يعتبر المعرض الدولي لخليج "سون تشون 순천" للعام 2013 رمزا لحماية وتجديد البيئة، ويقام في منطقة المستنقعات في مدينة سون تشون التي تعتبر بدورها إحدى أهم المناطق البيئية في العالم .

أقيم الحفل الافتتاحي للمعرض الدولي للحدائق في خليج سون تشون في كوريا للعام 2013 في التاسع عشر من شهر أبريل ، بحضور حوالي ثلاثة آلاف زائر من الكوريين والأجانب.
ويستمر المعرض 184 يوما تحت شعار "حدائق من السماء" ، وذلك حتى العشرين من شهر أكتوبر القادم . وقبل يوم واحد فقط من موعد الافتتاح الرسمي كانت أعداد هائلة من الزوار قد بدأت في التدفق للمشاركة في هذا المعرض الفريد.

"نا سُنغ بيونغ 나승병" الأمين العام لمعرض خليج سون تشون الدولي للعام 2013 ورئيس اللجنة المنظمة :
معرض إكسبو الحدائق يختلف عن كل بقية المعارض الأخرى التجارية. فبخلاف معرض إكسبو الذي استضافته مدينة يوسو في العام الماضي ، والذي تمت إزالة كل الأجنحة الخاصة به بعد انتهائه ، فإن كل المنشآت والمرافق التي أقيمت بمناسبة هذا المعرض ستبقى إلى الأبد . المعارض الخاصة بالحدائق يجري تنظيمها في أوروبا في العادة ، بحيث تبقى وتستمر كجزء من الطبيعة والحياة، بل تمثل ، كما صار الحال مؤخرا، تطويرا وإضافة وتجديدا للطبيعة. ويُذكر أن عددا من المزابل والمدافن والمناجم القديمة المهجورة تحولت إلى حدائق غنّاء .

معرض إكسبو للحدائق مناسبة عالمية تحت رعاية الإتحاد الدولي للحدائق ، وهو عبارة عن منظمة عالمية شاملة تتكون من 33 اتحادا فرعيا من 29 دولة حول العالم. تكوّن الاتحاد لأول مرة في عام 1862 في لندن من عدة دول أوربية ، ثم توسع ليضم الولايات المتحدة الأمريكية وعددا من الدول الآسيوية ، وأضبح منظمة عالمية كبرى تسعى لنشر الجمال والخضرة والحفاظ على البيئة والطبيعة في كل أنحاء العالم . كان هناك عدد من المعارض الشهيرة الأخرى ، مثل معرض اوساكا في اليابان لعام 1993 ، الذي شهد تحول مزبلة كبرى إلى حديقة وارفة الظلال ، ومعرض ميونيخ في ألمانيا لعام 2005 والذي نُظم داخل مطار قديم مهجور وأصبح بمثابة علامة بيئية فارقة. ومنذ خمس سنوات تمت المصادقة على انضمام مدينة سون تشون لهذا الركب البيئي الأخضر ، حيث اختيرت المدينة بالإجماع لاستضافة معرض العام 2013 لأنها كانت قد تقدمت بعرض متفرد وبفكرة جديدة ميزتها عن كل مُنافِساتها من المدن الأخرى.

عمدة المدينة "جو جونغ هوون 조충훈" :
كان خليج سون تشون هو نقطة البداية. الخليج ، الذي كان في الماضي عبارة عن ميناء صغير، مسجل الآن ضمن أهم مناطق المستنقعات العالمية في اتفاقية رامسار منذ عام 2003. حتى ذلك الوقت كان عدد زوار المنطقة لا يزيد عن مائة ألف شخص في العام. ولكن خلال عشر سنوات فقط تضاعف العدد عدة مرات ليصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين زائر. كان تدفق الزوار أكثر من المتوقع ، مما سبب لنا نوعا من القلق من أن مثل هذه التدفقات قد تضر بالطبيعة البيئية للمنطقة نفسها. لهذا قررنا استضافة المعرض للحفاظ على النقاء البيئي للمنطقة.

