الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

السفر

ضريح “جول دو سان”

2010-12-21

ضريح “جول دو سان”

أكثر الجهات انشغالا هذه الأيام هي الكنائس الكورية، حيث الأباريق الحمراء مملوءة بالآمال والنوايا الحسنة ، وقلوب المساكين والمحتاجين مملوءة بالأمل.
وبمناسبة اقتراب عيد الكريسماس ستكون رحلة اليوم إلى ضريح “جول دو سان” وهو متحف تذكاري عام بني من أجل تخليد ذكرى الكوريين الكاثوليك الذين تم إعدامهم خلال القرن ال19.
يقع ضريح “جول دو سان” على مقربة من محطة مترو الأنفاق في هاب جونغ، الخطان رقم 2 ورقم 6. توجد هناك رفات 27 كوريا بعضهم من مجهولي الهوية. الاسم الأصلي هو جام دو بونغ ، لأن شكل قمة الضريح يشبه رأس دودة القز، ويسمى أحيانا يونغ دو بونغ لأنه يشبه رأس التنين. تغير الاسم في فترة إلى يانغ هوا جين لأن كلمة يانغ قد تعني في الكورية بكاء أو نحيب، وهوا تعني زهرة وجين تعني معدية، وتتم إدارة المكان بواسطة متطوعين.
الأديب المرموق في عهد مملكة جوسون كانغ هول مينغ وصف المشهد كالتالي:
"مرتفعات شاهقة خضراء ومياه بلورية زرقاء ومنظر رائع وساحر ومدهش".
ولكن، وفي عام 1866 تحول ذلك المكان الآمن الساحر إلى ساحة دموية.
هرب قسيس فرنسي عام 1866 إلى الصين خوفا من الاضطهاد والتقى هناك بأدميرال فرنسي وأخبره بما تعرض له المبشرون المسيحيون الفرنسيون من مذابح في الأعوام 1839 و1866. قرر الأدميرال تعبئة وتجهيز وحدة بحرية حربية فرنسية لغزو مملكة جوسون. وقتها أعلن والد الملك جوجونغ أن دماء كل أجنبي مباحة من أجل تطهير يانغ هوا جين التي دنسها الغزاة البرابرة الأجانب والكاثوليك على حد وصفه. هكذا تحولت الضفة النهرية الساحرة والجميلة إلى ساحة معركة.
وأدى الأمر إلى مقتل ما لا يقل عن ألفين من الكوريين الكاثوليك في عام 1866 ، رغم أنه لم يتم التعرف إلا على رفات 29 منهم فقط. تعرف المذبحة الجماعية التي وقعت في ذلك العام باسم مذبحة بيونغ إين 병인. ولم يكن ذلك العام هو البداية في واقع الأمر فقد سبق وأن قام أفراد الأسرة المالكة قبل ذلك باستهداف من يؤمنون بالمسيحية. وبدأ القمع عام 1801 ، حيث فقد كثيرون من الكاثوليك الكوريين أرواحهم نتيجة ذلك.
بمجرد دخول الزائر القاعة التذكارية اليوم، يستقبله تمثال لأسرة تم قتل أفرادها في “جول دو سان” بشكل يصوّر كيفية الوحشية والقمع الذين تم بهما الأمر. يصور التمثال الحزين شخصين بالغين، رجلا وامرأة، بالإضافة إلى طفل، ورؤوسهم مقطوعة وموضوعة فوق أجسادهم. التمثال هو لأول أسرة كاثوليكية تم إعدام أفرادها وهي تتكون من رجل وزوجته وابنيهما .
وصار “جول دو سان” موقعا كاثوليكيا مقدسا في عام 1962 عندما تم بناء برج تذكاري صغير فوق المكان. وبمناسبة الذكرى المئوية لمذبحة 1866 تم البدء في تشييد مشروع إنشائي كبير لبناء مجمع يتكون من كنيسة ومتحف وبرج أجراس في المنطقة. تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الكورية تاريخ تم تجسيده من خلال معرض متكامل في ضريح “جول دو سان”، رغم عدم وجود كنيسة مستقلة منفصلة خاصة بذكرى الحرب. يوجد بدلا من ذلك ركن صغير في الطابق الثالث يحتوي على معرض خاص بالضحايا.
متحف داخلي وآخر خارجي يحويان آثار تحكي سلسلة متصلة من المآسي والحكايات البشعة المرتبطة بتاريخ الكاثوليكية الكورية. صور ولوحات وتماثيل متفرقة ومتنوعة تصور الحوادث والمآسي والقصص الحزينة وأدوات ومعدات التعذيب التي استعملت في القتل والاضطهاد والملاحقة والقمع. الجولة حول الضريح هي رحلة مقدسة وتحليق في تاريخ وعوالم وملكوت الفكر الكاثوليكي الأول في كوريا بكل ما فيه من فظاعات وعذابات.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;