متحف التراث البوليسي الكوري الواقع في ضاحية "جونغ نو" في وسط سيول هو نوع من تلك المفاجآت السارة . وقد افتتح متحف تراث الشرطة الكورية أبوابه في أكتوبر من عام 2005 وهو متحف نادر ويضم العديد من التحف والمقتنيات النادرة المتعلقة بالشرطة في كوريا. وعلى خلاف بقية المتاحف الخاصة بالشرطة في العالم فإن متحفنا يحرص على تنظيم وتقديم عدد من البرامج المتميزة التي تمنح الزائر تجربة من نوع خاص جدا. يقدر عدد زوار متحفنا بنحو 260 ألف زائر سنويا ، وبين 700 وألف زائر في اليوم الواحد في المتوسط.
يبلغ ارتفاع المبنى المكون من ستة طوابق ثلاثين مترا ، ويمتد المبنى من محطة سوديمون مخرج رقم 4 من خط مترو الأنفاق رقم خمسة. المتحف هو عبارة عن وصف حي وتجسيد مباشر لتاريخ وتراث الشرطة الكورية وتصوير لأهم ما شهدته من أحداث وتطورات وما قدمت من خدمات عامة لكوريا وللمجتمع الكوري عبر مراحلها المختلفة. وعلى عكس العادة فإنه من الأنسب جدا بدء الجولة في المتحف من الطابق السادس حيث يشاهد الزائر هناك فيلم فيديو للتعريف بالمتحف قبل ان ينزل طابقا فطابق لمشاهدة محتويات المتحف الأخرى . الطابق الخامس خاص بتاريخ الشرطة ، والرابع متعلق بخدماتها ، أما الثالث فيخص شؤون الإدارة والعاملين في الشرطة ، في حين يشمل الطابق الثاني برامج وأشياء متنوعة ، أما الأول فيعرض صورا مختلفة ومتنوعة وهو أيضا المكان الذي يمكن لزائر فيه التقاط صور تذكارية.
بمجرد أن يصل الزائر للطابق السادس يجد نفسه داخل قاعة واسعة مخصصة لعرض أفلام فيديو عن تاريخ الشرطة وتراثها وتطورها في كوريا منذ إنشائها في عام 1945.
وبمجرد الانتهاء من مشاهدة الفيديو يتحول الزوار نحو الطابق الخامس.
صور وأجهزة وأشياء متنوعة تعطي الزائر فرصة كاملة ومتكاملة للتعرف على تاريخ وتراث الشرطة الكورية حسب تقسيمات وتصنيفات متخصصة. ومن أهم الأشياء اللافتة لنظر الزوار.
وفي الطابق الرابع يمكن للزائر فهم أشياء كثيرة مرتبطة بالشرطة من خلال مشاهدة عدد من الصور والمعروضات الخاصة بأنشطة أجهزة البوليس في كوريا. بمجرد تجاوز اللوحة المكتوب عليها ميثاق الشرطة ، نجد مجموعة كبيرة من التماثيل الموزعة على امتداد القاعة ، لجنود وضباط شرطة وهم منهمكون في أداء واجباتهم وأعمالهم.
في الطابق الثاني يمكن للزائر مشاهدة ومتابعة 12 تجربة مختلفة من أنشطة الشرطة. النشاط الأكثر شعبية هو المتعلق بالرماية حيث يسمع لكل زائر يزيد عمره عن 11 عاما بتجربة الرماية من خلال إطلاق 10 طلقات في محاولة لإصابة أهداف بعينها. يمكن للزائر كذلك تعلّم نظريات أخذ البصمات ومشاهدة أشكال بصمات أصابعه وهي مكبّرة. يمكن له كذلك مشاهدة كيفية العمل داخل مكاتب التحقيقات المتخصصة.
ميدان الرماية داخل المتحف هو الأكثر ازدحاما بالجمهور في كل يوم ، لكن قبل البدء في ممارسة تجربة الرماية لا بد من الاستماع لتوجيهات سريعة خاصة بالأمن والسلامة.
الفقرة القادمة تتعلق بعملية المونتاج. والمونتاج البوليسي هو وضع تصوّر أو تخيّل لشكل المجرم في حالة عدم وجود صورة فوتوغرافية حقيقية له ، ورسم صورة له بناءً على أوصاف شفهية أو معلومات منقولة من مصادر أخرى ، مثل الطول أو اللون أو العنصر أو شكل العيون والأنف. وعملية رسم صورة تقريبية للمجرم قد تكون محورية جدا في عمليات التحري . ويمكن للزائر ممارسة الأمر عمليا داخل المتحف. ركن أخذ البصمات ركن لا يقل إثارة. يمكن للزائر وضع أصابع يديه في المكان المخصص لأخذ عينة من بصماته التي تظهر مكبرة على شاشة مقابلة.
أما الطابق الأول وهو نهاية الرحلة فيسميه البعض طابق الوداع لأنه خاتمة المطاف ونهاية الجولة . لكن يمكن للزائر قبل الخروج ارتداء زي الشرطة والتقاط صورة تذكارية تخليدا لهذه الزيارة.