مهرجان العشب الفضي التاسع في سيول والذي يقام في في حديقة هانول التي تتوسط منتزه كأس العالم في سانجام-دونغ في غرب سيول هو الملجأ الذي يعود إليه أهالي المدينة بضجيجها وأصواتها المتعالية لينعموا بمنظر تساقط أمواج إثر أمواج من العشب الفضي الذي يسمى بالكورية "أوك سيه" . هذا الحقل من الأعشاب الفضية المرتفعة يتمايل مع الرياح على شكل أمواج متهادية من العشب الفضي الذي يشيع في النفس حالة من السكون والهدوء والانسجام مع الطبيعة.
يستقل الزائرون المتجهون إلى منتزه وحديقة كأس العالم في سيول خط المترو رقم 6 ، وبمجرد خروجهم من المحطة يبدأ البعض في تسلق السلالم التي تسمى بسلالم "هانول"، وهي سلالم خشبية متعرجة يبلغ عددها مائتان وإحدى وتسعون درجة يستغرق تسلقها نحو ثلث الساعة. عند وصول الدرجة الأخيرة عند قمة الجبل يظهر مشهد بديع لعينيْ الزائر ، وهو عبارة عن مشهد البحر العريض الممتد بلا نهاية والأمواج المتحركة من العشب الفضي .
تبلغ مساحة حديقة هانول 330 ألف متر مربع ، ثلثاها مغطاة بالعشب الفضي المتموّج على امتداد النظر. ومهرجان العشب الفضي في سيول هو مهرجان سنوي، وتم افتتاح مهرجان هذا العام في السادس عشر من أكتوبر، حيث صار من ضمن المناسبات التي تستحق المشاهدة في كل عام.
ولن يتخيل الكثير أن الحديقة الجميلة كانت عبارة عن مزبلة تزكم الأنوف برائحة الأوساخ والنفايات التي ظلت على هذا النحو حتى جاءت فرصة الاستعداد لبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2002 ، عندما قررت سلطات مدينة سيول تحويل المزبلة إلى حديقة إيكولوجية بيئية كبرى. ومن أجل ذلك تم البدء في تسوية الأرض وزرع كميات كبيرة من الأعشاب الفضية فوقها بشكل جميل لا يستطيع أي زائر للحديقة ملاحظة سرها الدفين.
والمشي عبر الحقل يمنح الزائر إحساسا وكأنه يمارس العوم والسباحة ، مما يغري بالتقاط صور فوتوغرافية للذكرى. منظر العشب الفضي يمكن الاستمتاع به أيضا من داخل المرصد الملحق بالحديقة وهو من بين أهم معالم حديقة "هانول" وأكثرها جاذبية للزائرين.
منظر الحقل العشبي الفضي من خلال المرصد يبدو مختلفا نوعا ما عن المنظر الذي تشاهده على الطبيعة وبالعين المجردة. تبدو الأعشاب لبعض الوقت وكأنها تتراقص ثم تصبح أمواجا هادرة تهتف محيية للجماهير في لحظات أخرى. تبدو الأعشاب أحيانا وكأنها ضحايا للريح العاصفة ، ثم تبدو في أحيانا أخرى فرحة ومتسربلة باللون الأبيض.
وعندما يحل الليل أخيراً ، تضاء الحديقة بأنوار رومانسية جذابة وأنيقة ، ويتدفق الضوء الآسر من المصابيح الخشبية التقليدية الزرقاء والحمراء في منظر يثير الكثير المثير في نفوس السائحين خاصة عندما تنعكس تلك الأنوار الملونة على الحقل العشبي الفضي . وتفتح حديقة "هانول" أبوابها حتى الساعة العاشرة مساء كل يوم من أيام المهرجان حتى يستمتع الجمهور بالجمال الليلي المتفرد للحديقة التي تعلن عن نهاية يوم آخر.