الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

البرامج الخاصة

اللغة الكورية تزدهر عبر العالم

2013-10-09

أصبحت اللغة الكورية تحتل الآن المركز العالمي الـ12 من حيث ترتيب اللغات العالمي.
وهناك أكثر من 6000 لغة للتحدث والحوار حول العالم ، أوسعها انتشارا هي اللغة الإنجليزية ثم الإسبانية ثم الصينية. والآن تنتشر اللغة الكورية يوما بعد يوم.

أعداد هائلة من الناس استعملوا اللغات كأداة للتواصل والتخاطب. وصارت اللغات عبر الأزمنة شيئا جوهريا في تشكيل ثقافات وتراث وتاريخ الشعوب. لكن مع استعمال ألوف اللغات في مختلف البلدان والمناطق والأعراق ، فإن اللغة كثيرا ما تصبح بمثابة حواجز وسدود تحول دون التواصل البشري ، وهو ما حدا بالعديد من الشعوب لمحاولة كسر تلك الحواجز . ولهذا أبدى أجانب كثيرون الرغبة والعزم في تعلم اللغة الكورية حتى يتمكنوا من التواصل السهل مع كوريا والكوريين.

الثالث من سبتمبر: فريق تصوير سينمائي يزور معهد سيوجنغ في كيكيهار ، بمنطقة هيلونغ جيانغ الصينية. فصل دراسي واسع لكنه مكتظ بالحضور الذي ربما فاق عدده المائة. أطفال وكبار وطلاب من مختلف الأعمار تدافعوا جميعا لحضور الدورة التوجيهية الخاصة بالفترة الدراسية الجديدة. معهد سيجونغ ، أو سيجونغ هاكدونغ : هو مكان للتعليم يناسب كل شخص يرغب في تعلّم اللغة الكورية أو فهم ثقافة الكوريين ، وهو مشيّد بواسطة الحكومة الكورية.



"سونغ هيانغ كُن 송향근" المدير التنفيذي للمعهد :

ظلت الحكومة حريصة على تطوير المعهد للمساهمة في نشر وترويج الثقافة واللغة الكورية وسط كل من يرغب في ذلك. الراغبون في تعلم اللغة الكورية منتشرون في الكثير من بقاع العالم وأعدادهم في تزايد مستمر. بعضهم في مناطق مختلفة حول العالم لا يجدون جهة مناسبة أو وسيلة عملية تساعدهم على تعلم اللغة الكورية. لهذا السبب يتم فتح معاهد سيجونغ هاكدانغ في مثل تلك البلدان، وهناك الآن 117 معهدا من هذا النوع في مختلف أرجاء العالم ، في 51 دولة بالتحديد.

تأسس معهد الملك سيجونغ في عام 2007 بإنشاء 13 فرعا في ثلاثة بلدان مختلفة. غير أن هذا العدد ارتفع بشكل كبير ليصل إلى 117 فرعا في 51 بلدا ، والصين هي البلد الذي يضم أكبر عدد من هذه الفروع ، حيث إنها البلد الأكبر في العالم من حيث عدد السكان ، كما أن هناك أعدادا متزايدة من الصينيين تتوجه نحو تعلم اللغة الكورية.
ولكن لماذا كل هذا الإقبال وكل هذه الرغبة في تعلم اللغة الكورية هناك؟
لا يصعب استقصاء مدى تأثير الموجة الكورية "هاليو" من فنون متنوعة وموسيقى ومسلسلات وأفلام سينمائية على الكثيرين في مختلف أنحاء العالم ، وهو ما أثار اهتمام الكثير من الأجانب بالثقافة والتراث الكوري وكل ما يتعلق بكوريا في شتى المجالات ، ومن بينها اللغة الكورية .

الطالب الصيني زونغ عازف موسيقي ماهر ، وهو معجب بالذات بالموسيقى التقليدية الشعبية ، ويحلم بإجراء دراسة مهمة يقارن فيها بين الموسيقى التقليدية في كل من كوريا والصين من حيث أوجه الشبه والاختلاف.

في معهد سيجونغ في كيكيهار يتم تنفيذ برنامج متخصص تحت عنوان "الفصل المدرسي يحضر إليك"، وذلك في مسعى لمقابلة الطلبات المتزايدة لدراسة اللغة الكورية في كيكيهار ، حيث إن المعلمين الكوريين في المعهد يقومون بزيارة بعض المدارس المجاورة لتعليم اللغة الكورية فيها بشكل تطوعي . وقد بدأ معلمو المعهد في تدريس اللغة الكورية في بعض المدارس القريبة منذ 2012. كان العدد في البداية يصل إلى مائة أو مائة وخمسين ، ثم تزايد كثيرا هذا العام حتى فاق 300 طالب. ورغم أن اللغة الثانية التي تقوم تلك المدارس بتدريسها هي إما الإنجليزية أو الروسية حسب المناهج المدرسية المحددة إلا أن الكورية مطروقة بشكل كبير ضمن الأنشطة المنهجية الدراسية الإضافية غير المقررة.



تقوم مؤسسة الملك سيجونغ بتدريب معلمين كوريين مهنيين متخصصين قبل أن ترسلهم للخارج. والمؤسسة لا تطلب فقط التميز الأكاديمي والعلمي ، بل أيضا الانضباط السلوكي القويم في نفس الوقت.
وكمعلمين مؤهلين للتدريس في الخارج : يتعين على كل منهم تلقي دراسات تدريبية إلكترونية وعملية على الطبيعة. والمعلمون الكوريون في مجملهم يتحمسون دائما لمواصلة التعلم وتلقي الدراسة باستمرار . والمعلم المحلي مهما كان ممتازا فهو بحاجة للمزيد من التعليم والتأهيل ليصبح معلما دوليا .

بدأ معهد سيجونغ بثلاثة عشر مكتبا فرعيا في ثلاثة بلدان فقط في عام 2007 وصار هذا العدد خلال سنوات قليلة 117 مكتبا في 51 دولة. يؤكد ذلك أن الثقافة واللغة الكورية في انتشار عالمي مضطرد. والكثير من المنظمات والمؤسسات العالمية الشهيرة مثل المعهد الكونفوشي الصيني ومعهد "أليانس فرانسيه" الفرنسي ومعهد جوتة الألماني تعتبر اللغة هي السلاح الأمضى لنشر الثقافات الوطنية والقومية لتلك الدول. ومعهد الملك سيجونغ الكوري يسير بخطى حثيثة على طريق هذه المؤسسات العالمية الكبرى

عمر الهانكول منذ أن ابتدعها الملك سيجونغ عام 1446هو 567 عاما الآن . عمرها إذن يقارب ستة قرون ، وقد بدأت مؤخرا في الانتشار بوتيرة منتظمة في كل أرجاء العالم. الكورية لم تعد اليوم لغة الكوريين ، وحدهم بل هي في طريقها لأن تصبح لغة وتراثا عالميا مشتركا. ومن المؤكد أنها ستكون جسرا مهما للتواصل بين الكوريين والعالم الخارجي من خلال الجهود المبذولة التي يقودها معهد الملك سيجونغ. والمأمول أن تتوالى مسيرة اللغة الكورية في الانطلاق في مختلف الاتجاهات العالمية ، وأن تصبح قريبا من اللغات العالمية واسعة الانتشار .


موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;