الرحلة السياحية لهذا الأسبوع هي إلى مسرح جونغ دونغ وهو مسرح متخصص في إقامة العروض والاستعراضات الفنية الكورية التقليدية.
وفي الرحلة يمكن مشاهدة عرض " ميسو" أي "ابتسامة" وهو استعراض كوري موسيقي تقليدي راقص متعدد الإيقاعات والرقصات، وهي قصة مستوحاة من ملحمة البانسوري الشهيرة. تم عرض هذه المسرحية الكورية التقليدية للمرة الأولى عام 1997، وبعد 14 عاما من العروض المتصلة بلغ إجمالي العروض أكثر من ثلاثة آلاف عرض، وصارت المسرحية معلما فنيا نموذجيا في عالم الفنون والثقافة الكورية التقليدية ، حيث شاهدها أكثر من 550 ألف مشاهد من كوريين وأجانب.
وبسبب برودة الجو يجد الزائر فرصة للتجول عبر المسارح الداخلية المغلقة لمشاهدة العروض الفنية والثقافية التي تقام هناك. أول متجه لهذه الرحلة هو مسرح جونغ دونغ لمشاهدة واحد من العروض التقليدية التي تقام هناك على مدار العام.
يقع المسرح في محطة سيتي هول، وبمجرد الخروج يتبع الزائر جدار حجريا يؤدي إلى قصر دوكسو، حتى يصل إلى مفترق وتقاطع ثلاثة طرق، وعلى اليسار متحف سيول للفنون وبالقرب منه أول كنيسة إصلاحية أقيمت في جونغ دونغ. وبعد السير لحوالي مائة خطوة فقط يوجد على اليمين مبنى من الطوب الأحمر وهو مسرح جونغ دونغ.
تم افتتاح مسرح جونغ دونغ عام 1995 كملحق للمسرح القومي الكوري. وتخليدا للذكرى السنوية لقيام أول مسرح كوري وهو "وان غاك سا" في عام 1907م وقد شهد هذا المسرح ولادة الفن المسرحي الموسيقي في كوريا.
تم بناء مسرح جونغ دونغ عام 1995 على أنقاض مسرح “وان غاك سا” الذي طواه التاريخ ، وقد ظل المسرح الجديد حريصا على تقديم العروض التقليدية فقط على امتداد العام وذلك من أجل الحفاظ على روح وتراث وتاريخ مسرح “وان غاك سا”. تميز هذا المسرح أيضا بتوفير خدمات ترجمة ممتازة للغات الأجنبية لاجتذاب السائحين ، وهو ما ميّزه عن غيره من المسارح.
أول ما يصادف الزائر لدى دخول المسرح حديقة صغيرة جميلة تسمى حديقة الجيب حولها عدد من الملصقات الدعائية الخاصة بمسرحية ميسو. كما أن جدران صالة المسرح نفسها تحتوي على عدد من الملصقات الخاصة بالمسرحية، مما يجعل منها مكانا مناسبا لالتقط صور تذكارية، وارتداء الزي الكوري التقليدي.
ليست العروض هي المصدر الوحيد للمتعة والابتهاج. فهناك المقهى الرومانسي الذي يثير في النفس الشعور بالراحة والابتهاج بجوه البديع، وكل ما فيه من غموض رومانسي. اسم المقهى هو "كيل دُل يوجي كي" وهو عنوان لقصيدة كما أنه اسم مأخوذ من ذلك المشهد الذي يجمع بين الأمير الشاب والثعلب في حكاية "الأمير الصغير". أطلقنا على المقهى ذلك الاسم الرومانسي العاطفي ليستمتع الزبائن بجو حالم في أثناء تناول ما يريدون من مشروبات ومأكولات.
في هذا المقهى الرومانسي كل ما يشتهي الزائر، ويقع على مقربة من باب دخول المسرح. الفناء الخارجي الملحق بالمقهى هو أيضا مكان مثير، ويطل على مناظر طبيعية خلابة وجذابة، خاصة في موسميْ الربيع والخريف. المسافة بين أرضية المقهى وسقفه متسعة جدا ، والنوافذ مصممة بشكل مناسب لتسرب أشعة الشمس.
على خشبة مسرح "جونغ دونغ" يجد الزائر أكثر من مجرد ابتسامة أو عبوس، فهي زيارة تثير كافة الحواس.