رحلة هذا الأسبوع هي نزهة جميلة إلى سيه مون كيل وهو زقاق يعج بالمتاحف التي تحمل في أعماقها عددا من القصص والحكايات حول التاريخ الكوري المعاصر.
سيه مون كيل بالتحديد هو طريق صغير متفرع من كوانغ هوا مون ، وبالقرب من محطة سو ديه مون. عندما قام الملك تيه جو ببناء أربع بوابات كمداخل للعاصمة هان يانغ عاصمة مملكة جوسون، أنشأ البوابة الغربية بالقرب من موقع نفق ساجيك حاليا. ووقتها ادعى حكيم متخصص في الكهانة أن موقع البوابة غير مناسب، فتم بناء بوابة جديدة في مكان آخر قريب بين قصر كيونغ هوي ومحطة سو ديه مون. وطريق سيه مون كيل مليء بعدد كبير من المتاحف والصالات الفنية والمراكز الثقافية. وبالإضافة إلى متحف سيول للتاريخ يضم الزقاق اثني عشر معلما ثقافيا مختلفا ، من بينها متحف التراث الخاص بالشرطة القومية في كوريا، والمتحف الزراعي ، ومتحف التاريخ العسكري، وعدد من الصالات والقاعات الفنية، إلى جانب أرشيف سيه مون آن في كنسية بريس بيتريان حيث تأثرت المنطقة بوصول عدد من المبشرين الأجانب الذين بنوا كنائسهم وإرسالياتهم ومدارسهم وقنصلياتهم في مطلع القرن العشرين.
تبدأ الجولة الخاصة بمتاحف سيه مون كيل من صالة الاستقبال في متحف سيول للتاريخ، حيث يمكن للزوار هنا إلقاء نظرة على نموذج مجسّد مصغّر لمدينة سيول والتعرف على الطرق والشوارع والأزقة في المنطقة قبل بدء الجولة الفعلية حول المنطقة. المحطة الأولى في الجولة ستكون في كنيسة بريس بيتريان، وتحديدا في دار الأرشيف في الكنيسة. وقد تأسست الكنيسة عام 1887 عندما قام المبشر الأمريكي "هوريس أندر وود" بتنظيم أول قداس داخل غرفته، وكان يطلق عليها أحيانا "أم الكنائس" في كوريا ، وتضم مكتبتها اليوم عددا من المواد المهمة والتاريخية .
أما المحطة التالية فهي مبنى "جيش الخلاص" الذي تم بناؤه في عام 1928، ثم فتح أبوابه عام 2004 لعرض تحفه ومواده التاريخية والأثرية القيمة والأصيلة التي يعود تاريخها لبداية الثلاثينات من القرن الماضي.
كما أن هناك متحف أبينزلر نوبل التذكاري وهو مؤسس أكاديمية "بيه تشيه" 배재 ، حيث يتم عرض تحف يبلغ عمرها أكثر من قرن، والمبنى ما زال محتفظا بشكله القديم تماما كما كان عليه عند بنائه في عام 1916.
وأخيراُ وليس آخراً يوجد متحف الصحف والجرائد "بريسيوم" الذي تم افتتاحه في عام 2000 وهو الموقع الذي يمكن فيه التعرف على التاريخ الشامل للصحافة في كوريا، كما يوجد المتحف الزراعي الذي فتح أبوابه عام 1987 والواقع قرب محطة سو ديه مون، وهو يقدم الكثير من الصور والوثائق والمعلومات الخاصة بالزراعة والفلاحة في كوريا الحديثة.
بالرغم من أن سيه مون كيل هو زقاق يمتد لمسافة تبلغ حوالي ألف متر فقط، وهي مسافة يقطعها الزائر في أقل من عشر دقائق مشياُ على الأقدام، إلا أنها أيضاُ نزهة للعينين والأذنين والعقل وكافة الحواس.