عندما تم تأسيس مملكة جوسون، وعندما قام الملك تيه جو بتصميم عاصمتها وبناء قصر كيونغ بوك، كان أيضا بحاجة لتشييد سور ليكون بمثابة حصن لحماية القصر وهكذا قام ببناء حصن سيول. لم يكن الأمر مجرد بناء سور، وإنما كان السور بمثابة قلعة مكتملة مدعومة بأربعة جبال تحيط بقصر كيونغ بوك ، يمثل كل جبل منها حصنا. يبلغ طول الحصن المنيع الذي تم تشييده إبان عهد الملك تيه جو في عام 1398 لحماية العاصمة الجديدة 18.2 كيلومترعنوان رحلة اليوم هو جولة حول ذلك الحصن على جبل بوك آك لإلقاء نظرة فاحصة على تاريخ عمره حوالي ستمائة عام.
وقد تم تخصيص واعتبار الجزء الواقع فوق جبل بوك آك من حصن سيول كمنطقة حماية عسكرية منذ عام 1968. وفي ال21 من يناير من ذلك العام قام فريق إرهابي كوري شمالي بشن هجوم مفاجئ على القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية. منذ ذلك الوقت تم اعتبار بعض المناطق المؤدية إلى جبل بوك آك مناطق عسكرية محظورة ومغلقة أمام الجمهور قبل أن يعاد فتحها عام 2007 أمام الكوريين بعد أكثر من أربعة عقود.
أما بالنسبة للزوار اليوم فعليهم التقيد الصارم ببعض التعليمات ومنها إبراز أوراق تثبت الشخصية والتعرض لعدد من نقاط التفتيش والقواعد العسكرية الصغيرة ومراعاة أن التصوير ممنوع بتاتا لاعتبارات أمنية عسكرية، ولا يسمح به إلا عند الوصول إلى المرصد. وبما أن المنطقة كانت محظورة ومغلقة أمام الحركة على مدى أربعين عاما فقد تمكنت من الحفاظ على نقائها الطبيعي والبيئي.
تبدأ الجولة من استراحة مالباوي مروراً بكل من : بوابة سوك جونغ، وجوكانغ، وتشو ديه باوي، وتشونغ مون ديه وبوك آك مارو وهي قمة جبل بوك آك، ثم انتهاءً ببوابة تشانغ وي.
ولكل موقع على الجبل قصته الخاصة التي تستحق الرواية. فبوابة سوك جونغ مثلاً تعتبر تجسيدا للعديد من القيم المهمة حيث قام مفكر وحكيم مملكة جوسون جونغ دو جون بتشييد الهيكل استنادا على عدد من القيم الكونفوشية ومنها الصبر والحكمة والمجاملة والثقة. أما صخرة تشو دي فتعتبر مقدسة بسبب وجود معتقد قديم بأنها تستمد طاقة إيجابية من القصر الملكي الرئيسي. لذلك فقد سعى اليابانيون في فترة الاستعمار الياباني لتحطيم تلك الأسطورة من خلال إدخال مسامير حديدية ضخمة داخلها لتفريغ تلك الطاقة الإيجابية المزعومة. وبعد إزالة تلك المسامير الآن، فإن هناك علامة خشبية منصوبة فوق الموقع، وهو الأمر الذي قد يثير غضب الكوريين من الزوار. والمحطة الأخيرة في الجولة هي بوابة جانغ وي، وهي بوابة صغيرة بين البوابتين الرئيستين في الشمال والجنوب وهي البوابة الوحيدة من بين كل بوابات سيول التسع التي تفتح أبوابها على مدار اليوم لتكون ملجأ وملاذا لكل من يريد التوجه للسور الحصين.