لم يكن سبب استضافة المدينة للمعرض هو اكتساب سمعة أو دعاية ، وإنما من أجل الحفاظ على بيئة منطقة خليج سون تشون . كان ذلك هو سبب فوز المدينة الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها عن 280 ألف نسمة بمثل هذا الشرف العالمي الكبير وللمرة الأولى في كوريا.
على خلاف حركة المد والجزر في الساحل الغربي بكل ما فيها من قوة ، فإن حركة المد في خليج سون تشون عادة ما تكون سلسة وناعمة. ولذلك ، كثيرا ما نرى أحد الصيادين وهو يضع ركبته فوق القارب ويمد ساقه الأخرى داخل الماء ويستخدمها كمجداف لتحريك القارب ، وهو عمل يحتاج لقوة وصبر وهمة لكن الجميع يقوم به بمنتهى النشاط واللياقة.

ينساب النهر من فوق مرتفعات سوبيك إلى البحر عبر خليج سون تشون. المنطقة البحرية الساحلية التي تبلغ مساحتها 26.5 كيلومتر مربع هي عبارة عن كنز بحري بما فيها من كائنات بحرية متنوعة . ومنطقة المستنقعات داخل الخليج هي من بين أفضل خمس مناطق مماثلة في العالم استطاعت الحفاظ على طبيعتها ونقائها وجمالها بشهادة معاهدة رامسار للمناطق الرطبة.

خليج سون تشون هو موطن لأكثر من 120 فصيلة من الكائنات الحية المتنوعة من أسماك وطيور وحشرات ونباتات وأحياء أخرى كثيرة .

تقول الأسطورة الخاصة بمرصد يونغ سان إن تنينا كان على وشك الصعود للسماء قرر أن يعود للأرض بعد أن شاهد من الأعالي وأثناء صعوده كل ذلك الجمال الخلاب لخليج سون تشون. وعندما ننظر للخليج من أعلى المرصد فإننا لا يمكن أن نلوم ذلك التنين على قراره . فالطريق المائي الذي يتخلل المنطقة المدية ، وحقول القصب الدائرية، وأسراب الطيور المهاجرة في تشكيلاتها البديعة ، كلها مناظر شديدة الروعة والجمال تحتاج لريشة فنان مبدع أو قلم أديبٍ متمكن .

كل ذلك الجمال الخرافي الغامض والساحر بألوانه المتعددة والمتوهجة من أضواء الشمس الذهبية وحتى أغصان القصب التي تهفهف مع الريح وكأنها ترقص وتغني . وبالتالي فليس من المُستغرب أن تتطلع مدينة سون تشون لأن تصبح كنزا إيكولوجيا.

عمدة المدينة "جو جونغ هوون 조충훈" :
هدف مدينتنا منذ عشر سنوات أن تصبح مدينة إيكولوجية متكاملة. إذا كانت الحكومات الإقليمية والبلديات تحلم في الماضي باستقطاب مساعدات صناعية استثمارية تنموية فإن هدف مدينتنا هو أن تخلق واقعا تتعايش فيه الطبيعة والبيئة مع الإنسان وتطلعاته في التطور والتنمية. قررت سلطات المدينة منذ عقد من الزمان المحافظة على النقاء البيئي والطبيعي والإيكولوجي للمدينة مع تطويرها وتعميرها. وتجيء استضافة معرض إكسبو للحدائق كخطوة في هذا المسعى.

تم زرع حوالي 425 ألف شجرة هنا لنشر الخضرة والنقاء الطبيعي وللمحافظة على المنطقة كمحمية إيكولوجية مميزة. وبمجرد الانتهاء من تهيئة المنطقة توافد عليها ألوف من الطيور المهاجرة.

السيد "أوه هينغ سوك 오행석" المسؤول في اللجنة المنظمة للمعرض :
ش25) اكتمل هذا المبنى في العاشر من يناير الماضي . وبمجرد اكتماله توافدت وتدافعت العديد من أنواع الطيور المهاجرة والبط على المنطقة ، مما جعل منها منطقة سياحية جذابة لمحبي وعشاق الطيور.

المنطقة المحيطة بالمركز كانت عبارة عن حقول أرز ، لكنها صارت الآن منطقة تفريخ للطيور المهاجرة وبشكل عفوي. المركز المكون من ثلاثة طوابق ، وهو بمثابة معرض متكامل لجميع الكائنات الحية في منطقة خليج سون تشون.

"مون أون كي 문운기" مدير العلاقات العامة في اللجنة المنظمة :
نطلق على المعرض اسم "أصدقاء السهل الطيني الودود" وهو تجسيد كامل للخليج وما فيه من كائنات وأسماك وحياة برية ومائية. هذه أول منطقة مدية مغلقة يمكن فيها مشاهدة المحار والقواقع الحية وهي تعيش بشكل طبيعي .

