هذه الأيام الخريفية البديعة من شهر أكتوبر مدعو للاستمتاع بهذا المهرجان البديع، وكل من يخطط أو يأمل زيارة سيول خلال الربيع القادم حيث ستتفتح الأزهار والورود ، سيعيش أياما مدهشة منعشة خالدة مع مهرجان "هاي سيول".