شهر مايو هو شهر الأطفال والطفولة في كوريا ، وبدءا من يوم الأول من مايو، وهو يوم عيد العمال، تنطلق سلسلة من الأيام التي يتم الاحتفال فيها بمناسبات وأعياد متنوعة، مثل يوم الآباء ويوم المعلمين ويوم الأطفال والطفولة. محطة هذا الأسبوع هي حديقة الأطفال في سيول حيث تجري احتفالات واسعة يوم الخامس من مايو احتفالا بعيد الأطفال الذي هو يوم للطفولة والأسرة بأسرها في كوريا.
تم افتتاح الحديقة يوم الخامس من مايو عام 1973 وصارت قبلة للأطفال والأسر ومكانا مناسبا للنزهات الربيعية الجميلة. وهي تضم حديقة حيوانات وغابة وعددا من المزارع والبساتين ، ومن ثم فزيارتها تجربة ممتعة ورائعة رغم الزحام ، وكل ذلك على امتداد رقعة من الأرض تبلغ مساحتها ستمائة ألف متر مربع. يمكن الوصول إلى هناك عن طريق مترو الأنفاق خط رقم سبعة والنزول في محطة حديقة الأطفال أو ركوب الخط الخامس والنزول في محطة أتشا سان القريبة جدا من الحديقة. كان المكان في الماضي هو ضريح الملكة سون ميونغ زوجة الإمبراطور الكوري الأخير سون جونغ. عند موت الإمبراطور سون جونغ في عام 1926 تم نقل الضريح إلى ناميانغ في إقليم كيونغ كي ، وصار المكان بعدها مقرا لحديقة الأطفال.
المساحة الأكبر من الحديقة تغطيها الحشائش الناضرة الخضراء وتحيط بها الأشجار العالية الظليلة مما يتيح للأطفال فرصة اللعب البريء واللهو الآمن.
الزوار الذين يدخلون عبر البوابة الأمامية تحييهم نافورة موسيقية وجداول مائية تتقافز هنا وهناك وتتراقص حول النافورة. وحتى خلال ساعات النهار نجد شلالات الماء المتسربلة بالأضواء الملونة على أشكال قوس قزح ، أما في الليل فحدّث ولا حرج.
أول ما يقابل الزائر حديقة الحيوانات. يقدر عدد الحيوانات التي تعيش داخل الحديقة بنحو أربعة آلاف حيوان. الأطفال يعشقون الحيوانات الأليفة بالذات ، خاصة تلك التي تتاح لهم فرصة ملاعبتها وتغذيتها والتواصل معها بشكل قريب ومباشر.
أول الحيوانات التي تكون في استقبال الزوار هي الأفيال. وبعد قضاء وقت ممتع مع الأفيال ، يحين دور الأسود والنمور بأنيابها الحادة وزئيرها المرعب وهي تمزق لحوم الدجاج التي يقدمها لهم حراس الحديقة. المحطة القادمة هي الحيوانات البحرية من دببة قطبية وحيتان وأسماك قرش ودلفين وغيرها داخل بيوتها الزجاجية أو المحاطة بالسياج داخل الأحواض المائية الواسعة.
وبعد ذلك يحين موعد الاستمتاع بأوقات خارجية جميلة ومفتوحة تحت الهواء الطلق. مساحات شاسعة ومغطاة بالحشائش والأشجار. أماكن ذات نقاء بيئي وجمال طبيعي خلاب. فصائل وسلالات نباتية متنوعة يبلغ عددها نحو 6600 سلالة داخل بساتين وبيوت زجاجية خضراء ومجهزة بكل ما تحتاج من وسائل للتدفئة والتحكم في درجات الحرارة والرطوبة الملائمة والمطلوبة. هنا يتم تقديم دروس تعليمية مسلية للأطفال من خلال العديد من القصص والحكايات الفولكلورية. حكايات فولكلورية كورية مألوفة ومسلية يتم سردها وتقديمها بواسطة حكاءين محترفين وبذات الطريقة التي كانت تقوم الجدات بقصّ القصص الخالدة على الأحفاد.
ركن الحكايات متاخم للبِركة الإيكولوجية ومصمم بطريقة شعبية وفولكلورية جذابة. يضم الركن عددا من الكتب المحتوية على حكايات مسلية ومثيرة لكي يقرأها الأطفال مدعومة ومعززة بالصور والرسومات. والحديقة تنضح بالحياة والحيوية وروّادها حفاة يستمتعون بملمس الحشائش الرطبة الندية ويتلقون من خلالها الكثير من طاقة الطبيعة الغنية.
ومن أجمل ما في الحديقة الساحة الخلفية. تضم الساحة الخلفية الكثير من الأشياء من منتزه وميدان لكرة القدم ومضمار للألعاب المائية وكل ما يثير فضول وحماس الأطفال ويفجر لديهم الطاقة والنشاط. هناك أيضا استراحة ثقافية جذابة للأطفال تضم العديد من أبطال الكرتون.
أما الكبار فلهم عالمهم الخاص الآخر إذا رغبوا في ممارسة ألعاب أكثر نضجاً سواء كانت ثقافية او رياضية أو موسيقية وغنائية أو غيرها. حفل موسيقي وسط حقل من الشجار والورود والرياحين قد يخلق في النفس بهجة لا حد لها.
يقدر عدد زوار الحديقة بـ13 مليون شخص سنويا ، والحديقة لم تعد مجرد جنة للأطفال وإنما واحة وراحة واستراحة للجميع صغارا وكبارا ومنتجعا جميلا للأسرة كلها .