هونغ ديه منطقة يمكن فيها اصطياد العديد من فرق الهواة الموسيقية الشعبية الأهلية التي تقدم موسيقى صاخبة وساخنة. هونغ ديه هو الاسم المختصر لجامعة هونغ إيك ، وهو الاسم الذي يطلق الآن على كل الضاحية المحيطة بالجامعة. تقع الضاحية في حي مابو في غرب سيول وقد صارت الآن منطقة ذات جاذبية أشبه بالجاذبية المغناطيسية لكل عشاق الفنون والثقافة. ليس بالضرورة أن تكون موسيقيا متمكنا حتى تتمكن من الالتحام بالحلقات المزدحمة والمتكدسة بالشباب ، والتي عادة ما تزدحم بها الضاحية، وليس من المهم أن تكون راقصا ماهرا لتشارك في بعض العروض المقامة. ولكن كل من يملك قليلا من الموهبة أو المهارة في الرقص أو الغناء او الموسيقى أو الكتابة أو التمثيل أو حتى مجرد الجرأة ، يمكنه المشاركة واجتذاب بعض الاستحسان والتجاوب الجماهيري. لهذا فليس من المستغرب أن تكتسي كل الشوارع المطلة على الضاحية بقدر لا حصر له من الحيوية.
هونغ ديه ضاحية جامعية في الأساس ، لكنها تحولت الآن إلى ساحة للفنون والثقافة ومعلم فني ثقافي فريد في مدينة سيول. منطقة صار اسمها مساويا للحرية والحيوية والشباب والرومانسية والحلم والإثارة ، وربما ما هو أكثر من ذلك ، فهي ساحة للترويح والراحة والسمو والتحليق في الأعالي.
يمكن الوصول لجامعة هونغ إيك بركوب الخط الثاني من مترو الأنفاق والنزول في محطة هونغ ديه. وبمجرد الخروج من المخرج المحدد يجد الزائر نفسه غائصا في خِضّم جو مُفعم بالثقافة والأناقة المتمثلة في العديد من المحلات والمقاهي والحانات والأندية المطلة على شوارع الضاحية المحيطة بالجامعة. تكتظ الضاحية كذلك بالكثير من عربات الباعة المتجولين وآلات البيع الآلي ، ويوجد العديد من الأزقة الصغيرة التي توحي بالإثارة. المنطقة حية بل شديدة الحيوية ، بحيث تعطي الإحساس بأن يوما واحدا لا يكفي للتجول عبر كل الأماكن والفعاليات التي تكتظ بها الضاحية. يوم السبت قد يكون هو اليوم الأنسب لزيارتها والاستمتاع بالتجول فيها حيث يحفل يوم السبت في العادة ببعض المناسبات الخاصة ، مثل تلك السوق التي تقام أمام حديقة الأطفال قبالة الجامعة.
تقام تلك السوق الحرة كل يوم سبت بين الساعة الواحدة بعد الظهر والسادسة مساء في أحد ميادين جامعة هونغ إيك ، حيث يتم نصب بعض الخيام والسرادقات لعرض السلع والبضائع داخلها فوق المناضد المصطفة بشكل أنيق وجذاب. عادة ما تضم السوق في يوم السبت نحو مائة بائع معهم سلع متنوعة ، تتراوح بين الإكسسوارات الصغيرة والتماثيل الضخمة الثقيلة .
تم افتتاح تلك السوق الغنية والمتنوعة والأنيقة في يونيو عام 2002 لاستضافة مناسبة فنية ثقافية محددة ومرتبطة بمنافسات البطولة العالمية لكرة القدم التي أقيمت وقتها في كل من سيول وطوكيو. لكن السوق التي قُصد لها أن تكون مناسبة عابرة ومؤقتة استمرت لتصبح جزءا لا يتجزأ من جامعة هونغ إيك.
تمثل السوق الحرة فرصة مناسبة وثمينة للفنانين الشباب لعرض مواهبهم وإبراز مهاراتهم واكتساب الشهرة وترويج أعمالهم الفنية والإبداعية.
قد يستثير الصخب والزحام بعض الناس ، ويفجر لديهم الكثير من الطاقة والحيوية ، لكن الأكثرية تكون أعينها وقلوبها مركّزة على المسارح التي تفوح منها رائحة الحيوية وعلى الحشود الجماهيرية التي تتفاعل مع الأعمال الإبداعية المقدمة فوق تلك المسارح ، وتضج الصالات بالتصفيق والتهليل مما ينم عن أمزجة متفجرة بالطاقة والحماس.
يوجد شارع جداري بالقرب من السوق الحرة ، وهو زقاق تعلق على جدرانه المحيطة أعداد كبيرة من اللوحات والصور والإعلانات وغيرها.
ومن المعالم الجذابة في المنطقة الجامعية مبنى من 11 طابقا هو مبنى "سانغ سانغ مادانغ " أي " فًسحة الخيال". يضم المبنى مسرحا استعراضيا ودار سينما واستوديو تصوير وصالة فنية ومقهى. يأتي الكثير من عشاق السينما والفنون إلى هنا للاستمتاع بمشاهدة الأفلام السينمائية البسيطة والتي يتم إنتاجها بميزانيات صغيرة وتكاليف منخفضة والتي تعرض أحينا في مهرجانات خاصة.
كل زقاق محيط بجامعة هونغ إيك مليئة بالحيوية مهما كان الوقت. هونغ ديه ضاحية جامعية فريدة من نوعها ويندر أن تجد مثيلا لها في أو حول بقية الجامعات. ضاحية تزخر بمقاهي وحانات وأندية ومحلات وأزقة في غاية الجمال والأناقة ونابضة بالشباب والحيوية والجاذبية .