يمثل الطابق الأول من المركز الدولي معرضا بنسبة 70% من مساحته يضم كائنات حية متنوعة. أما الجزء الصغير في الوسط فيجسد التغييرات في شكل المد والجزر تماما كما في الطبيعة ، كما يمثل فرصة جيدة للدراسة والتأمل للأطفال والكبار ، على حد سواء.
وفي المسرح المخصص للأطفال يتم عرض فيلم كرتون باسم "حديقة القمر" ، تدور حول قصة فتاة صغيرة تسافر لمنطقة مستنقعات تحت قيادة مرشد يساعد الأطفال على التزلج فوق الطين بكل استمتاع .




"جسر الأحلام" الذي يبلغ طوله 75 مترا يصل بين مناطق المعرض ، وهو مصنوع من ثلاثين حاوية من حاويات السفن ، وهو أيضا صالة عرض مزيّنة من الخارج برسوم جميلة للفنان "كانغ ايك جونغ" ، ومن الداخل برسومات أطفال ، تشمل 140 لوحة فنية لأطفال من ست عشرة دولة حول العالم ، تصور أشكالا وشخصيات متنوعة ومتعددة منها المعلم والطبيب والمغني والراقص ، وتجسد قيما عديدة منها الأمل والحلم.

ثقافات وحضارات الكثير من البلدان تنعكس في حدائقها ، فالحديقة الصينية تسهم في نشر الطاقة الطبيعية في كل ما حولها ، والحديقة الايطالية تضفي سحرا وجمالا وتعزز الإحساس بالصحة والعافية في كل من يشاهدها ، أما الحديقة الألمانية فهي تجسد إيمان الألمانيين بعظمة الطبيعة .
ورغم كل ما قيل عن تلك الحدائق إلا أن الحديقة الأكثر جاذبية للزوار الكوريين كانت الحديقة الكورية .

السيد "اوه هينغ سوك 오행석" المسؤول في اللجنة المنظمة للمعرض:
الحديقة الكورية التقليدية في معرض حدائق اكسبو هي الأكبر والأعظم والأكثر جلالا وجمالا وتحتل 20% من مساحة المعرض . بمجرد أن تعبر الجسر تجد نفسك أمام المدخل الرئيسي المؤدي للحديقة الكورية التقليدية ، وهي حديقة شامخة مهيبة تشمل قصرا واستراحة ، وتجسد الأمل للجميع .

أما أكثر الحدائق إثارة في منطقة سون تشون فهي حديقة البحيرة ، وهي من تصميم الفنان العالمي "تشارلز جينكس" ، وهي أشبه بفصل من كتاب "أليس في بلاد العجائب". تتكون الحديقة من ستة تلال وبحيرة ، وهي تحفة لفتت أنظار الجميع. ومن هناك يمكن للزائر مشاهدة تحفة فنية أخرى ذات جمال بديع.

الحديقة الكورية التقليدية تتصف بالعديد من نقاط الجذب القوية التي تجعلها مميزة عن الحدائق الغربية .

السيد "آن هونغ كيون" رئيس شركة "إيه آي بي إتش كوريا" :
كثير من الحدائق الغربية تم تأسيسها بشكل مغاير ومفارق للطبيعة ، لكن مفهوم الحدائق الكورية يجعل الطبيعة ضمن الحياة اليومية . ولأن جمال الطبيعة محسوس وظاهر في كل مكان في كوريا فليس من الضروري تشييد حديقة اصطناعية لتحاكي الطبيعة وإنما لتنسجم وتتسق وتتوافق معها.

قيمة معرض حدائق إكسبو تكمن في ديمومة منشآته ، فحتى بعد انتهاء الموعد المحدد للمعرض ستبقى الحدائق بكل ما فيها من أشجار وورود وزهور كجزء وإضافة للطبيعة النضرة الجميلة المحيطة بالمكان .

المعرض العالمي للحدائق في سون تشون للعام 2013 هو مناسبة عظيمة واحتفال بجعل خليج ومدينة سون تشون واحات بيئية نقية ، وهو أيضا خضراء بداية لمسيرة خضراء تجعل من كوريا ضمن عدد محدود من دول العالم التي تتعايش فيها التنمية مع الحفاظ على الطبيعة ، وينسجم فيها التطور الاقتصادي مع النقاء البيئي .