الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

السفر

قصر دوكسو

2010-11-16

قصر دوكسو

رحلة هذا الأسبوع هي إلى أحد أهم القصور التاريخية في سئيول، وهو قصر دوكسو. يمكن الوصول لقصر دوكسو بواسطة الخطين رقم واحد ورقم 2 لمترو الأنفاق، من خلال المخرج المحدد المؤدي إلى بوابة ديهانمون.
كل يوم، يتجه حراس القصر في أزيائهم الجذابة نحو بوابة ديهامون في قصر دوكسو، في الوقت المحدد لتغيير الحرس، حيث يتم إعادة تجسيد المراسم القديمة الخاصة بتغيير الحرس أمام الزوار الأجانب للتعريف بإحدى أهم المناسبات النموذجية الملكية في مملكة جوسون.
ولأن حجم ومساحة القصر يعكس قوة وقدرة الملك على الإمساك بشؤون البلاد والرعية، فقد قام والد الملك جوجونغ من هذا المنظور بصيانة وترميم قصر كيونغ بوك في نهاية عصر مملكة جوسون.
وقصر دوكسو كان رمزا للوهن والضعف الذي وصلت له سلطة الملوك في نهايات عمر المملكة، في الوقت الذي كان فيه رمز القوة العظمة والسطوة والجبروت في فترات أخرى. صار القصر اليوم استراحة هادئة وآمنة للزوار ولأهالي المدينة، بأشجاره الباسقة التقليدية القديمة ذات الأوراق الذهبية الصفراء التي تتساقط فوق الساحة الملكية خلال فصل الخريف.
دوكسو هو أصغر القصور الملكية الخمسة في سيئول، ولم يكن سكنا ملكيا دائما، وإنما هو سكن مؤقت لفترات قصيرة لأعضاء الأسرة المالكة في أثناء تجوالهم وسفرهم.
شهد عام 1895 مأساة موجعة في التاريخ الكوري، عندما تم اغتيال الملكة، أم الدولة ورمز سيادتها، بواسطة عصابة مجرمين من دولة أخرى. بعد مصرع الملكة ميونغسونغ على أيدي القتلة اليابانيين، كان الملك جوجونغ نفسه عرضة لخطر كبير، مما اضطره للهروب للقنصلية الروسية طلبا للحماية من الحليف الروسي، حيث مكث هناك لمدة عام كامل قبل أن يرتحل إلى قصر دوكسو وغير اسم المنطقة إلى ديهان في أكتوبر من نفس العام. هناك تم تتويجه كإمبراطور في مذبح هوانغودان. كان تتويجه بمثابة إعلان لقيام مملكة جوسون كإمبراطورية مستقلة حرة ذات سيادة.
قصر دوكسو قصر له أهمية تاريخية كبرى ارتبطت ببداية عصر العهد الإمبراطوري في كوريا. لكن الأمر لم يدم طويلا عندما قامت اليابان عام 1905 بخنق السيادة والاستقلال الكوري من خلال اتفاقية يولسا التي أخضعت كوريا للسيطرة اليابانية. بعد عامين من ذلك قام الإمبراطور جوجونغ بإرسال مبعوث سري إلى لاهاي لعرض القضية والموقف الكوري وقتها ، لكن اليابان اكتشفت ذلك وقامت بعزله عن العرش عقابا له ، ثم ما لبثت اليابان أن قامت باستعمار كوريا بشكل مباشر عام 1910 ، وبعدها تحولت السلطة والملك والقصر إلى مجرد آثار.
تبدأ الجولة حول قصر دوكسو من جنغهواجون وهو المكتب الرئيسي في المجمع، مروراً بالمباني المشيدة على النمط الغربي التي يعود فضل تشييدها إلى المهندس الروسي إلكسي ساباتين وتنتهي عند جونغجوانهون حيث كان الإمبراطور يستمتع بإقامة حفلات الشاي الخاصة به ومناسباته الترفيهية الأخرى.
إن أهم ما يميز قصر دوكسو هو أنه كنز تاريخي ما يزال يختزن في داخله آثارا تقليدية قديمة اختلطت بالفن الحديث المعاصر، ليقف صامداً أمام الزمان.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;