يمكن الوصول إلى قاعة الفنون في كوانغ هوا مون بركوب مترو الأنفاق الخط الثالث والنزول في محطة قصر كيونغ بوك ، ثم عبور حديقة ساجيك والمشي لمدة خمس دقائق حتى الوصول للقاعة. بان هو عرض فني كوري فولكلوري تقليدي لفنان السامول نوري الراقص الشهير كيم دوك سو ، وقد بلغ عدد العروض التي تم تقديمها من خلال هذا المسرح الدائم أكثر من 500 عرض منذ بداية تقديم العروض في ال12 من سبتمبر من عام 2008. العرض في واقع الأمر عرض فني متنوع الأشكال والأنماط، فهو عرض موسيقي غنائي راقص، ومسرحي اجتماعي ديني، في نفس الوقت، وهو يستعرض ويجسد الحياة اليومية للشخص بكل تفاصيلها. التقاليد والثقافة الكورية بشكل عام تعرضت للكثير من الخطر بسبب المحاولات المستمرة للاستلاب الثقافي نتيجة الهيمنة والغزو الياباني وبسبب الأطماع الغربية المتكررة ونتيجة لمحاولات التغلغل الأجنبي المستمرة بمختلف الأشكال المتعددة. رغم كل ذلك إلا أن الثقافة الكورية الأصيلة تمكنت من المقاومة والصمود بشكل أو بآخر، وظلت المساعي تجري من أجل المحافظة على هذه الهوية الثقافية المتفردة، بمختلف الأشكال والأساليب، ومن بينها إنشاء وتخصيص مقر ومسرح دائم للعروض الكورية الفولكلورية.
"بان" هي في الأصل كلمة كورية تعني مقر أو محفل. لم تكن العروض الفنية الكورية التقليدية في كوريا تعرض داخل مسارح أو قاعات مقفولة وإنما في الأماكن المفتوحة وفي الهواء الطلق. وقع اختيارنا على الكلمة "بان" لأنها كلمة يمكن أن تطرح فكرة الزمان والمكان بخصوص تنظيم أي عرض فني. هذا العرض هو عبارة عن عرض تقليدي موسيقي راقص يستعمل آلات النقر. والعرض في مجمله ، فيما عدا فقرة واحدة فقط ، مرتكز على آلات النقر ، ويحتوي على العديد من الفقرات المتنوعة من سامول نوري وطقوس شامانية وأغان شعبية وفولكلورية ورقصات متنوعة ، مثل رقصة القناع وغيرها من الرقصات التقليدية. يمكن للمتفرجين المشاركة في العرض والالتحام به بمختلف الوسائل من غناء وتصفيق وصراخ ورقص وابتهاج، أي بمختلف الوسائل التي يمكن أن تعنّ لهم.
يبدأ العرض بصوت ينطلق بشكل مفاجئ من ركن قصي من خلف المسرح وهو الإشارة ببدء العرض. تبدأ الموسيقى الكورية الشعبية في الانسياب من بعض الآلات الموسيقية من ناي ومزامير وطبول وأجراس ، والجمهور في حالة من الاندماج والتفاعل وهو يتابع عازفي تلك الآلات وهم يشقون طريقهم نحو خشبة المسرح منطلقين من الخلف. ويلي مرور الفرقة مرور ثلاثة من الشامانيين الذين شاركوا في الفقرة الخاصة بالدعاء والتمني بنجاح العرض، يليه عرض الطبول إيل كو هوا راك وهو تقليد أو تجسيد لنبضات ودقات القلوب ولهذا تجد الكوريين دائما يتفاعلون مع ضربات الطبول بكل مشاعرهم وقلوبهم، ثم يبدأ ثلاثة راقصين في الرقص على إيقاع الطبول الخماسية ويملأ صوت الطبول كل أرجاء المسرح والقاعة. وعقب العرض يأتي عرض بانسوري ، وهو عرض مصنف بواسطة منظمة اليونسكو ككنز ثقافي عالمي غير ملموس. بانسوري هي الصيغة الكورية التقليدية لفنون الأوبرا وشبيهة بالملاحم الموسيقية الغنائية المعروفة لدى الغرب ، غير أنها تختلف من حيث إنها عادة ما تقدم بشكل منفرد وبواسطة شخص واحد فقط يقوم بأدوار متعددة. عرض بانسوري يكون بطله شخص واحد هو الممثل والمغني والعازف والراوي في نفس الوقت. عرض اليوم هو حكاية أو ملحمة بعنوان أغنية شيم شونغ . وشيم شنغ هي الابنة الجميلة التي في مسعاها لإعادة البصر لوالدها الحبيب تقرر أن تبيع نفسها مقابل 300 وجبة من الأرز وغاصت داخل المياه ، لكن ملك البحر تأثر جدا بسبب إخلاصها وحبها لأبيها وأنقذها من الغرق وأعادها لوالدها مرة أخرى الذي تمكن بسبب المفاجأة من استعادة بصره ثانية ، ثم أبلغ الأمر الإمبراطور الذي أعجب بهذا الوفاء وقرر أن يتزوجها. هذه هي الخطوط الرئيسية لحكاية شيم شونغ.
وهناك ترجمة على الشريط باللغات الإنجليزية واليابانية والصينية بالنسبة لمن لا يعرف اللغة الكورية ، مثبتة على جانبيْ المسرح ، وإن كانت الحكاية المعروضة بأسلوب سلس وبسيط لا تتطلب ترجمة حتى يفهمها ويتأثر بها كل من يشاهدها.
وبعد انتهاء العرض البديع المؤثر للبانسوري يكون الجمهور على وعد مع فقرة فولكلورية جديدة هي عبارة عن أغنية جماعية للفلاحين. مقطوعات موسيقية شديدة الجاذبية. الأجراس الموسيقية ترمز وتصور الرعد والبرق وطبول الجانغ كو ترمز للسحاب. كل الآلات الموسيقية الكورية لها رموز ودلالات.