رحلة هذا الأسبوع ستكون إلى متحف الشاي وهو متحف جميل في إنسادونغ حيث يمكن احتساء كوب دافئ من الشاي بمزاج رائق، وحيث يتعرف الزوار على ثقافات مميزة حول شرب الشاي في أماكن متفرقة حول العالم.
ويتناسب مع هذا الجو الشتوي احتساء كوب ساخن من الزكي المعطر الذي يعم عبقه الغرفة لتشيع الراحة والاسترخاء في كل أرجائها، وتزيل عناء التوتر والإجهاد. في متحف الشاي الجميل ، في إنسادونغ هو أفضل مكان للتعلم عن طائفة متنوعة من التقاليد والثقافات الخاصة بشرب الشاي وطقوسه ومراسمه في مختلف أنحاء العالم.
يقع متحف الشاي الجميل بالقرب من محطة مترو الأنفاق في آنجوك ، الخط الثالث ، المخرج السادس في زقاق ضيق على اليمين. بمجرد دخول الزقاق يجد الشخص بيتا كوريا تقليديا أمامه لافتة منقوش عليها "متحف الشاي الجميل". منزل كوري تقليدي عتيق من طراز "هانوك" به متحف وصالة عرض ومقهى وحانة للشاي.
أول ما يلفت النظر عند دخول البيت البوابة ذات الشكل التقليدي القديم والأعمدة الخشبية المتعددة. اللون الرمادي الهادي يضفي مزيدا من الراحة والدفء على المبنى. توجد شجرة شاي تتوسط المتحف. يوجد 110 نوعا من أنواع الشاي داخل متحف الشاي الجميل منها أنواع متفردة من الشاي الكوري التقليدي مثل شاي الأقحوان وشاي اللوتس وشاي أوراق البريسمون، وهناك أنواع أخرى متعددة من الشاي من الصين والتبت. يمكن للزائر مشاهدة وارتشاف وشراء أنواع مختلفة من الشاي التي قد تختلف وقد يختلف مزاج ورغبة الناس في احتسائها حسب اختلاف الفصل والموسم.
هنا توجد أكواب خزفية استعملت لشرب الشاي إبان عصر مملكة كوريو. كما يوجد هنا عدد من الآثار والتراثيات الخاصة بالشاي من أماكن مختلفة منها الصين والتبت ومن مختلف الأزمنة والأماكن في عهد مملكة كوريو، وإقليما بوسونغ وهودونغ في منطقة شولا هما أشهر الأماكن التي عرفت بزراعة الشاي في كوريا.
وفي المقاهي المخصصة للشاي لا يتم تقديم فنجان شاي بمفرده وإنما بجانب مواد كورية تقليدية أخرى من كعك أرز وفطائر مناسبة، وفي المتحف يوجد أنواع من الشاي الأخضر وكعك وفطائر الشاي الأخضر.
ومن الأشياء التي يمكن للزائر الاستمتاع بها هو شرب الشاي، شتاءا في المناطق الخارجية، وتحت السموات المفتوحة وفوق ساحات وميادين مكسوة بالخضرة، وجلوسا على أرائك معدة خصيصا من أجل ذلك الغرض.
متحف الشاي الجميل ليس مجرد متحف جميل للمشاهدة والاستمتاع بشرب الشاي. الجمال الحقيقي في المتحف هو أن الزائر يعايش تجربة ثقافية تقليدية حقيقية شديدة الجمال فيها نوع من التمازج بين الشرق والغرب. لهذا فهي لا تبرح الذاكرة.