رحلة هذا الأسبوع ستكون إلى ما يحيط بالقصر الملكي الرائع الذي زرناه في الأسبوع الماض، وهو قصر دوكسو.
المنطقة المتاخمة لساحة كوانغ هوا مون في سيول تعج أيضا بالأزقة والشوارع الخلفية التي تغري بنزهة مسائية ممتعة. لم تشهد هذه المنطقة التاريخية الأثرية إلا القليل جدا من التغييرات عبر سنوات ، ولهذا فهي تمثل بالنسبة للأجيال القديمة مرتعا لا ينضب من الذكريات. من أهم الآثار والكنوز التي يتذكرها البعض : حكايات وقصص خالدة مرتبطة بالممر الحجري الذي يتكون من عدة جدران وأسوار حول قصر دوكسو الذي يبلغ عمره الآن أكثر من خمسمائة عام. هذه الأسوار القديمة التي شهدت أحداثا تاريخية إبان عصر مملكة جوسون ، أصبحت ملتقى لعدد كبير من الأحبة والعشاق.
يبدأ الممر الشهير من ديه هان مون، وهي البوابة الرئيسية لقصر دوكسو الذي يواجه بلدية سيول. تقع البوابة على مقربة من محطة مترو الأنفاق سيتي هول ، والخطين رقم 1 و2. يبلغ طول الممر 1.5 كيلومتر فقط. أجمل مناظر السور التقليدي التاريخي منظر أشجار الجينكو البديعة بلونها الذهبي الأصفر الزاهي الذي يسر الناظرين خاصة في أيام الخريف.
وعلى مقربة من ديهامون يقف متحف سيول للفنون، ثم كنيسة تشونغ دونغ، والتي تم بناؤها عام 1897 وهي أول كنيسة بروتستانتية في كوريا. ومنظر الكنيسة القديمة التي تقف على مشارف شارع تحفه الأشجار منظر بديع يصلح للوحة طبيعية ساحرة شديدة الجمال.
المنطقة حول قصر دوكسو تعج بالمواقع التاريخية الأثرية المتناثرة التي تقف شاهدا على عصور كورية تاريخية حافلة بالأحداث المهمة. المنطقة التي تسمى جونغ دونغ تضم عددا من الأبنية ، من بينها قنصليات ومدارس أجنبية تبشيرية وإرساليات قديمة تم بناؤها منذ أواخر القرن ال19. أكاديمية بيه تشيه مثلاً هي أول مؤسسة تعليمية حديثة في كوريا، وأكاديمة إيهوا هي أول مؤسسة تعليمية خاصة بالنساء في كوريا. وفندق سونتاغ هو أول فندق يبنى في كوريا على الطراز الغربي بواسطة الروسية أنطوانيت سونتاغ في 1902، ولكنه مع الأسف تهدم عبر الزمن. ومن بين المباني الأثرية التي تتوجب مشاهدتها مسرح جونغ ميونغ، وهو يشمل صالة استقبال كبيرة كان يستعملها الملك كو جونغ لاستقبال ضيوفه من كبار الزوار الأجانب.
وفي الساعات الأولى من صباح ال18 من فبراير في عام 1905 قامت الحكومة الإمبريالية اليابانية بشنّ غارة عسكرية على جونغ ميونغ جون وهددت الملك كو جونع بتجريده من السيادة والاستقلال ، وحولت كوريا بعد ذلك إلى محمية يابانية.
هذه الرحلة هي جولة أثرية تاريخية ممتعة حول أسوار قصر دوكسو تثير لدى الشخص فيضا من الذكريات والشجون وتغوص بك في أعمق أعماق التاريخ الكوري بكل ما فيه من أحداث مفرحة ومأسوية ، سعيدة ومفزعة، باكية ومبهجة.