الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

السفر

متحف الكيمتشي

2010-11-30

متحف الكيمتشي

في مثل هذا الوقت من كل عام تنشغل ربات المنزل الكوريات بصنع كميات كبيرة من الكيمتشي وذلك بمناسبة بداية موسم الشتاء. كما تنظم مناسبة خاصة بمتحف الكيمتشي لصنع هذا المخلل الفريد من نوعه في الـ19 من نوفمبر. وبمجرد فراغ الأسر من صنع الكيمتشي تشعر وأن كاهلاً كبيراً قد انزاح عن كاهلها وأن بإمكانها الاسترخاء طوال هذا الموسم البارد. فما سر الكيمتشي ولماذا يحتل أهمية كبيرة بين الكوريين؟ الإجابة تكمن في زيارة متحف الكيمتشي بحي سامسونغ.
الكيمتشي هو طبق جانبي يستعمل مع أطباق عديدة ومتنوعة ، منها الطازج، ومنها الحساء، ومنها الفطائر، ومنها المطبوخ، ومنها المتبل ومنها ما هو غير كل ذلك. والكيمتشي الأكثر شيوعا هو المصنوع من الكرنب والمخلوط بمسحوق الفلفل الأحمر. وقد بدأ الكيمتشي الآن يكتسب شهرة عالمية كطعام لذيذ وصحي.
للوصول إلى المتحف نستقل مترو الأنفاق خط رقم 2، ونتوجه عبر النفق المتصل بمبنى كويكس. ثم نصعد للطابق الثاني تحت الأرض، وهناك نرى المدخل المخصص لمتحف الكيمتشي الذي تم بناؤه منذ عام 1986.
يمكن للزائر هنا معايشة تجربة ثقافية فريدة. هناك ثلاث غرف للعرض. الأولى تتعلق بأصل وتاريخ الكيمتشي منذ عصر ما قبل التاريخ وحتى عهد مملكة جوسون. الغرفة الثانية خاصة بالأنواع والأصناف المختلفة للكيمتشي حسب الأقاليم والمواسم. في الغرفة الثالثة يمكن للزوار تذوق النماذج المختلفة للكيمتشي وتعلّم كيفية صنعه.
عند مدخل المتحف، تستقبلنا أعمدة تمثّل وتجسّد أشياء وممارسات وطقوس تقليدية مثل الصلاة والكهانة والفلاحة والزراعة التقليدية القديمة. أواني فخارية خزفية عديدة لتخزين وحفظ الكيمتشي وصلصة ومعجون الصويا. تم استبدال أكثر هذه الجرار هذه الأيام بثلاجات مخصصة لحفظ هذه المواد. لكن هذا لا ينفي حقيقة أن هذه الجرار التي تتنفس هي الأواني المثالية لحفظ مثل هذه المواد التقليدية القديمة ولتخمير الكيمتشي وإكسابه نكهة فريدة ومواد مغذية ومفيدة.
يشاهد الزائرون داخل متحف الكيمتشي ثلاثة أنواع من وسائل حفظ وتخزين الكيمتشي. وفي أثناء مرورهم عبر تلك الجرار يمكن للزوار مشاهدة لقطات من شريط فيديو تعرض مزايا ومنافع الكيمتشي. أما غرفة العرض فتحتوي على العديد من الكتب والمجلدات المصورة القديمة التي تستعرض تاريخ الكيمتشي.. هناك أيضا أشكال بلاستيكية مجسدة للكيمتشي تصور شكله في مختلف الأزمنة والعصور وتنقل للزائر الكثير من المعلومات المهمة.
إن تاريخ الكيمتشي يعود لعصر ما قبل التاريخ. ظهرت أول الأنواع البدائية من الكيمتشي خلال عهد الملكة "سون دوك" إبان عصر الممالك الثلاث. ومع تطور الزراعة خلال عصر مملكة كوريو تطور عمل الكيمتشي بشكل ملحوظ وصارت هناك عدة أنواع معروفة منه أشهرها الكيمتشي الأحمر المتبل الذي يشبه الكيمتشي المعروف اليوم.
ويختلف الكيمتشي باختلاف المناطق والأقاليم والفصول والأشخاص الذين يأكلونه. في المناطق الشمالية حيث الشتاء بارد وطويل وفي المناطق الجنوبية التي تتميز بارتفاع درجة الحرارة وطول فترة النهار نسبياً.
بمقدور كل شخص المشاركة في برنامج صناعة الكيمتشي طالما قام بالحجز المسبق قبل أسبوعين. وبرنامج إعداد الكيمتشي يعد تحت إشراف أكاديمية الكيمتشي حيث يتلقى المشاركون دروسا. المتاحف صارت الآن من بين الأماكن التي يتم فيها تعلم صنع الكيمتشي : الطعام اللذيذ والطبق التراثي الشعبي التقليدي الذي يعد واقعا ثقافيا بحاله. كيمتشي الكرنب طبق رائع المذاق ، وصنع الكيمتشي ، كما رأينا اليوم، يمكن أن يكون تجربة ثقافية شهية لن تبرح الذاكرة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;